مصدر الصورةGetty ImagesImage caption تعهدات بوتفليقة لم ترض المحتجين استأنف آلاف الجزائريين الاحتجاجات في العاصمة وفي مدن أخرى الثلاثاء، مطالبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي ورافضين عرضه بألا يقضي فترته الرئاسية كاملة بعد الانتخابات في أبريل نيسان. ورفع محتجون لافتات كُتب على إحداها "انتهت اللعبة"، بينما حمل أخرون عبارة "ارحل يا نظام". وتوجه المحتجون من الطلاب الرافضين للعهدة الخامسة في عدد من المدن الجزائرية مباشرة إلى الشوارع ولم يذهبوا إلى جامعاتهم، حيث تحاصرهم قوات الأمن وتمنعهم من مغادرة الحرم الجامعي. في غضون ذلك، قال نائب وزير الدفاع الجزائري، أحمد قايد صالح، إن هناك من يريد العودة بالبلاد إلى سنوات الألم والجمر، في إشارة إلى تمرد الإسلاميين في التسعينات حين قتل أكثر من مائتي ألف شخص في حرب أهلية. ويأتي ذلك كأول تعليق له على الاحتجاجات التي تطالب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي. ونقلت وسائل الإعلام الجزائرية عن الفريق قائد صالح قوله "الجيش سيبقى ماسكا بزمام مقاليد إرساء مكسب الأمن الغالي .. وهناك من يريد أن تعود الجزائر إلى سنوات الألم والجمر". وشدد صالح في كلمة له على أن الشعب الجزائري "الذي أفشل الإرهاب مطالب اليوم بمعرفة كيفية التعامل مع ظروف وطنه". وعلق محامو بجاية وقسنطينة وعنابة نشاطهم وأعلنوا مقاطعتهم لجميع الدوائر القضائية إلى أجل غير مسمى. ودعا الأطباء إلى تنظيم وقفات، غدا الأربعاء، في جميع المستشفيات. وبالرغم من افتقار الاحتجاجات إلى القيادة والتنظيم، فإنها لا تزال تشكل أكبر تحد حتى الآن للرئيس المريض والنخبة الحاكمة المؤلفة من الحزب الحاكم ورجال الأعمال والجيش وأجهزة الأمن.ما الذي يريده المحتجون؟مصدر الصورةRYAD KRAMDIImage caption ما قاله بوتفليقة غير كاف بالنسبة إلى المتظاهرين وكان عشرات الآلاف قد احتشدوا في مدن مختلفة بأنحاء الجزائر في أكبر مظاهرات منذ الربيع العربي في عام 2011، مطالبين بوتفليقة، البالغ 82 عاما، بعدم الترشح في الانتخابات المقررة في 18 أبريل/نيسان. وقدم عبد الغني زعلان مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة - بالرغم من ذلك - ملف ترشح الرئيس الجزائري الأحد، لكنّ الرئيس تعهّد بتنظيم انتخابات رئاسيّة مبكرة في حال فوزه وإجراء إصلاحات سياسية عميقة. وشهدت مدن منها قسنطينة وعنابة والبليدة الثلاثاء احتجاجات طلابية. ولم يظهر بوتفليقة، الذي يتولى السلطة منذ 20 عاما، في العلن منذ إصابته بجلطة عام 2013. ويتصدر الشباب الجزائري مشهد الاحتجاجات، ويسعون - بحسب ما يقوله محللون - إلى رؤية جيل جديد من الزعماء لا تربطه صلات بالحرس القديم. وأصبح الجزائريون - بعد تمرد للإسلاميين دام عشرة أعوام ونجح بوتفليقة في القضاء عليه في فترة حكمه الأولى - يتحملون نظاما سياسيا لا يترك مساحة تُذكر للاختلاف ثمنا للأمن والاستقرار النسبيين. ويطالب سكان الجزائر، وأغلبهم من الشبان الذين تقل أعمار 70 في المئة منهم عن 30 عاما، بوظائف وخدمات أفضل، ووضع حد للفساد المستشري في دولة تعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في أفريقيا. ويقول معارضو بوتفليقة إنه لم يعد لائقا لقيادة البلاد، مستشهدين باعتلال صحته وعدم وجود إصلاحات اقتصادية للتعامل مع نسبة البطالة المرتفعة التي تفوق 25 في المئة بين من تقل أعمارهم عن 30 عاما. ما الذي يحدث في الشوارع؟ وتواصلت احتجاجات الطلاب في وسط العاصمة بينما انتشرت الشرطة بأعداد كبيرة، لكنها لم تتدخل، بل اكتفت بتحديد مكان تجمع الممتظاهرين وتحركهم في الشوارع المجاورة لساحة البريد المركزي. وساند المارة الطلاب بالتصفيق، وأطلق سائقون أبواق سياراتهم، وأصبح التحرك في وسط العاصمة صعبا جدا. وتظاهر الطلاب بأعداد كبيرة في وهران ثاني مدن الجزائر أيضا، وتوجهوا إلى وسط المدينة، بحسب ذكرته وكالة فرانس برس للأنباء. وتظاهر آلاف الطلاب مع أساتذتهم في قسنطينة، ثالث مدن البلاد، بحسب ما قالته وسائل إعلام محلية، تحدثت عن مظاهرة "ضخمة" ضمت الآلاف.من هو الزعيم الإسلامي الجزائري علي بلحاج الذي يعارض ترشح بوتفليقة؟مصدر الصورةGetty ImagesImage caption الرئيس بوتفليقة لم يظهر في العلن منذ إصابته بجلطة في 2013 ونقلت فرانس برس عن أحد السكان قوله إن آلاف الطلاب تظاهروا أيضا في بجاية، التي تبعد 180 كلم شرق الجزائر، وفي منطقة القبائل. وتظاهر طلاب بأعداد كبيرة في البليدة، والبويرة، وتيزي أوزو، وستيف، وتلمسان، بحسب مواقع إخبارية محلية. ماذا يقول المتظاهرون؟ ولا يبدو أن وعود بوتفليقة حققت أهدافها، لكن أنصاره يرون أنها تحقق "بشكل كامل" مطالب المتظاهرين. وتؤكد سلمى، وهي طالبة رياضيات في جامعة الجزائر - بحسب ما نقلته فرانس برس - أن "لا يعني لا. ألم يفهم رسالة الشعب؟ إذن سنشرحها له اليوم وأكثر يوم الجمعة"، الذي ينتظر أن يشهد مظاهرات جديدة كما حدث خلال الأسبوعين الماضيين. ويقول عبد الرحمن، وهو في 21 من عمره، ويدرس في المدرسة العليا للإعلام الآلي، إن بوتفليقة "يريد سنة أخرى أما نحن فلا نريده أن يبقى ثانية، لقد طال حكمه فليرحل الآن".عبدالعزيز بوتفليقة: من تهم الفساد إلى رئاسة الجمهورية وكتب الطلاب على إحدى اللافتات "لا دراسة، لا تدريس، حتى يسقط الرئيس". وكُتب على إحدى لافتات المتظاهرين في وسط العاصمة الجزائرية "رصيدكم غير كاف لإجراء هذه الولاية" في رسالة لبوتفليقة الموجود حاليا في مستشفى بسويسرا منذ عشرة أيام من اجل "فحوص طبية دورية". بماذا تعهد بالرئيس؟ وجاء في رسالة ترشح بوتفليقة "أتعهد أمام الله تعالى والشعب الجزائري" بالدعوة "مباشرة" بعد الانتخابات الرئاسية "إلى تنظيم ندوة وطنيّة شاملة واعتماد إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها إرساء أساس النظام الجديد". ووعد الرئيس أيضا بإعداد دستور جديد يطرح على الاستفتاء من أجل ولادة "جمهورية جديدة"، وبالعمل على وضع سياسات "عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنيّة وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والإقصاء الاجتماعيّين (..) بالإضافة إلى تعبئة وطنيّة فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد.
مشاركة :