الجيش الجزائري يخرج عن صمته

  • 3/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد يومين من إيداع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، عن طريق مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان، ظهر رئيس أركان الجيش الفريق قائد صالح، أمس، ليعلن أن الجيش سيضمن الأمن، ويمنع عودة البلاد إلى حقبة سفك الدماء، في وقت أثيرت تكهّنات حول صحة بوتفليقة، بعد انتشار فيديو يظهر زيارة شقيقه المستشفى الذي يُعالج فيه في جنيف. لكن محمود قيصاري، القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، ذكر أن بوتفليقة سيظهر خلال 48 ساعة، وسيعود إلى البلاد عند انتهاء الفحوصات الطبية. وأضاف أن «بوتفليقة يريد من ترشحه عدم ترك البلاد في فراغ دستوري». فبينما تواصلت التظاهرات في العاصمة ومدن أخرى على الرغم من تعهّدات بوتفليقة، دعت أحزاب وشخصيات معارضة إلى تفعيل المادة 102 من الدستور، وإعلان شغور منصب الرئيس، وتأجيل الانتخابات. وفي مايلي استعراض لآخر تطورات المشهد الجزائري: الجيش يتعهّد ¶ رئيس أركان الجيش الفريق قائد صالح: «الجيش سيضمن الأمن، ولن يسمح بعودة البلاد إلى سنوات الجمر والألم وحقبة سفك الدماء». ¶ «الجيش سيبقى ممسكاً بزمام مقاليد إرساء مكسب الأمن الغالي.. بعض الأطراف يزعجهم أن يروا الجزائر آمنة ومستقرة ويريدون العودة بها إلى سنوات الألم والجمر». ¶ «الشعب الذي أفشل الإرهاب يعرف كيف يتعامل مع ظروف وطنه ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرط في نعمة الأمن وراحة البال». ¶ صالح أعلن سابقا موقفه الداعم لبوتفليقة، وصالح هو نائب وزير الدفاع، وبوتفليقة يتولى حقيبة الدفاع بنفسه. ¶ يرى مراقبون أن الحرج من تدخل الجيش مرة أخرى في السياسة بشكل مباشر سببه الملاحقات الجنائية التي تطول ضباطا جزائريين في محاكم دولية، نتيجة وقف المسار الانتخابي عام 1992 وما نتج من حرب أهلية، تم تحميل جزء من مسؤوليتها لضباط في الجيش. تجدّد التظاهرات ¶ تظاهر آلاف الطلاب مجددا وسط العاصمة، وفي مدن أخرى، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وردّد الطلاب «جيبو بي آر، أي (القوات الخاصة للشرطة)، زيدوا الصاعقة (وحدة من الجيش) ماكانش عهدة خامسة يا بوتفليقة»، وسط انتشار كبير للشرطة، من دون أن تتدخل. ¶ ساند المارة الطلاب بالتصفيق، وسائقون بإطلاق أبواق سياراتهم، بينما أصبح التحرك وسط العاصمة صعبا جدا. ¶ تظاهر الطلاب بأعداد كبيرة أيضا في وهران وقسنطينة، ثاني وثالث مدن الجزائر، وفي البويرة والبليدة وبجاية، ما يدل على أن الاحتجاجات لا تتجه نحو الهدوء. وكُتب على إحدى اللافتات «انتهت اللعبة»، بينما حملت أخرى عبارة «ارحل يا نظام». مطالبات بإعلان «الشغور الرئاسي» دعت أحزاب وشخصيات معارضة إلى تفعيل المادة 102 من الدستور، التي تنص على أنه «إذا استحال على رئيس الجمهوريّة أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدّستوريّ وجوبا، وبعد أن يتثبّت من حقيقة هذا المانع بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت المانع». وعند ثبوت المانع يتم إعلان شغور منصب الرئيس، ولاحقا، يتم تأجيل الانتخابات. استقالة مؤجلة ¶ تعهد بوتفليقة، وفق تصريحات مدير حملته الانتخابية عبد افلغني زعلان، بعقد ندوة وطنية تنظر في التعديلات الدستورية التي يطالب بها الجزائريون، وإجراء استفتاء شعبي عليها، وإجراء انتخابات مبكرة لا يشارك فيها، في يناير المقبل. ¶ تعد هذه الخطوة «استجابة مؤجلة» لمطالب المحتجين، الذين رفعوا شعارات ترفض صراحة بقاء بوتفليقة في السلطة لفترة رئاسية خامسة، لأن حالته الصحية لا تسمح له بأداء مهامه الرئاسية. هل ستجري الانتخابات في موعدها؟ ¶ كل المؤشرات تدل على أن الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها، ويشارك فيها بوتفليقة مرشحا لأكبر حزبَين في البلاد، وأحزاب وجمعيات ونقابات قريبة من السلطة. ¶ لكن بوتفليقة أصبح في حكم المستقيل بعد التزامه تنظيم انتخابات مبكرة في يناير، لا يشارك فيها، إذ إنه سيتخلى عن الرئاسة بعد أقل من عام حال انتخابه. المقاطعون ¶ أعلن رئيس الوزراء السابق، والمعارض الشرس للرئيس بوتفليقة، علي بن فليس، مقاطعته الانتخابات الرئاسية، لأن «الشروط السياسية والتنظيمية» لا تتوفر لضمان نزاهتها. ¶ تقاطع الانتخابات حركة مجتمع السلم، ذات الخلفية الإسلامية، التي كانت أعلنت ترشيح رئيسها عبد الرزاق مقري، ولكنها قررت عدم المشاركة فيها بعد الاحتجاجات الشعبية الأخيرة. ¶ كانت جبهة القوى الاشتراكية أعلنت أيضا عدم المشاركة في الانتخابات، ودعت إلى مقاطعتها بطريقة «فعالة وسلمية». منافسو بوتفليقة ¶ لم يبق في السباق رسميا مع بوتفليقة إلا مرشح واحد، هو اللواء المتقاعد علي غديري، الذي قدم أوراقه للمجلس الدستوري، في انتطار الموافقة النهائية، ليكون المنافس الوحيد لبوتفليقة في هذه الانتخابات. قوة الاحتجاجات ¶ فوجئت الحكومة والأحزاب السياسية الداعمة لبوتفليقة بقوة الاحتجاجات الرافضة لسعيه للفوز بفترة رئاسية خامسة، فلم تكن تتوقع خروج هذه الأعداد الكبيرة. ¶ ظهر ارتباك السلطات في تعاملها مع حجم الاحتجاجات في تغطية وسائل الإعلام الحكومية للحدث، فلم تكن تغطيتها منسجمة. ¶ دفعت الاحتجاجات الشعبية بالسلطة إلى تغيير موقفها من الانتخابات الرئاسية، واقتراح بدائل تأخذ بعين الاعتبار رأي الشارع. (أ ف ب، رويترز) خطاب بوتفليقة يطيح مذيعة قدمت المذيعة الجزائرية نادية مداسي، الإثنين، استقالتها، بسبب إجبارها على بث خطاب للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن مذيعة نشرة أخبار قناة «الجزائر» المسائية الناطقة باللغة الفرنسية لنحو 15 عاماً، قدمت استقالتها بعد إجبارها على بث مقتطفات من خطاب بوتفليقة، الذي يتعهد فيه بالتخلي عن الرئاسة حال انتخابه رئيساً لفترة ولاية خامسة. (أ ف ب)

مشاركة :