تجاهلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مشكلات الشوارع المتهالكة التي خرجت عن مسارها، وأضحت حفراً على الشوارع بسبب الخراب الذي تعرضت إليه جراء أخطاء بعض المقاولين المسؤولين عن صيانة الشوارع، لتتجه إلى قائدي المركبات وتحملهم مسؤولية الحوادث على الطرق بسبب الإهمال والاستهانة بمخاطر الطرق.كما تجاهلت الوزارة، في خطبة الجمعة التي عممتها أمس، بعنوان «إماطة الأذى عن الطريق»، والتي ستلقى في المساجد يوم الجمعة المقبل، ما تسببه الحفر والطرق التي طار الأسفلت عنها، وحملت جهة ثانية مسؤولية من نوع آخر، وهي الشركات الإنشائية التي ورد في الخطبة أنها تلقي بمخلفات أعمالها، أو إهمالها في ردم أو تغطية حفر البنايات، على الطرق، حيث يكون ذلك سببا في سقوط أطفال أو كبار السن أو ضرر للمارين على الطرق.وجاء في الخطبة، أن «من أخطر أنواع الأذى وأشده ضررا على الفرد والمجتمع: أذى الطريق، فقد جاءت النصوص النبوية مؤكدة على واجب إماطة الأذى عن الطريق، وإزالته، وتنحية الضرر عن المرافق، وإبعاد كل ما يضر بالمسلم في طريقه من حجر، وشوك، وحديد، وزجاج، أو ما يتسبب في إيذائه ماديا أو معنويا، وأعلى الإسلام من شأن إماطة الأذى عن الطريق فجعله شعبة من شعب الإيمان، ومحاسن الأعمال، وفضيلة من فضائل الإسلام، وبابا إلى الجنان، وموردا من موارد الصدقات، كما أنه مظهر من مظاهر احترام الحياة، والإحسان بالآخرين»وأضافت «لقد اعتنى فقهاء الإسلام بأحكام الطرق والمرافق، وكان من جملة ما بينوه في ذلك: أنه لا يجوز مضايقة المسلمين في طرقاتهم، بل يجب إفساح الطريق وإماطة الأذى عنه، ولا يجوز أن يحدث المرء في ملكه ما يضيق على المسلمين طريقهم، كأن يبني فوق الطريق سقفا يمنع مرور الركبان والأحمال، أو يبني دكة للجلوس عليها يتضرر بها الطريق، أو يرفع أرض منزله ويجعل له درجا خارج سوره، كما ينبغي لصاحب الدكان ألا يؤذي المارة بنشر بضاعته خارج محله، لما في ذلك من الاستيلاء على طريق المارة، والتضييق عليهم وإيذائهم».وبينت أن «من أهم وأخطر ما يصيب المسلم من أذى الطريق: حوادث السيارات التي يشتكي منها الناس ليلا ونهارا، وتؤرق المسؤولين صباحا ومساء، فما من يوم يمر إلا وفواجع حوادث الطرق تصم الآذان، وتحزن القلوب، أسر بأكملها تزهق أرواحها في طرفة عين، وشباب في مقتبل العمر تضيع حياتهم، إصابات مميتة، وإعاقات مستديمة، فما منا واحد إلا وله قريب أو صديق قد ذهب ضحية حادث سيارة إما بموت أو إعاقة أو جراحة أو خسارة في نفسه وماله، كم في المستشفيات من أعداد هائلة تستقبلها في الليل وفي النهار»، مشيرة إلى أن «كم من إحصائيات هائلة تنبئـنا عن ترمل النساء، وتيتم الأطفال!! إنها حوادث أليمة، وصور مفزعة في مجتمعاتنا، وظاهرة مخيفة وخطيرة، ومشكلة كبرى تؤرق المجتمعات، وتعقد من أجلها المؤتمرات والندوات واللقاءات، وتدشن لها الحملات المرورية التوعوية؛ بحثا عن حلول لها، وسعيا للقضاء عليها، وتخفيف حجمها».وذكرت أنه «لو استعرضنا أرقام الإحصائيات، لوجدنا أن لقائد المركبة اليد الطولى في معظم حوادث السيارات، بسبب إهماله، وصرف انتباهه إلى الهاتف، وكتابة الرسائل، ومطالعة المقاطع المسجلة، والتجاوز الخاطئ، والاستهانة بمخاطر الطريق». وتابعت «كم في المصحات من شخص أصبح حبيس الفراش، أو معاقا فقد القدرة على الحركة والتنقل، يدعو على من تسبب في ذلك ليل نهار، والسبب: الإهمال والرعونة، فإن كان سائق السيارة قادرا على مواجهة تلك المشاعر الخانقة، والهواجس المخيفة التي تطارده بقية عمره، فكيف يقدر على تحمل إثم القتل وذنب الإعاقة، وجرم الضرر المادي والمعنوي؟».واعتبرت أن «من أخطر ما يتسبب في أذى المسلمين في الطرقات: تسليم السيارة للقاصرين من الصغار والمراهقين، أو قاصري الإدراك، ممن لا يبالون آثار الإهمال والاستهتار، ويجدون متعتهم في التفحيط ومنازلة أقرانهم، فلا يجوز تساهل أولياء الأمور بإعطاء أبنائهم السيارة قبل ترخيص الجهات المسؤولة لهم، والتأكد من استقامتهم ورشدهم وتعقلهم».ولفتت إلى أن «من صور أذى الطريق الذي يجب إماطته وإزالته، ما تقوم به بعض الشركات الإنشائية من تركها لمخلفات أعمالها، أو إهمالها في ردم أو تغطية حفر البنايات، فقد يكون ذلك سببا في سقوط أطفال أو كبار السن أو ضرر للمارين»، داعية إلى التواصي بإماطة الأذى عن الطريق، وكف الشر عن المسلمين، ومراعاة آداب الطريق وحقه، طاعة لله، وابتغاء مرضاته، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، والتزام القوانين المرعية، والتعليمات المرورية، وتعاونوا مع كل مسؤول عن مصالح المسلمين، وتعاونوا على البر والتقوى، ليحصل بذلك الأمن والسلامة لجميع المسلمين.
مشاركة :