أعلنت باكستان، أمس الثلاثاء، تصديها لغواصة هندية حاولت دخول مياهها الإقليمية، وهو ما نفته نيودلهي، مؤكدة في الوقت نفسه أن قواتها البحرية مازالت منتشرة لحماية مصالحها، وذلك بعد أيام من اشتباك جوي بين الدولتين النوويتين على خلفية الهجوم الأخير في كشمير الهندية، اعتقلت معها أمس السلطات الباكستانية 44 شخصاً من جماعة مسلحة يشتبه في تنفيذها الهجوم المميت.وقال متحدث باسم البحرية الباكستانية في بيان، إن «البحرية الباكستانية منعت غواصة هندية من دخول مياهنا الإقليمية»، مضيفاً أن «الغواصة لم تتعرض للاستهداف، بما يتماشى مع سياسة الحكومة الحفاظ على السلام». وأكدت إسلام أباد في وقت لاحق، رصد الغواصة الإثنين، ضمن منطقتها البحرية، ونشرت تسجيل فيديو للغواصة، يحمل لقطات غير واضحة بالأسود والأبيض، يظهر منظاراً فوق سطح المياه. بدورها، أكدت الهند، أمس، أن قواتها البحرية تبقى «منتشرة بما تمليه الضرورة». وصرح ناطق باسم بحريتها عبر «تويتر»: «شهدنا خلال الأيام الأخيرة باكستان تنخرط في حملة دعائية كاذبة». وقلل مصدر حكومي هندي كذلك من أهمية التسجيل: «ما الذي يدفع غواصة في المياه الباكستانية لرفع منظارها؟».وتصاعدت حدة التوترات بين البلدين الخصمين بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة بعد تفجير انتحاري في المنطقة الخاضعة للإدارة الهندية من كشمير أدى إلى مقتل 40 جندياً هندياً، اتهمت فيه نيودلهي جماعة مسلحة مقرها باكستان بتنفيذ الهجوم، وشنت على أثره ضربة جوية داخل الأراضي الباكستانية، حدث على أثرها اشتباك جوي بين الدولتين، تبادلا خلاله الإعلان عن إسقاط طائرات، وأسرت معه باكستان طياراً هندياً أفرجت عنه لاحقاًَ.وأعلنت الداخلية الباكستانية، أمس، ضبط 44 شخصاً من جماعة «جيش محمد» المتهمة من الهند بتنفيذ الهجوم. وقال وزير الداخلية الباكستاني شهريار افريدي، إن الاعتقالات شملت قادة بجماعة «جيش محمد»، موضحاً أن شقيق زعيم الجماعة مولانا مسعود ازهر، ومقربين منه من ضمن المعتقلين.وذكرت نيودلهي، أمس، رصدها وجود 300 هاتف محمول في مكان يشتبه بأنه معسكر للمتشددين في باكستان، استهدفته مقاتلاتها الأسبوع الماضي، وذلك لدحض أي شكوك حول نجاح العملية التي أكدت إسلام أباد أنها لم تسفر عن أي أضرار أو قتلى.وقال وزير الداخلية الهندي راجنات سينغ، أمس، أمام حشد انتخابي: «يسأل البعض عن عدد من قتلوا. تطلبون منا إجابات! أظهر نظام المراقبة الهندي المحترم والموثوق به التابع للمنظمة الوطنية للأبحاث التقنية أن المنطقة كان بها 300 هاتف محمول في وضع التشغيل قبل أن يلقي الطيارون الهنود القنابل. لا حاجة لأخبركم بعدد من قتلوا».وتثير المعارضة الهندية الشكوك حول إعلان الحكومة أن «عدداً كبيراً جداً» من أعضاء الجماعة المتشددة قتلوا في الضربة الجوية التي نفذتها الطائرات داخل الأراضي الباكستانية الشهر الماضي، إذ أكدت باكستان حينها أن القنابل الهندية سقطت على أرض فضاء دون أن تصيب أحداً. (وكالات)
مشاركة :