الأزمة الخليجية تتعقد بالتسييس.. والحل بالحوار

  • 3/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- إبراهيم بدوي: أكدت أليسون كينج، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على أن قطر حليف استراتيجي للمملكة المتحدة، مشيرة إلى عمق وقوة العلاقات التي تربط بين البلدين الصديقين على كافة المستويات. وقالت كينج خلال مؤتمر صحفي في مقر السفارة البريطانية بالدوحة أمس بمناسبة جولة وزير الخارجية البريطانية، جيرمي هنت في المنطقة وزيارته إلى اليمن، إن قطر وبريطانيا تربطهما علاقات تاريخية راسخة ويحرصان على تعزيز مجالات التعاون بينهما بشكل مستمر، عسكرياً وتجارياً ودبلوماسياً وهناك كثير من المشاريع المشتركة في عدد كبير من المجالات. وأشارت إلى ما شهدته زيارات المسؤولين البريطانيين للمنطقة من زخم كبير خلال الفترة القصيرة الماضية مؤكدة أن الالتزام مع حلفاء بريطانيا في المنطقة مستمر على كافة الأصعدة. ونفت إليسون كينج المتحدثة الإقليمية باسم الحكومة البريطانية، ما يثار عن استفادة الدول الكبرى من استمرار الأزمة الخليجية الراهنة مؤكدة أن بريطانيا تربطها علاقات جيدة مع كافة دول مجلس التعاون الخليجي وتريد أن ترى المجلس مثلما كان، لأن التعاون بين دول الخليج مهم ولكن حل الأزمة يجب أن يأتي من داخل البيت الخليجي. وأكدت عدم تغيّر موقف بلادها الداعي لحل الأزمة الخليجية بالحوار ودعم الوساطة الكويتية. ونفت ما يثار عن استفادة الدول الكبرى من استمرار الأزمة الخليجية الراهنة وقالت: في رأينا أن الأزمة الخليجية تعقد الأمور في المنطقة ونريد أن نرى مجلس التعاون الخليجي مثلما كان لأن التعاون بين دول الخليج مهم جداً ونحن نحافظ علي علاقات طيبة مع الجميع ولكن حل الأزمة يجب أن يأتي من داخل البيت الخليجي. وقالت إن تعقيد الأمور في المنطقة يتجسد في التسييس المستخدم بدلاً من الحوار المفتوح وهناك صعوبات تحتاج منا للدبلوماسية على المستوى الثنائي مع كل الأطراف بدلاً من المجموعة الخليجية ككل ولكن مع ذلك بريطانيا تقوم بالحوار مع الجميع، وعلاقاتها مع قطر وكل دول الخليج تتسم بالتعاون الجيد. وقالت: هناك حركة نشطة وممتازة في العلاقات البريطانية الخليجية في مختلف المجالات من خلال عدد من الأنشطة والتعاون لتعزيز وتعميق العلاقات وهناك رؤية كبيرة في المنطقة، ونرى بأن هناك فرصاً للمصالح المشتركة.  ثمنت دعوة الدوحة كافة الأطراف لبدء حوار وطني موسّع إشادة بريطانية بجهود قطر في دعم الشعب اليمني   أشادت إليسون كينج، المتحدثة الإقليمية باسم الحكومة البريطانية، بدور قطر في دعم جهود التسوية السياسية في اليمن فضلا عن دورها في التخفيف من التداعيات الإنسانية للأزمة اليمنية. كما ثمنت دعوة قطر لجميع الأطراف لبدء حوار وطني موسّع يشمل أطياف الشعب اليمني كافة دون استثناء، لحقن الدماء وتحقيق المصالحة. وقالت كينج إن قطر تفهم بشكل جيد الموقف البريطاني تجاه الأزمة اليمنية وتدعم الجهود المبذولة حالياً لإيجاد حل وتسوية سياسية في المنطقة. وأشارت إلى إعلان بريطانيا عن حزمة مساعدات إنسانية إضافية لليمن بقيمة 200 مليون جنيه استرليني، الأسبوع الماضي، ليبلغ إجمالي المساعدات الإنسانية البريطانية لليمن أكثر من مليار دولار منذ بداية الصراع مما يمكن 3.8 مليون يمني من شراء الغذاء وتوفير إمدادات المياه لمليوني شخص وعلاج 20 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، مشيرة إلى أن بريطانيا تعد ثاني أكبر الدول الغربية المانحة لليمن. وثمنت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية ما تقدمه قطر من مساعدات إنسانية للشعب اليمني مؤكدة أن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني غير مسبوق وبحسب الإحصاءات فإن هناك ٤ من بين كل ٥ يمنيين يعانون من نقص الغذاء وهذا أمر غير مقبول. وقالت اليسون كينج ان وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت هو أول وزير خارجية غربي يزور عدن منذ بداية الصراع في 2015 فيما تعد أول زيارة لوزير خارجية بريطاني منذ أكثر من 20 عاماً. واكدت ان رسالتنا لجميع الاطراف واحدة بانه لا حل عسكري للصراع في اليمن وان الكارثة الإنسانية تحتاج لتسوية سياسة مستدامة وكل المساعدات التي تقدمها بريطانيا والدول الأخرى للشعب اليمني لا تكفي لحلها ولابد من حل سياسي لان كافة الأطراف انهكها هذا الصراع. ونوهت الى انه بعد اكثر من 80 يوماً من اتفاق استكهولم، ليس هناك التقدم المطلوب والمعوقات واضحة وهناك عدم ثقة بين الأطراف وعليهم ان يتحلوا بالشجاعة لمواجهة المخاطر واعطاء زخم ودفعة لعملية السلام. وحذرت كينج، من عدم استغلال فرص حقيقية للتسوية بدعم المجتمع الدولي والامم المتحدة وانه اذا لم يحدث تقدم في الأسابيع المقبلة فهناك خطر كبير من عودة القتال مشيرة الى ان الالتزام بوقف اطلاق النار في الحديدة ليس 100% ولكن علي الأقل هناك احترام له ولابد من البناء عليه واستغلال الفرصة.   سحب الجنسية البريطانية من مقاتلي داعش   قالت المتحدثة الإقليمية باسم الحكومة البريطانية إن قرار سحب الجنسية من المقاتلين الحاملين للجنسية البريطانية في صفوف تنظيم داعش يخضع لقواعد القانون البريطاني ويتم وفقاً لكل حالة على حدة وبحسب الأدلة والبراهين التي ربما يستغرق بعضها وقتاً. وقالت لقد وصلنا تقريباً إلى هزيمة داعش عسكرياً على الأراضي السورية ولكننا ملتزمون بالهزيمة الكاملة لهذا التنظيم أيديولوجيا أيضاً وملتزمون بمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله. وأشارت إلى أن وزير الداخلية البريطاني أعلن أن أولويات الحكومة هي الأمن والاستقرار في بريطانيا. ولدينا إمكانيات وقوانين متعلقة بهذا الأمر وفي بعض الحالات يمكن أن يكون سحب الجنسية هو الحل المناسب ولكن هذا ليس الحل لكل المقاتلين الأجانب. وأضافت، كل قرار بالنسبة لسحب الجنسية سيتم وفقاً لكل حالة على حدة وبحسب الأدلة والحقائق. وشددت على رغبة بريطانيا في محاسبة كل مرتكبي العمليات الوحشية والجرائم في سوريا وهو أمر ليس سهلاً ويأخذ وقتاً. وأضافت: ندعم بعض المنظمات التي تجمع الأدلة وشهادات ضحايا هذا التنظيم الوحشي ولكن من المؤكد أن هذا يأخذ وقتاً.   لا خطط لإعادة فتح السفارة البريطانية في سوريا توافق قطري بريطاني تجاه نظام بشار الأسد   أكدت أليسون كينج، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنه لا خطط لدى بريطانيا لإعادة افتتاح سفارتها في سوريا. وقالت كينج، «ليس لدينا أي خطة لإعادة فتح سفارتنا في دمشق حاليا إذ أنه لا يوجد أي تغيير في النظام السياسي ومحاسبته. وأضافت أنه بالتزامن مع يوم المرأة العالمي والذكرى الثامنة لاندلاع الثورة السورية في مارس ٢٠١١ سيتم تنظيم فاعلية لتكريم عدد من الصحفيات السوريات في لندن اليوم الأربعاء. ويعكس الموقف البريطاني، توافقاً لافتاً مع الموقف القطري الرافض لإعادة افتتاح السفارة القطرية في دمشق وتطبيع العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد وأيضاً المطالبة بضرورة محاسبته على ما ارتكبه ضد شعبه من جرائم ترقى إلى جرائم الحرب.   بريكست لن يؤثر على علاقاتنا الاقتصادية مع قطر   أكدت المتحدثة الإقليمية باسم الحكومة البريطانية، أنه لا تأثير لخطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) على العلاقات التجارية والاستثمارات المشتركة بين قطر وبريطانيا. وأوضحت أن قوة الاقتصاد البريطاني مستمرة ومتزايدة وهناك نمو ملحوظ خصوصاً في مجال التكنولوجيا والمعلومات والخدمات المالية وغيرها، مشيرة إلى أن بريطانيا لديها قوى عاملة جيدة وبها 4 من أفضل 10 جامعات في العالم وبريكست لا يؤثر علي هذه الحقائق. وقالت: الهدف من بريكست ليس تدهور الاقتصاد أو العلاقات مع أوروبا وهناك نقاش قوي حول الاتجاه المستقبلي لبريطانيا وعلى المدى الطويل سوف يفتح آفاقاً لتعميق العلاقات مع دول الخليج وآسيا.   التحقيقات جارية حول الأسلحة البريطانية في اليمن   قالت اليسون كينج ردا على سؤال حول استخدام الأسلحة البريطانية في انتهاكات إنسانية في اليمن، إنه خلال زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي للخليج أكدت أن آمن الخليج من أمن بريطانيا وهناك ضمانات مع دول الخليج وفيما يخص القوانين ورخص بيع الأسلحة فهناك إجراءات صارمة وضوابط تحكم تصدير الأسلحة البريطانية. وأضافت: نحن نتبع المعايير الأوروبية وهي معايير مثبتة في القوانين البريطانية وإن كان هناك خطر واضح بأنه قد تستخدم الأسلحة البريطانية في انتهاكات حقوق الإنسان لا نعطي الترخيص بذلك، وألغينا بعض رخص بيع السلاح لأننا أدركنا أن هناك مخاطر. وأضافت، لدينا أيضاً نظام لمراقبة ما بعد تصدير الأسلحة وهناك تحقيقات جارية حول كيفية استخدام الأسلحة البريطانية وننتظر النتائج ونحن دائماً منفتحون لاستقبال أي معلومات إضافية حول استخدام الأسلحة البريطانية.

مشاركة :