قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن بعض الناس يسيئون الظن بأولياء الله، يظنون أنهم يتكلمون عن أمور مخالفة للشريعة، وما هى إلا أمور مردها إلى الأدب مع الله، ولكن بصورة يعجز اللسان، وتعجز اللغة عن أداء مقابلها وهذا هو حقيقتها، كل هذا يعلمنا الأدب أيضًا مع أولياء الله، وأنه لا ينبغى أن نتسرع فى التهمة لأمر نهرف فيه بما لا نعرف.وطالب جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية بفيسبوك ينبغى علينا أن نتأدب معهم، ولذلك يأتى محيي الدين ابن العربي ليعطى لنا مثلًا قويًا وحكمًا عجيبًا ويقول: ( التصديق بنا ولاية )؛ لأن التصديق بالولي الذي ظهرت عليه علامات الشرع، و تمسكه، والتزامه بالذكر والفكر، وسيره وأدبه مع الله، وإرشاده للخلق لدين الحق، فالإيمان بما وراء ذلك إنما هو إيمان بالغيب، فالتصديق به ولاية.وتابع: مقولة ( التصديق بنا ولاية ) يحملها بعض الناس على أنه وكأنه إرهاب فكري، أو سيطرة على الناس، والأمر ليس كذلك، لا إرهاب فكري فى هذا، ولا تسلط، وأولياء الله يفرون من غين الأغيار، وهم يريدون أن يغلقوا قلبهم عن الخلق؛ فهم لا يريدون أن يروا أحدًا، ولا يطيقون معاشرة أحد, ولكن نحن الذين نجري ورائهم لكن هم يفرون منا، فهم لا يريدون دنيا يتمولونها، ولا يريدون أتباعًا يكهنون أحوالهم، ومن فعل ذلك فهو مُدَّع وليس وليًّا من أولياء الله.وقال المفتي السابق: أن ولي الله يفر من الناس، ويحدث له الضيق من مخالطتهم، فيصبر، ويستغفر ربه، ويضغط على نفسه حتى يفتح قلبه وزاده للناس، لأنه مكلف بتبليغ الدعوة، والإرشاد إلى دين الحق، والنصح للناس، ولكنه من شوقه إلى ربه يمل الناس، ولا يريد أن ينظر فى وجوههم من شدة توجهه إلى ربه - سبحانه وتعالى - ، الشوق يلعب بالقلوب، ويجعلها تغلق باب الخلق، وباب الحق مفتوح دائمًا.
مشاركة :