محمد حنفي- بينما يحتفي العالم بيوم المرأة العالمي، يبدو السؤال مطروحا بقوة: إلى أين وصلت الدعوة إلى المساواة بين المرأة والرجل؟ يتحرك العالم نحو المساواة القانونية بين الجنسين، لكنه يتحرك ببطء شديد. فوفقا لتقرير كبير ومهم أصدره البنك الدولي ونشره موقع CNN، هناك ستة بلدان فقط تعطي حقوقا متساوية للنساء والرجال، هذه زيادة- من الصفر- مقارنة بعقد مضى، عندما بدأت المنظمة في قياس البلدان من خلال مدى فعاليتها في ضمان المساواة القانونية والاقتصادية بين الجنسين، ماذا يعني معدل التقدم هذا؟ يعني أن المرأة لن تحصل على المساواة الكاملة في المجالات التي درسها البنك الدولي حتى عام 2073. مساواة كاملة والدول الست التي تحققت فيها المساواة الكاملة بين المرأة والرجل هي: بلجيكا والدنمارك وفرنسا ولاتفيا ولوكسمبورغ والسويد، حيث حصلت كل منها على 100 نقطة كاملة في تقرير «المرأة والأعمال والقانون 2019» الصادر عن البنك، ومن بين هذه الدول، شهدت فرنسا أكبر تحسن خلال العقد الماضي لتطبيق قانون العنف المنزلي، حيث فرضت عقوبات جنائية على التحرش الجنسي في مكان العمل، وإدخال إجازة والدية مدفوعة الأجر. الشرق الأوسط.. نصف حقوق ماذا عن بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا؟ لقد بلغ معدل المساواة بين المرأة والرجل في العديد من هذه البلدان 47.37 نقطة، مما يعني أن الأمة النموذجية في تلك المناطق تمنح المرأة أقل من نصف الحقوق القانونية الممنوحة للرجال. الولايات المتحدة خارج القائمة كانت المعايير التي تم تحليلها في دراسة البنك الدولي هي: الذهاب إلى أماكن العمل، بدء العمل، الحصول على المال، الزواج، إنجاب الأطفال، إدارة الأعمال، إدارة الأصول والحصول على معاش تقاعدي، وتم تقسيم هذه المعايير إلى أسئلة مثل: «هل يمكن للمرأة أن تسافر خارج منزلها بطريقة الرجل نفسها؟»، «هل هناك تشريعات تعالج العنف المنزلي على وجه التحديد؟»، بشكل عام، جاء المتوسط العالمي عند 74.71 نقطة أي بزيادة أكثر من أربع نقاط ونصف نقطة، مقارنة بعقد مضى، لكن النتيجة تشير إلى أن المرأة في المتوسط تحصل على ثلاثة أرباع الحقوق القانونية التي يحصل عليها الرجل. وسجلت الولايات المتحدة 83.75 نقطة، وهي بذلك خارج قائمة أفضل 50 دولة، وحققت المملكة المتحدة 97.5 نقطة، وبلغت ألمانيا 91.88، وسجلت أستراليا 96.88. ماذا سيستفيد العالم؟ التغيير يحدث، ولكن ليس بالسرعة الكافية، وما زالت 2.7 مليار امرأة ممنوعات قانونيا من الحصول على الوظائف نفسها التي يتمتع بها الرجال، رئيسة مجموعة البنك الدولي، كريستالينا جورجيفا علقت على نتائج التقرير بقولها «إذا كانت النساء تتاح لهن فرص متكافئة للوصول إلى إمكاناتهن الكاملة، فإن العالم لن يكون فقط أكثر إنصافًا، بل سيكون أكثر ازدهارًا أيضًا». وفقا لتقرير منفصل من معهد ماكينزي العالمي، صدر في عام 2015، يمكن أن يؤدي إغلاق الفجوة بين الجنسين في القوى العاملة إلى إضافة 28 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يعادل تقريبًا حجم الاقتصادين الأميركي والصيني مجتمعين.
مشاركة :