واشنطن – أعطت الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية (اف دي ايه) الضوء الأخضر الثلاثاء لتسويق عقار جديد مضاد للاكتئاب من شأنه أن يحسّن كثيرا سبل علاج هذه الاضطرابات التي غالبا ما يقلّل من خطورة تداعياتها. ويسوّق جزيء إسكيتامين على شكل رذّاذ أنفي يسكّن معاناة المرضى البالغين الذين لا تجدي معهم الأدوية التقليدية، مثل "بروزاك"، نفعا. وسيباع العقار الجديد في الولايات المتحدة تحت اسم "سبرافاتو" وهو من إنتاج مختبرات "جانسين" التي تشمل الأنشطة الصيدلانية لمجموعة "جونسون أند جونسون". ولن يعطى للمرضى سوى بموجب وصفة طبية بسبب آثاره الجانبية. وقال الطبيب بيير دور ماريكور المسؤول في مستشفى سانت-آن في باريس الذي شارك في تجارب سريرية موّلتها "جانسين" إنه "بالفعل تقدّم كبير في معالجة الاكتئاب". وقد تمحورت التجارب المتقدمة التي أجرتها "جانسين" على مرضى مصابين باكتئاب مقاوم للأدوية التقليدية. وبحسب الخبراء يعود آخر تقدّم بارز في علاج الاكتئاب المرضي إلى حوالى ثلاثين سنة مع طرح الفلويوكسيتين (بروزاك) في السوق. وقال حسني منجي المسؤول عن العلاجات في مجال العلوم العصبية لدى "جانسين" إن "برنامجنا البحثي الشامل حول الإسكيتامين أظهر منافع يجلبها هذا العلاج للمرضى الذين يقاومون العلاجات التقليدية". وبحسب المختبر، أظهر الجزيء فعاليته في لجم الميول الانتحارية. قال باحثون ألمان إنهم رصدوا تأثير الاكتئاب على الدماغ، حيث وجدوا أنه خلال فترة الإصابة بالمرض تنخفض قدرة الدماغ على تشكيل خلايا جديدة. الدراسة أجراها باحثون بجامعة الرور الألمانية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (PLOS ONE) العلمية. ولرصد تأثير الاكتئاب على الدماغ، طور العلماء نموذجًا يرصد الخصائص المميزة لدماغ مريض يعاني من الاكتئاب، واختبروا قدرة النموذج على تخزين واستدعاء ذكريات جديدة. وأوضح الباحثون أنه كان من المعروف سابقًا أن مرضى الاكتئاب كانوا أقل قدرة على تذكر الأحداث الجارية، لكن النموذج الجديد كشف أن الذكريات القديمة تأثرت كذلك، ويتوقف مقدار العجز في الذاكرة على طول الفترة التي يستمر فيها الاكتئاب.
مشاركة :