بصمات فنية لدا فينشي على الموناليزا العارية

  • 3/7/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - بعد سلسلة من التحاليل العلمية تبين أن "الجوكوندا العارية" الموجودة في قصر شانتيي شمال باريس أنجزت في محترف ليوناردو دا فينشي "بمشاركة الرسام المرجحة جدا". وقال ماتيو ديلديك أمين التراث في متحف كونديه في شانتيي "هذا عمل رفيع المستوى أنجزه رسام كبير" مؤكدا معلومة نشرتها صحيفة "لو جورنال دو ديمانش". و"الجوكوندا العارية" رسم كبير منجز بالفحم الخشبي يمثل أمراة عارية الصدر ترتسم بسمة على شفتيها في الوضعية نفسها مثل لوحة الجوكوندا (موناليزا) الشهيرة في متحف اللوفر. ومن هنا أتت تسميتها. والعمل عبارة عن رسم تحضيري أنجز على "ورق" بغية نقله على لوحة من خلال تقنية الشك. وأجرى علماء ومؤرخو فنون تحقيقا واسعا جامعين الأدلة في محاولة لمعرفة من يقف وراء اللوحة. وأظهرت الفحوصات بالمجهر خزات متراصة متجهة من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين كما هي الحال مع العسر. وكان دا فينشي (1452-1519) من أشهر العسر في التاريخ. واقتنى هنري دورليون دوق دومال الرسم المنجز على ورق العام 1862. ومجموعة الدوق محفوظة في قصر شانتيي. وكان الرسم منسوبا يومها إلى ليوناردو دا فينشي وتم الاستناد إليه في إنجاز "الجوكوندا العارية" الموجودة راهنا في متحف إرميتاج في سانت بطرسبرغ. واعتبر هذا العمل في ما بعد على أنه مجرد نسخة ألحقت به الرطوبة والزمن أضرارا. 500 سنة على وفاة دا فينشي إلا أن التحضير لمعرض مقرر في يونيو/حزيران 2019 في شانتيي بمناسبة مرور 500 عام على وفاة دا فينشي دفع متحف كونديه إلى إخضاع الرسم لتحاليل للمرة الأولى العام 2017 من قبل مركز البحوث والترميم في متاحف فرنسا. وأجريت تحاليل بمكبر بمنظارين وأشعة "اكس ار اف" والإشعاعية الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية والانعكاسية بالأشعة ما دون الحمراء. وسعى المركز إلى جعل الرسم البالغ طوله 74,8 سنتيمترا وعرضه 56، يكشف عن أسراره. وقال ماتيو ديلديك "اكتشفنا الكثير من العناصر الجديدة" ولا سيما "ميزات الرسام الأعسر أينما كان" في العمل. ومن المؤشرات الأخرى التي تدفع إلى الاعتقاد أن العمل أنجزه فنان بارز "نوعية الرسم الظاهرة بالعين المجردة" واستخدام تقنية "سفوماتو" (المجسم الضبابي) المفضلة لدى دا فينشي التي تسمح بتظليل حدود الرسم. وعدل الرسم لدى إنجازه "ما يعني أنه ليس نسخة بل هو عمل أصلي". وبينت التحاليل أيضا أن يدي الموناليزا ويدي الموديل في "الجوكوندا العارية"، "متطابقتان بالكامل" ما يسمح بالقول إن الرسم أنجز "مع التفكير بالجوكوندا" أي بعد العام 1503 التاريخ الذي بدأ فيه ليوناردو دا فينشي برسم أشهر لوحة له، على ما قال ديلديك. واظهرت التحاليل أيضا ان الورقة استخدمت كسند. وأوضح ديلديك "اكتشفنا على الأقل لوحتين أنجزهما طلاب مقربون من ليوناردو دا فينشي بالاستناد إلى هذا الرسم التحضيري". وإلى جانب "الجوكوندا العارية" في متحف إرميتاج، ثمة نسخة أخرى مودعة في متحف دا فينشي في مسقط رأس الرسام وقد تكون رسمت بالاستناد إلى هذه الرسمة أيضا. وبفضل كل هذه المؤشرات "لدينا تأكيد بأن هذا الرسم أنجز في محترف ليونادو دا فينشي مع ترجيح كبير لمشاركة المعلم الكبير فيه". لكن هل ستشير البطاقة المرفقة بالرسم إلى أنه منسوب إلى ليوناردو دا فينشي أو إلى محترفه؟ قال ديلديك "ثمة أرجحية كبيرة أن يكون ليوناردو أنجز الجزء الأكبر من الرسم. لكن نريد أن نحافظ على الجدية و الحس العلمي. لا يمكننا قطع الشك باليقين بأن ليوناردو هو صاحب الرسم ولن يحصل ذلك أبدا". وسيعرض متحف كونديه نتائج التحاليل خلال مؤتمر صحافي يعقده في شانتيي في 12 مارس/آذار.

مشاركة :