غالباً ما تأخذنا المآسي والصراعات «قريباً من ساحة الإعدام». وهذا ما نقلته من الواقع إلى الخشبة فرقة الجيل الواعي، حين قدمت عرضها المسرحي ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثانية عشرة لمهرجان أيام المسرح للشباب بعنوان «قريباً من ساحة الإعدام».العرض قدم مساء أول من أمس على خشبة مسرح الدسمة بحضور عدد من المهتمين بالمسرح إلى جانب ضيوف المهرجان والقائمين عليه، وهو من إخراج وتمثيل علي الششتري، الذي شاركه في التمثيل رازي الشطي. جمع النص والعمل عدداً من القضايا الاجتماعية والإنسانية، والقصة تدور حول رجلين لكل منهما مأساته التي تؤثر في حياته، وجمعت بين ماضيه وحاضره. أحدهما شاب متخرجا من الجامعة، ويبحث عن عمل من دون أن يوفّق، بينما الرجل الآخر مطرود من عمله.وراحت القضايا تدور في فلك حياة الرجلين، من بينها الغموض في زمن المستقبل، وكذلك معاناة الشاب في الحصول على المردود المادي وتحصيل قوت يومه، إضافة إلى قضية الطلاق وكثرتها في وقتنا الراهن، وغيرها من المواضيع.وبما أن قصة المسرحية إنسانية، لذا استطاع المخرج الششتري أن يتنقل بمشاهد العرض بين ركود وصخب، وإبراز الحالات النفسية، من دون أن يبالغ في الإخراج، بل أعطى الأجواء الأكاديمية. وكان واضحاً التناسق والتناغم في الأداء بين الممثلين بين الششتري والشطي، الأمر الذي انعكس على أجواء المسرحية إيجاباً.الديكور خدم العرض المسرحي، والاكسسوارات التي اعتمد عليها الممثلون تماشت معه. أما أحد عناصر نجاح العرض، فكانت الأزياء، إلى جانب الماكياج الذي أعطى حالات كلا الرجلين وإظهار حالة الإرهاق التي يعانيان منها.ندوة تطبيقيةأعقبت العرض المسرحي الندوة التطبيقية، التي عقدت في صالة الندوات بمسرح الدسمة، أدارها المخرج علي العلي، وعقّبت عليها الدكتورة نرمين الحوطي بحضور المخرج علي الششتري.ونوهت الحوطي إلى أن المخرج لعب في التكوينات، والبحث عن الذات والكيان الإنساني، لافتة إلى أن حركة الممثل كانت جداً قوية والأداء متميزاً. وقالت: «الديكور إلى آخر مشهدين أرفع لكم القبعة عليه، إضافة إلى مشهد الصحف وربط محاكاة الماضي للحاضر من خلال الأخبار».وأضافت: «في مشهد الاستجواب، كنت أتمنى من المخرج ألا يعتمد على الإضاءة، لكنني أشكره على مشهد المرأة، فاللون الأحمر يدل على قوتها، إلى أن تحولت إلى اللون الداكن».بعدها، فتح باب النقاش، حيث تحدث عدد من المتواجدين من بينهم الفنان عبدالعزيز الحداد والناقد محمد الروبي من مصر. وتلت ذلك كلمة المخرج علي الششتري: «كلمتي حياتي، أقولها في المسرح. نحن ابتعدنا عن الورش، وفي هذا العمل الكل أعطى رأيه ولم أتعامل كمخرج فقط. وبالنسبة إلى ما طرحناه، فهناك مواضيع يجب طرحها في وطني، وتحدثت عن الهم بشكل عام»
مشاركة :