توفير المساحات الآمنة للشباب

  • 3/7/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الشباب محرك التغيير، وتمكينهم وإتاحة الفرص المناسبة لهم يمكن أن يولدا إمكانات لا نهاية لها، لكن ماذا يحدث عندما يفتقر الشباب ممن هم دون سن الـ25، الذين يشكلون 42 في المائة من مجموع سكان العالم، إلى مساحات آمنة يمكنهم الازدهار فيها؟ هناك طفل واحد من بين كل عشرة أطفال في العالم يعيش في مناطق الصراعات، من بينهم 24 مليونا لم يلتحقوا بالمدارس، بحسب الأمم المتحدة. وقد أدت الاضطرابات السياسية والتحديات، التي تواجه سوق العمل، وضيق الأفق السياسي، والمشاركة في الحياة المدنية، إلى زيادة عزلة الشباب. ولهذا فإن الموضوع الرئيس، الذي اعتمدته الأمم المتحدة ليوم الشباب الدولي العام الماضي، ركز على توفير "مساحات آمنة للشباب". وهذه المساحات التي يمكن للشباب فيها أن ينخرطوا في قضايا الحوكمة، والإدارة العامة، والمشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية، ويتفاعلوا فعليا مع أي شخص في العالم، ويجدوا الملاذ الآمن، ولا سيما للضعفاء منهم. رغم أن توفير المساحات الآمنة يعد تحديا صعبا في عديد من مناطق العالم، وهناك كثير من الشباب والشابات الذين يناضلون من أجل هذا، في الوقت الذي يوجدون الفرص لأنفسهم وللمحرومين في مجتمعاتهم. الشباب الخمسة، الذين اخترتهم لتسليط الضوء على يوم الشباب، يعملون جميعا لإيجاد المساحة الآمنة التي يمكن أن يحدثوا فيها التغيير الإيجابي - بدءا من مساعدة الآخرين على اكتساب المهارات الرقمية، وتعزيز السلام، وتعليم الفتيات، حتى سد الفجوة في التحصيل العلمي. تعد جاها دوكورة، سفيرة الأمم المتحدة الإقليمية للنوايا الحسنة عن المرأة في إفريقيا. صدام سيالة -الشاب الأردني المتسرب من التعليم- كان في الصغر يتيما وتعرض لكثير من الأذى الجسدي والذهني، إلا أنه أصبح اليوم ناشطا ناجحا في ريادة الأعمال الاجتماعية. أدرك سيالة أن ليس كل الطلاب يتعلمون بالطريقة نفسها، ما حداه إلى إنشاء جمعية "أنا أتعلم" غير الربحية؛ لتوفير مناهج تعليمية بديلة للطلاب المعرضين لدرجة كبيرة من الخطر. فمنظمة "أنا أتعلم"، التي تركز بدرجة أكبر على اللاجئين السوريين والطلاب الأردنيين الذين تسربوا من التعليم، توفر فرصا تعليمية فردية، من خلال الاستعانة بمناهج تدريس بديلة، والتكيف مع مختلف مستويات الذكاء. قال سيالة إنه أنشأ "أنا أتعلم" لتوفير المساحة الآمنة للشباب كي يطوروا مهاراتهم. وغايته هي إيجاد منظومة داعمة للشباب داخل مجتمعاتهم؛ لمساعدتهم على اكتساب المهارات والأساليب والقيم من أجل مستقبل مشرق. وتعد ماريانا كوستا تشيكا، التي وصفها معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بأنها أكثر الفتيات إبداعا في بيرو - هي الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "لابوراتوريا"، وهي مشروع اجتماعي يعمل على إحداث تحول في صناعة التكنولوجيا في أمريكا اللاتينية، بإتاحة الأدوات اللازمة للآلاف من النساء كي يشققن طريقهن المهني في هذا القطاع. ومن خلال مراكزها التدريبية المنتشرة في بيرو وشيلي والمكسيك والبرازيل، وقريبا في مزيد من بلدان المنطقة، تعيد "لابوراتوريا" صياغة سبل إعداد الشباب لوظائف المستقبل. كما رشحت تشيكا من قبل شبكة بي بي سي لقائمة أكثر النساء تأثيرا في العالم. وتعد ملالا يوسف زاي، الناشطة الباكستانية الشهيرة الداعية إلى تعليم الفتيات، أصغر مرشحة لجائزة نوبل للسلام عام 2014، وهي بعد في الـ17 من عمرها. في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، استهدفت "طالبان" ملالا يوسف زاي، وهي في طريق عودتها من المدرسة، حيث أصيبت برصاصة في رأسها وهي في الحافلة. ونجت من الموت بأعجوبة، وما زالت تواصل حملتها من أجل التعليم. وتتصدى ملالا لقضية "التعليم للجميع" من خلال صندوق ملالا، الذي يركز على مساعدة الفتيات في جميع أنحاء العالم على الالتحاق بالمدرسة، وعلى رفع أصواتهن للمطالبة بحقهن في التعليم. "من خلال رفع صوتنا وكتبنا وأقلامنا يمكننا تحقيق أهدافنا"، حسبما تقول ملالا. أما سانتياجو زافالا، فكبر وهو يشاهد بأم عينه الصعوبات التي يواجهها رواد الأعمال. وبينما عايش إنشاء والديه سلسلة من المشاريع الصغيرة في مكسيكو سيتي، تعلم درسا مهما مفاده بأن وجود شريك يقدم التشجيع والمشورة أمر أساس لنجاح أي مشروع. ولذا أنشأ مؤسسة "500 شركة ناشئة"، وهو صندوق لمساعدة رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في أمريكا اللاتينية على النمو والتوسع. وإضافة إلى استثمار رأس المال التأسيسي، يعمل الصندوق أيضا كعامل محفز لتسريع إقامة الشركات الناشئة، وبلورة وتيسير الدعم لرواد الأعمال لتوسيع عملياتهم وتأمين التمويل الإضافي.

مشاركة :