تراجعت الليرة التركية بنسبة 1 في المائة اليوم الأربعاء إلى 5.4412 ليرة لكل دولار، لتسجل العملة أطول فترة تراجع متصلة منذ أيار (مايو) الماضي، ولتصل إلى أقل مستوى لها منذ منتصف يناير الماضي. وتخلت الليرة في تعاملات الظهيرة عن مكاسبها الصباحية، وذلك في أعقاب إعلان البنك المركزي التركي الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسية عند مستوى 24 في المائة دون تغيير للشهر الثالث على التوالي. وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن معدل تضخم أسعار المستهلك ما زال أقل قليلا من 20 في المائة سنويا وهو ما يزيد على أربعة أمثال معدل التضخم الذي تستهدفه الحكومة، كما تراجعت وتيرة نمو الاقتصاد بقوة، وتبدو النظرة المستقبلية للاقتصاد التركي قاتمة. ويعد هذا ثالث شهر على التوالي تبقي فيه لجنة السياسات النقدية في البنك معدل الفائدة دون تغيير. وكان قد جرى رفع معدل الفائدة من 17.75 في المائة إلى 24 في المائة في سبتمبر الماضي. وقال البنك "التطورات في أسعار الواردات ووضع الطلب المحلي أدت إلى تحسن مؤشرات التضخم" وأضاف "مع ذلك ما زالت المخاطر المحيطة باستقرار الأسعار مستمرة". وبحسب "رويترز"، أشار "المركزي التركي" إلى أنه سيشدد السياسة النقدية أكثر إذا لزم الأمر. وقال البنك في بيان "قررت اللجنة الإبقاء على السياسة النقدية المشددة حتى تبدي آفاق التضخم تحسنا كبيرا.. إذا اقتضت الضرورة، فسيكون هناك مزيد من التشديد في السياسة النقدية". وخسرت الليرة التركية نحو 30 في المائة من قيمتها مقابل الدولار العام الماضي بفعل مخاوف مرتبطة بخلاف دبلوماسي مع الولايات المتحدة واستقلالية البنك المركزي في ظل الضغوط التي يمارسها عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لخفض تكلفة الإقراض بهدف دعم النمو. وتوقع مختصو الاقتصاد في الاستطلاع أن يبدأ البنك المركزي في تيسير السياسة النقدية في حزيران (يونيو) المقبل، وأن يخفض الفائدة بما إجماليه 500 نقطة أساس بحلول نهاية العام.