الجزائر، واشنطن - رويترز، أ ف ب - أعلن قدامى المحاربين الجزائريين أن مطالبة المحتجين بأن يترك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منصبه بعدما أمضى 20 سنة في السلطة، تقوم على اعتبارات مشروعة، وحضوا جميع المواطنين على التظاهر في بادرة أخرى على الانشقاق في صفوف الصفوة الحاكمة. وتشكل الاضطرابات المستمرة أكبر تحد يشهده بوتفليقة ودائرة المقربين منه والتي تشمل أعضاء في الجيش والمخابرات ورجال أعمال. وقالت المنظمة الوطنية للمجاهدين التي تضم قدامى المحاربين الذين قاتلوا إلى جانب بوتفليقة في حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962 إن من واجب المجتمع الجزائري بكل قطاعاته النزول إلى الشارع. وخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء الجزائر في أكبر احتجاجات منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011 مطالبين بألا يخوض الرئيس بوتفليقة (82 سنة) الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 نيسان (أبريل) المقبل، لكنه قدم أوراق ترشحه يوم الأحد. وانضم بعض المسؤولين من "حزب جبهة التحرير الوطني" الحاكم إلى المتظاهرين، وأعلنت شخصيات عامة استقالاتها. ولم تلق دعوة مجهولة المصدر لإضراب عام آذاناً صاغية إلى حد بعيد، لكن القيادة تواجه اختباراً آخر، وهو دعوة على الإنترنت "لمسيرة العشرين مليون" يوم الجمعة المقبل. وما زالت ذكريات الحرب الأهلية المريرة في التسعينات تلازم الجزائريين الأكبر سناً، ما دفعهم لغض الطرف عن الإجراءات الصارمة بحق المعارضة مقابل الاستقرار. لكن المحتجين الشبان الذين لا تربطهم أي صلة حقيقية بحرب الاستقلال التي تعزز مكانة القادة المتقدمين في السن، فقد نفد صبرهم في ظل ما يعانونه من نقص الوظائف. وكان بوتفليقة أغلن يوم الأحد الماضي أنه سيترشح للانتخابات، لكنه سيدعو إلى انتخابات مبكرة لإيجاد خلف له بعد عقد مؤتمر وطني لبحث الإصلاحات ودستور جديد. ولم يظهر بوتفليقة في أي مناسبة عامة منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013، ويرقد الآن في مستشفى في جنيف لإجراء فحوص طبية. إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة اليوم الثلثاء الجزائر إلى احترام حقّ التظاهر، في وقت يتظاهر آلاف الجزائريين ضدّ ترشّح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو للصحافيين: "نراقب هذه التظاهرات في الجزائر وسنواصل فعل ذلك"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة تدعم الشعب الجزائري وحقه في التظاهر السلمي". وهذا أول رد فعل أميركي على الوضع في الجزائر منذ بدأت التظاهرات، لكن أميركا لم تتطرق إلى دوافع الاحتجاجات ولا إلى ترشح بوتفليقة.
مشاركة :