أمل جديد لمرضى الإيدز.. الشفاء من المرض لم يعد مستحيلا

  • 3/7/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس – تمكن العلماء من إثبات أن شفاء أول مصاب بالإيدز في العالم لم يكن حالة فريدة بعد إعلانهم عن تسجيل حالة عالمية ثانية تشهد اختفاء تاما للفيروس، إثر توقف المريض عن العلاج. وبعد انقضاء 10 سنوات على الحالة الأولى المؤكدة لمريض تعافى من فيروس “اتش.آي.في”، سجّلت حالة ثانية سميت حالة “مريض لندن” لم يظهر عليه أي عرض من أعراض المرض بعد 19 شهرا، بحسب ما جاء في مجلة “نيتشر”. وقد خضع المريضان لعمليات زرع نخاع عظمي لمعالجة سرطان في الدم، وقد تلقّيا خلايا جذعية من واهبين يحملون تحوّلا جينيا نادرا يحول دون انتشارالفيروس. وقال رافيندرا غوبتا الأستاذ المحاضر في جامعة كامبريدج والقيّم الرئيسي على هذه الأبحاث “من خلال التوصّل إلى اختفاء تام للفيروس بالاعتماد على مقاربة مماثلة، أظهرنا أن ‘مريض برلين’ لم يكن حالة استثنائية”، في إشارة إلى الحالة الأولى عالميًّا التي اختفى فيها المرض من المصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة. ويلجأ ملايين الأشخاص في العالم المصابين بفيروس “اتش.آي.في” إلى علاج قائم على المضادات الفيروسية القهقرية، لكنه لا يقضي على الفيروس. وقال غوبتا “السبيل الوحيد لمعالجة الفيروس في الوقت الراهن هو تناول أدوية تحتوي على مواد فيروسية، وذلك مدى الحياة”. وأردف “إنه لتحدّ جسيم للبلدان النامية” حيث لا ينتفع ملايين الأشخاص من العلاجات المناسبة. ويتعايش نحو 37 مليون شخص في العالم مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، لكن 59 بالمئة منهم فقط يستفيدون من علاجات بالمضادات الفيروسية. وتودي الأمراض المرتبطة بهذا الفيروس بحياة مليون شخص كلّ سنة. ويثير نوع جديد من الفيروس المقاوم للأدوية قلقا متناميا في الأوساط العلمية. نحو 37 مليون شخص في العالم يتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة نحو 37 مليون شخص في العالم يتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة وأشار غوبتا وفريقه إلى أن زرع النخاع العظمي -وهو عملية خطيرة ومؤلمة- ليس خيارا ناجعا في علاج الفيروس. غير أنه من شأن هذه الحالة الثانية لاختفاء الفيروس -وومن ثمة الشفاء المرجّح نتيجة عملية من هذا النوع- أن تساعد العلماء على تحسين إستراتيجيات العلاج. فقد تمّ استزراع خلايا جذعية من واهبين يحملون تحولا جينيا يبطل مستقبِلا للفيروس ويعرف باسم “سي.سي.آر 5” عند كلّ من “مريض لندن” و”مريض برلين”. وصرّح غوبتا بأن “إيجاد سبيل للقضاء على الفيروس بالكامل يشكّل أولوية ملحة على الصعيد العالمي، غير أن المهمة شديدة الصعوبة إذ أن الفيروس يتغلغل إلى خلايا الدمّ البيضاء”. وتتمحور الدراسة حول حالة هذا المريض الذي لم يكشف عن هويته في بريطانيا. وقد شخّصت إصابته بفيروس “اتش.آي.في” سنة 2003، وقد خضع لعلاج بمضادات الفيروسات اعتبارا من عام 2012. وفي فترة لاحقة من السنة عينها، شخّصت إصابته بمرض هودجكن في مرحلة متقدّمة، وهو نوع من السرطانات يصيب الجهاز اللمفوي. وخضع في عام 2016 لعملية زرع قائمة على خلايا جذعية تساهم في تشكّل خلايا الدمّ مأخوذة من واهب يحمل التحوّل الجيني المرتبط بمستقبِل “سي.سي.آر 5” الذي لا يطال سوى 1 بالمئة من إجمالي سكان العالم. ويلجأ فيروس نقص المناعة المكتسبة من النوع الأوّل في غالب الأحيان إلى هذا المستقبِل. ويحول هذا التعديل الجيني دون وصول الفيروس إلى الخلايا المضيفة، ما يجعل حامليه محصنين من الإصابة بفيروس الإيدز. وكما هو الحال في معالجة السرطان، قد يكون العلاج الكيميائي فعّالا لأنه يقضي على الخلايا قيد الانقسام. لكن يبدو أن الحلّ يكمن في استبدال الخلايا المناعية بأخرى لا تحمل مستقبِل “سي.سي.آر 5” للحؤول دون ظهور الفيروس بعد العلاج. البلاغ الأول الذي صدر بشأن متلازمة نقص المناعة المكتسبة التي لم تكن تحمل اسما رسميا كان عام 1981 البلاغ الأول الذي صدر بشأن متلازمة نقص المناعة المكتسبة التي لم تكن تحمل اسما رسميا كان عام 1981 وبعد استزراع النخاع العظمي، خضع “مريض لندن” لعلاج بالمضادات الفيروسية القهقرية خلال 16 شهرا ثم توقّف عنه. وسمحت فحوصات أجريت بانتظام منذ ذلك الحين بتأكيد أن الحمل الفيروسي شبه معدوم عنده. وكان “مريض برلين” المصاب باللوكيميا قد خضع لعمليتي زرع، فضلا عن تعريض جسمه بالكامل للأشعة. أما “مريض لندن”، فلم تجر له سوى عملية زرع واحدة وكان علاجه الكيميائي أضيق نطاقا. وعرض فريق الباحثين نتائج ما توصلوا إليه، خلال المؤتمر السنوي حول الفيروسات العكوسة وأنواع العدوى الانتهازية في سياتل بواشنطن. وقالت شارون ليون -مديرة معهد دوهيرتي والأستاذة المحاضرة في جامعة ملبورن- لوكالة فرانس برس إن “هذه الحالة الثانية تعزّز فكرة أن الشفاء ممكن”. وفي تعليق، أشادت الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز بـ”مرحلة مفصلية في تاريخ الأبحاث المتمحورة حول علاج لفيروس نقص المناعة المكتسبة”. وقال ميشيل سيديبي رئيس برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز “يمدّنا هذا الإنجاز بأمل كبير في أن نتمكّن في نهاية المطاف من القضاء على الإيدز بفضل العلم وبواسطة لقاح أو دواء”. يذكر أن البلاغ الأول الذي صدر بشأن متلازمة نقص المناعة المكتسبة التي لم تكن تحمل اسما رسميا كان عام 1981 عندما أعلنت المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي.دي.سي) عن حالة نادرة من الالتهاب الرئوي عند شباب مثليين في كالفورنيا. وأبلغت مراكز “سي.دي.سي” لاحقا عن النوع عينه من “العدوى الانتهازية” عند مستهلكي المخدرات حقنا (أواخر 1981) والمصابين بالهيموفيليا (الناعور) (منتصف 1982)، فضلا عن المقيمين في الولايات المتحدة الذين أصلهم من هايتي (منتصف 1982). وجرى وقتها تداول تسمية مرض “4 اتش” نسبة إلى تصنيف المصابين به. واصطلح على استخدام كلمة إيدز المختصرة للمرض بالإنكليزية سنة 1982 للإشارة إلى متلازمة نقص المناعة المكتسبة.

مشاركة :