دبي – كشف ماجد السويدي مدير عام مدينة دبي للإنتاج أن الإمارات حلّت في المرتبة الثلاثين في تقرير التنافسية الرقمية 2018 في مجالات المعرفة والتكنولوجيا والجاهزية للمستقبل. ومع التغيرات التقنية السريعة، أصبحت دُور النشر والشركات وأصحاب المصلحة في القطاع الإعلامي تبحث عن طرق جديدة للاستفادة من الحلول المبتكرة في تحقيق عوائد أكبر وتقديم منافع أكثر لجمهورها. جاء ذلك خلال الدورة الرابعة عشرة من مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان-إيفرا) في الشرق الأوسط، الذي انطلقت أعماله الأربعاء بحضور أكثر من 300 خبير في قطاعات الإعلام والطباعة والنشر من أنحاء العالم. وأضاف السويدي “أصبح الجمهور اليوم أكثر انتقائية للمحتوى الذي يتم استهلاكه، لذا يتعين علينا أن نتأقلم مع تلك التغيرات. وتشمل الحوارات التي ستتم مناقشتها في مؤتمر وان-إيفرا الشرق الأوسط هذا العام مسألة بروز الإعلانات المدمجة داخل المحتوى بصفتها مصدرا رئيسيا لتحقيق العوائد، وذلك عقب تراجع قيمة الإعلانات التقليدية. ونهدف كذلك إلى مناقشة مستقبل الغرف الإخبارية وتوفير حلول للشركات للتصدي للتحديات القادمة إلى القطاع”. ويقام مؤتمر “وان-إيفرا” هذا العام تحت شعار “عصر الجمهور” بهدف تزويد المدراء التنفيذيين وغيرهم من المعنيين بفرصة للاطلاع على أحدث التوجهات الإقليمية والعالمية في مجال الطباعة والنشر. تركيز المؤتمر ينصب بشكل خاص على الجمهور وجعله يدرك أن المحتوى عالي الجودة يستحق القيمة التي تدفع مقابله ولفت السويدي إلى أن المؤتمر يتطرق إلى سيطرة التكنولوجيا الرقمية على كل القطاعات تقريبا في العصر الحالي لتصبح جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، وهو ما يدفع معظم وسائل الإعلام ودور النشر لاستخدام استراتيجيات ونماذج أعمال جديدة تسمح بمقاربات رقمية للمنتج الإعلامي، ما يمكن تلك المؤسسات من البقاء في المنافسة والحفاظ على مواقعها وذلك في وقت يشهد فيه قطاع الإعلام بالمنطقة تغيرات شاملة. وشهدت فعاليات اليوم الأول جلسات لمتحدثين بارزين، وأطلع توري بيدرسون رئيس تحرير “شيبستد ميديا” في النرويج جمهور الحاضرين على استخدام الهواتف المتحركة كخيار مفضل لمعرفة الأخبار. كما سلطت دورثي جيريجارد نودسون نائب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات في شركة “جي بوليتكنس هس” في الدنمارك الضوء على الكيفية التي تعيد من خلالها شركات الإعلام ابتكار وتحويل نماذج عملها للبقاء في الطليعة. ومن جانبه، أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، على دور وسائل الإعلام في تواصل الشعوب بأنحاء العالم. وقال “تضطلع صناعة الإعلام بدور مهم في العصر الحديث، خاصة مع وصول منصات الإعلام الاجتماعي التي جلبت مستويات غير مسبوقة من التفاعل والمشاركة”. وأوضح “أوجدت أساليب جديدة للاتصال والتواصل، فالإعلام الجديد وأساليب النشر الرقمية وفرا لمعظم الأشخاص القدرة على استهلاك ومشاركة جميع الأخبار والمعلومات والأفكار من أنحاء العالم”. وأضاف “إن 2019 هو عام التسامح في الإمارات وفي هذا السياق قمنا بتنفيذ عدة مبادرات ورؤى جديدة في هذا المجال. وسيسلط مؤتمر وان-إيفرا الشرق الأوسط الضوء على العديد من الحوارات حول التسامح في قطاعي الإعلام والنشر”. الإعلانات المدمجة داخل المحتوى أصبحت مصدرا رئيسيا لتحقيق العوائد وتوفر فعاليات المؤتمر منصة للتعريف بالمواهب الإبداعية، كما تسلط نسخة هذا العام من المؤتمر الضوء على نماذج الأعمال الناجحة ودور التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في تعزيز العوائد الرقمية للمؤسسات الإعلامية حول العالم. وقال صالح الحميدان رئيس لجنة الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان-إيفرا) إن صناعة الإعلام شهدت العديد من التغيرات، نتيجة لتنامي وسائل الإعلام الحديثة والرقمية بشكل أساسي، وتكييف تلك الوسائل عبر تحديث أدواتها، فضلا عن ابتكار وسائل جديدة في تلبية الاحتياجات المتنامية للمستخدمين النهائيين. ويتيح المؤتمر لمسؤولي مؤسسات النشر والمعنيين فرصة الاطلاع على أحدث التوجهات الإقليمية والعالمية في مجال الطباعة والنشر، حيث يستقطب العديد من الصحافيين وصانعي القرار ويوفر منصة تعليمية للمواهب الإبداعية الشابة، بجانب إلقاء الضوء على نماذج أعمال ناجحة واستعراض دور التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في تعزيز العائدات الرقمية للشركات الإعلامية. وتهدف مدينة دبي للإنتاج من استضافة المؤتمر إلى تعريف العاملين في صناعة الإعلام والنشر بالأساليب التي يتبعها الصحافيون والمؤسسات العالمية لصناعة محتوى يتماشى مع التقنيات الحديثة ونقل هذه الخبرات إلى المؤسسات العاملة في مدن “دبي للإعلام ودبي للاستديوهات ودبي للإنتاج”. ومن جانبها أكدت ميتشلد شيمب مدير الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء “وان-إيفرا” الشرق الأوسط سعيهم لجعل المؤتمر نقطة التقاء لناشري الأنباء في المنطقة والمنبر الذي يجمعهم بنظرائهم حول العالم لتبادل الخبرات وإيجاد حلول عملية للتحديات التي يواجهونها. وأشارت إلى أن التركيز هذا العام ينصب بشكل خاص على “عصر الجمهور” سواء من حيث كيفية تحسين العلاقات بين الناشرين والقراء وتزويدهم بمحتوى أكثر ملاءمة أو بالمقابل جعل الجمهور يدرك أن المحتوى عالي الجودة يستحق القيمة التي تدفع مقابله.
مشاركة :