وجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة رسالة إلى الشعب وتحديداً النساء والأمهات الجزائريات بمناسبة يوم المرأة العالمي، تطرق فيها إلى الوضع الحرج الذي تمر به بلاده حالياً، مع استمرار المظاهرات التي تطالب برحيله وعدم ترشحه لعهدة خامسة، وازدياد وتيرة الاستقالات في صفوف الحكومة والحزب الحاكم، وتصاعد مستوى التأييد على كافة المستويات لهذا الحراك الشعبي، وحذر فيها من تسلل جماعات تثير الفتنة في صفوف المظاهرات التي أشاد بها وقال إنها تعبر عن نضج الجزائريين ووعيهم. وفي الرسالة التي قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد والاتصالات السكلية واللاسلكية قال الرئيس الجزائري: "شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا بما فيهم شبابنا وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعاً معيشاً". إلا أنه حذر في الوقت نفسه من مغبة اختراق هذه المظاهرات ونشر الفوضى: "اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي، لا سمح الله، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات". وحذر كذلك من الانجرار وراء الانقسامات والصراعات كما هو حاصل في دول عربية أخرى، ومن خطر وقوع الجزائر فريسة للإرهاب الذي يعاني منه جيران الجزائر : "نعم، هناك، على حدودنا، طوق من الأزمات والمآسي بفعل الإرهاب عند البعض من جيراننا. وفي العالم، أمتنا العربية ما تزال تعاني من الصراعات والانشقاقات، وحتى من المآسي الدموية، ولئن جعل الله الجزائر في مأمن حتى الآن في وسط هذه الزوبعة، فإن ذلك لا يخول لنا أن نغفل عن الاحتراس والتحلي باليقظة لصون بلادنا الغالية. لقد تحسر الكثير من الحاقدين من خارج البلاد على مرور الجزائر بسلام وأمان بفضلكم أنتم الجزائريين والجزائريات، عبر أمواج ما يسمى الربيع العربي، وظلت هذه الأوساط التي تبغضنا على حريتنا واستقلال قرارنا ومواقفنا العادلة، وما انفكت تعمل على تدبير المكائد ضد بلادنا". وأكد أن ما يقوله في هذا الصدد لا ينطلق من نية التخويف وإنما من الإحساس بالمسؤولية والحرص على صون الأمانة. ودعا لضرورة "الحفاظ على الاستقرار للتفرغ، سلطة وشعباً، للاستمرار في معركة البناء والتشييد ولتسجيل المزيد من الانتصارات والتقدم"، مشيراً إلى أن الجزائر أمامها "العديد من التحديات، اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، لكي تصل إلى مستواها المشروع من الرفاهية لشعبها ومن حضورها الاقتصادي في الأسواق العالمية ومن إثبات مكانتها أكثر في المحافل الدولية". للمزيد على يورونيوز: مئات المحامين يطالبون بتنحية بوتفليقة ودعوات لتظاهرات مليونية في الجزائر تقرير: الخلفيات الاقتصادية التي ساهمت في تأجج الاحتجاجات في الجزائر المحاربون القدامى وفرعان نقابيان يدعمون احتجاجات الجزائريين ضد بوتفليقة
مشاركة :