مربية سودانية تُقدِّم شهادتها عن انتهاكات نظام تميم في جنيف

  • 3/8/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قدَّمت مواطنة سودانية اليوم (الخميس) وأمام الحضور في نادى الصحافة السويسرى فى جنيف، شهادة جديدة تُدين نظام تميم فى قطر، الذى لم يترك جنسية ينتمى إليها عامل أو موظف فى قطر إلا وكان لنظام تميم معها حكاية، تبدأ بالانتهاك لحقوقه وتنتهى بانتهاك أكبر وترحيل دون حقوق.المربية السودانية سحر عبد الباقى الشيخ تحدثت عن تجربتها الخاصة وعن معاناة إنسانية لامرأة لا تملك أية حماية فى بلد غريب ذهبت إليه فقط لكسب الرزق وإعالة أبنائها الخمسة، وكان الخطأ الوحيد أو ما اعتبره نظام تميم فى قطر خطأً تستحق عليه أقسى العقاب، هو أنها سمحت لمخدومها الشيخ سلطان بن سحيم الذى كانت تعمل فى قصره مربية لأطفاله ومشرفة على من يقومون برعايتهم، سمحت بأن يتحدث الأطفال إلى والدهم الذى كان موجوداً خارج البلاد من هاتفها الشخصى.سحر عبد الباقى الشيخ التى جاءت إلى جنيف لتقدم شهادتها على هامش أعمال الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان المنعقد حالياً في قصر الأمم المتحدة في المدينة السويسرية، وقالت فى حكايتها إنها ذهبت إلى قطر عام 2013 للعمل في قصر الشيخ سلطان بن سحيم، وبالفعل وجدت مع الشيخ وأُسرته معاملة كريمة، وكانت وظيفتها الإشراف على ما يتعلق بأبنائه الصغار الشيوخ عائشة ومحمد وسحيم ومنى.وذكرت سحر أن الأمور كانت تسير بشكل طيب ودون أية مشاكل حتى ظهر الشيخ سلطان مخدومها فى التليفزيون يتحدث عن وجهة نظره السياسية، وهو الأمر الذى لايعنيها باعتبارها مجرد مربية تعمل مع صغاره.وأضافت سحر: «من هذه اللحظة انقلبت الأمور في القصر رأساً على عقب، ولم يعد أحد من العاملين يعرف كيف سيكون مصيره، برغم أنهم لاعلاقة لهم بأى شيئ سوى القيام بعملهم لمساعدة ذويهم فى الدول التى وفدوا منها للعمل فى قطر».وتابعت: «رجال الأمن القطرى بدأوا فى التوافد على القصر وأخذ بيانات العاملين به، كما طلبوا من مديرة القصر ومسؤول مكتب الشيخ سلطان أن يتم إبلاغ كل العاملين بعدم الحديث إلى الشيخ سلطان الذى كان موجوداً خارج البلاد على الإطلاق، وقاموا بتخويف كل العاملين وتهديدهم إن قاموا بذلك».وأكملت المربية السودانية سحر فى شهادتها، أن الشيخ سلطان وفى أحد الأيام اتصل على هاتفها الشخصى وطلب منها أن يتحدث إلى أبنائه الصغار، فلم يكن منها إلا أن اعتبرت أن الطلب هو طلب إنسانى طبيعى لأب يُريد ان يستمع إلى أبنائه وهو خارج البلاد، وبالفعل انتقلت إليهم فى جناحهم وأعطتهم الهاتف وتحدثوا إليه».تقول سحر فى شهادتها بنادى الصحافة السويسرى، إنها لم تتخيل أو تتوقع أو تفكر ولو لثانية أن ما قامت به يُمكن أن يُصنفه عاقل سواء كان شخصاً أو نظاماً باعتباره جريمة، وذكرت أنه بتفكيرها البسيط وكأم لم يكن لها بحال أن تمنع أطفال صغار من أن يتحدثوا إلى أبيهم الغائب، وهو ما فعلت، موضحة أنه بعد المحادثة الهاتفية تلك عادت إلى مسكنها في القصر، ولكن فى المساء بدأ مسلسل انتقام نظام تميم منها والذى انتهى بها مُرحَّلة إلى السودان بما ترديه فقط.تقول سحر: «إن مساء يوم 30 سبتمبر 2017 شهد غدراً بها بعد أن أرسلوا لها زميلتها التي أبلغتها أن الشيخ سلطان أرسل لها أمانة وعليها أن تذهب معها للحصول عليها، وبالفعل ذهبت بالفعل لتلتقى الشخص الذى قِيل إنه يحمل الأمانة تلك، ولكن بمجرد خروجها من بوابة القصر الرئيسية أخذها شخص ادعى أنه يحمل الأمانة وصحبها إلى البوابة الاخرى الموصلة إلى سكن أم الشيخ سلطان، حيث فوجئت بسيارة داخلها الشيخ خالد بن عبد العزيز آل ثانى، وفى لحظات دخلت من خلفها سيارتان ونزل منهما رجال لا تعرف هويتهم، وبدأت محاولات إجبارها على الركوب معهم دون أى إفصاح عن المكان الذى سيأخذوها إليه».وتؤكد سحر أنها عاشت تلك اللحظات كأنها دهر، حيث كان المكان مظلماً تماماً ولاتعرف إلى أين ستذهب، وإن كانت ستُقتل، متسائلة عن الجُرم الذى ارتكبته، فلم تجد سوى السباب والإهانة من الرجال الذين يحاصرونها ويركلونها حتى أجبروها بالفعل على الركوب معهم، وأبلغوها أنها ليس من حقها أن تتحدث وليس لها أية حقوق فى هذا البلد، واستمروا فى بث الرعب والخوف فى نفسها طوال الطريق الذى لم تكن تعرف نهايته، بعد أن حاصروها من اليمين واليسار داخل السيارة حتى وجدت نفسها فى مطار حمد الدولى.وتستكمل سحر عبد الباقى حكايتها فتقول: «إنه بمجرد نقلها للمطار بدأت جولة التهديد وفهمت أنه سيتم ترحيلها دون أن تعرف أو يبلغها أحد بالخطأ الذى ارتكبته إن وجد خطأً، ولكن سارت الأمور فى المطار دون أن يُسمح لها بأى شيئ أو اتصال أو حتى بالتواصل حديثاً معهم».وأفادت فى شهادتها بأنهم سلموها إلى شرطة المطار ووضعوها فى قسم يُدعى حراسات المطار، وهو المخصص للمجرمين والخارجين عن القانون، وتحت حراسة مشدده من الساعة 11 مساء وحتى التاسعة من صباح يوم 1 أكتوبر 2017، دون أن يسمحوا لها طوال الليل بالنوم أو التحرك من الكرسى الذى جلست عليه، ودون أى طعام أو شراب.وفى الطائرة كان حظ سحر عبد الباقى أفضل، حيث وجدت بجوارها أحد الاشخاص وهو صومالى يعمل في إحد المنظمات الحقوقية العاملة فى السودان، والذى منحها هاتفه لتتحدث إلى اولادها فى السودان، حتى تجد أحداً في انتظارها بعد أن أجبروها على المغادرة دون أن تحمل أى شيئ على الإطلاق ودون أية حقوق.المربية السودانية وجهت فى نادى الصاحفة السويسرى سؤالاً إلى تميم ونظامه فى قطر، عن الجُرم الذى وجدوه فيما قامت به من عمل إنسانى، وعن حقوق الإنسان التى يقصدونها عندما يتشدقون بها ليل نهار، فلعل العالم يقف على حقوق الإنسان التي لم يعرفها بعد سوى نظام تميم فى قطر.

مشاركة :