لوّح بنيامين نتنياهو باتخاذ إجراءات عسكرية ضد مبيعات النفط الإيراني، داعياً القوى العالمية لإحباط أي محاولة من طهران لتفادي العقوبات الأميركية الأحادية، في حين أكد رئيس البرلمان العراقي رفض بلاده أي محاولة لفرض حصار على الجمهورية الإسلامية، قبل يومين من زيارة مرتقبة للرئيس حسن روحاني لبغداد. فتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجالا جديدا للمواجهة مع إيران، ملوِّحا باتخاذ إجراءات عسكرية ضد صادرات النفط الإيراني التي تضخع لعقوبات اقتصادية أميركية أحادية. وقال نتنياهو، أمس الأول، خلال لقاء مع ضباط، إن «البحرية الإسرائيلية قد تتخذ إجراء ضد تهريب إيران للنفط»، داعياً القوى العالمية «لإحباط أي محاولة من طهران لتفادي العقوبات الأميركية». وأبلغ رئيس الوزراء، الذي يستعد لخوض انتخابات مبكرة، الضباط أن إيران لا تزال تتبع إجراءات سرية لشحن الوقود، مثلما كانت تفعل قبل إبرامها الاتفاق النووي في عام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي مايو الماضي، وأعاد فرض عقوبات أحادية، بهدف وقف صادرات طهران النفطية تماما. وأضاف نتنياهو: أن «إيران تحاول التحايل على العقوبات من خلال تهريب النفط خفية عبر مسارات بحرية. وبناء على مدى تلك المحاولات، سيكون للبحرية دور أكثر أهمية في وقف هذه الأفعال الإيرانية». وتابع: «أدعو المجتمع الدولي كله إلى وقف محاولات إيران للالتفاف على العقوبات عن طريق البحر، وقطعا، بأي وسيلة». ولم يتضح بعد كيف ستوقف إسرائيل أنشطة الشحن تلك، أو ما إذا كانت ستخاطر بمواجهة بحرية مباشرة مع سفن إيرانية. وتعد طرادات الصواريخ أكبر السفن الحربية لدى البحرية الإسرائيلية التي تمتلك أسطولا صغيرا من الغواصات. وأغلب نشاط البحرية الإسرائيلية في البحرين المتوسط والأحمر. ووفقاً لخبراء بحريين، اعتمدت طهران في السابق وسائل لتهريب النفط تتضمن تغيير أسماء السفن أو تسجيلها لدى دول أخرى وإيقاف أجهزة تحديد مواقع السفن ونقل الشحنات من سفينة إلى أخرى في عرض البحر، وبعيداً عن المراكز التجارية الكبرى. خنق كامل في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أنها تجري محادثات مع 8 دولة كانت استثنتها من العقوبات التي فرضتها على صادرات النفط الإيرانية، وذلك في مسعى لوقف النفط الإيراني بشكل كامل. وأعفت واشنطن في نوفمبر الماضي، الصين والهند واليونان وإيطاليا وتايوان واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية من عقوباتها، وهذه الدول تعد من كبار زبائن النفط الإيراني. الهند في السياق، قال مصدران مطلعان، إن الهند تريد مواصلة شراء النفط الإيراني عند المستويات الحالية البالغة نحو 300 ألف برميل يوميا، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات مع واشنطن بشأن تمديد الاستثناء من العقوبات الذي ينتهي في أوائل مايو المقبل. في المقابل، صرح وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه أمس، بأن بلاده ستضخ استثمارات بقيمة 6.3 مليارات دولار في صناعة النفط الوطنية، في خطوة تهدف الى مواجهة العقوبات. وقال الوزير، خلال مراسم إطلاق مشروع للبتروكيميائيات، إن بلاده صاغت برامج وخططا للالتفاف على العقوبات. وأكد أن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها المتمثلة بحرمان إيران من تصدير النفط، ومنعها من الحصول على عائدات صادرات الخام، مشدداً على أن بلاده «تعيش حربا، لكن من دون قتلى أو جرحى». وتعمل طهران منذ إعادة فرض العقوبات عليها لإيجاد سبل لمواصلة تصدير النفط، الذي يعد مصدر الدخل الرئيسي لها. وأعلنت في وقت سابق أنها نجحت في الالتفاف على الحظر الذي تعتبره رأس حربة الضغوط الأميركية عليها لإرغامها على إبرام معاهدة شاملة بشأن أنشطتها في المنطقة وبرنامجها النووي وبرنامج تسلحها الصاروخي. على صعيد آخر، ذكر تقرير أعده باحثو شركة مايكروسوفت الأميركية العملاقة، أن قراصنة إيرانيين يعملون على اختراق الأنظمة والشركات والحكومات في أنحاء العالم تسببوا في أضرار تصل قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات. وجاء في التقرير، الذي نشرته الشركة، أمس الأول، أن القراصنة سرقوا أسراراً ومسحوا بيانات من شبكات كمبيوتر بعد أن استهدفوا الآلاف في نحو 200 شركة خلال العامين الماضيين. وربطت مايكروسوفت بين الهجمات المعلوماتية ومجموعة «هولميوم» الإيرانية، وأن بعض أعمال القرصنة قامت بها مجموعة إيرانية أخرى تدعى «ايه بي تي 33». وذكر التقرير أن القراصنة استهدفوا بشكل خاص شركات النفط والغاز، وشركات تصنيع المعدات الثقيلة والشركات الدولية العملاقة في السعودية وألمانيا وبريطانيا والهند والولايات المتحدة. ويأتي التقرير في حين تسعى إيران، بحسب خبراء أمنيين، إلى بناء قدراتها المعلوماتية الخاصة وسط تزايد جهود الولايات المتحدة لعزل الجمهورية الإسلامية. رفض عراقي في هذه الأثناء، أكد رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، خلال زيارته إيران، أمس، أن بغداد تعارض أي عقوبات وحصار يفرض على إيران. وقال الحلبوسي، الذي استقبله الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في محافظة جيلان شمال البلاد، إن تعزيز التعاون بين العراق وإيران سيسهم في استقرار المنطقة. من جانبه، أكد روحاني استعداد طهران للتعاون مع بغداد في المجال الاقتصادي والبنى التحتية، مشيراً إلى أن أمن واستقرار بغداد وطهران مترابطان ويؤثر كل منهما على الآخر، وعلى استقرار المنطقة، ومحاربة الإرهاب. وفي تصريحات منفصلة، قال الرئيس الإيراني، الذي يستعد للقيام بزيارة مرتقبة لبغداد غداً، إن الحكومة الأميركية دعته 8 مرات للقاء ترامب على هامش اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الأمم في نيويورك عام 2017، كما توسط 5 من قادة دول العالم على هامش اجتماع الجمعية عام 2018 من أجل أن يتم اللقاء. وأضاف أن إيران لا تخشى ولا تتهرب من المفاوضات، وهي قادرة على خوضها بمنطق قوي مع أميركا أو غيرها. إلى ذلك، قال وزير الأمن الإيراني، محمود علوي، إن سلطات بلاده، تمكنت من تحديد واعتقال ثلاث «مجموعات إرهابية»، مضيفاً أن عمليات اعتقال تلك المجموعات، تمَّت في غرب البلاد.
مشاركة :