الباغوز – الوكالات: أجلت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن دفعة جديدة من المحاصرين من جيب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الأخير في شرق سوريا أمس الخميس، في وقت أعلنت الولايات المتحدة أن انتهاء المعركة ضد التنظيم «لا يزال بعيدا». وفي حين تستعدّ الفصائل الكردية والعربية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكية لاستئناف هجومها الأخير على من تبقى من عناصر التنظيم المتطرف في الباغوز في محافظة دير الزور، أعلن قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل أن «تدمير قاعدة (الخلافة) هو إنجاز عسكري ضخم، ولكن انتهاء القتال ضد داعش والتطرف العنيف لا يزال بعيدا، ومهمتنا لا تزال كما هي». ومنذ ثلاثة أيام تواصل قوات سوريا الديموقراطية عمليات إجلاء آلاف الأشخاص من بلدة الباغوز، ما دفعها إلى إبطاء وتيرة المعارك منذ ليل الأحد إفساحا في المجال لخروج المدنيين، إذ تتهم التنظيم المتطرف باستخدامهم دروعا بشرية. وخرج منذ يوم الأحد أكثر من سبعة آلاف شخص، وفق قوات سوريا الديموقراطية. وأكد فوتيل أن مقاتلي وعائلات داعش الخارجين من الباغوز «لا يزال معظمهم متطرفين وغير تائبين أو منكسرين. ويجب أن نواصل الهجوم ضد المنظمة التي أصبحت الآن مشتتة ومفككة بشكل كبير». وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 19 ديسمبر بشكل مفاجئ قرار سحب الجنود الأمريكيين المتمركزين في سوريا (عددهم ألفا جندي)، في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم. وأعلن البيت الأبيض في وقت لاحق أن الجيش الأمريكي سيُبقي لفترة زمنية محددة حوالي مائتي جندي في سوريا «لحفظ السلام». وتدعم طائرات التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية في معركتها الأخيرة ضد الجهاديين في شرق سوريا، عبر شنّ غارات جوية. وأكد المتحدث باسم التحالف شون راين يوم الثلاثاء أن «معركة دحر ما تبقى من داعش في الباغوز متواصلة مع هجوم قوات سوريا الديموقراطية وضربات التحالف». وأطلقت قوات سوريا الديموقراطية يوم الجمعة الماضي هجومها الأخير ضد التنظيم بعد أن كانت قد علّقت عملياتها على مدى أسبوعين تمّ خلالهما إجلاء آلاف النساء والأطفال معظمهم من عائلات التنظيم وبينهم عدد كبير من الأجانب، فضلاً عن رجال يُشتبه في أنهم ينتمون إلى التنظيم. وشاهد صحفي في وكالة فرانس برس أمس الخميس موكبا مؤلفا من شاحنات عدة بعضها يقلّ مدنيين وأخرى تقل جرحى، تغادر الباغوز التي توغلت فيها خلال الأيام الماضية قوات سوريا الديموقراطية، وتتجه نحو نقطة الفرز على بعد عشرين كيلومترا شمال البلدة. ووسط سهل قاحل يخضع الخارجون لعمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم، لتمييز من يشتبه في أنهم مقاتلون في التنظيم. ويتمّ نقل النساء والأطفال إلى مخيمات في شمال شرق سوريا أبرزها مخيم الهول، بينما يُرسل الرجال المشتبه في أنهم جهاديون إلى مراكز اعتقال لا تُعرف مواقعها للتوسع في التحقيق معهم. وخضع حوالي مائة شخص لعمليات تفتيش واستجواب عند نقطة الفرز أمس الخميس.
مشاركة :