تألق فئات طائرة النبيه صالح.. وقفة وتساؤل

  • 3/8/2019
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

سجلت فئات طائرة النبيه صالح خلال الموسم الجاري 2018-2019 حضورها اللافت وبقوة، وهذا الحضور ليس وليد هذا الموسم، ولكن شرارته قد انطلقت قبل عدة مواسم سلفت، وهذا الحضور لم يأت من فراغ أو صدفة، أو يهبط من السماء السابعة، ولكن من المؤكد أن هذا البروز والتألق لفئات أبناء القرية الوادعة عدة أسباب ومحركات سوى تعلق الأمر باهتمام مسؤولي النادي، أو المدربين الذين أشرفوا على التدريب، أو اللاعبين أنفسهم وقبلهم دعم الأسر وأولياء الأمور أن وجد، نحاول كل ذلك نتطرق إليه وان كانت الملامسة من بعيد. انتقال العدوى والملاعب الشعبية على ما يبدو أن عدوى الاهتمام والشغف باللعبة قد انتقل إلى قرية النبيه صالح، هذا الشغف الذي سبقهم إليه من قبل منطقتا الجفير ودار كليب - الكلام يدور حول القرى- ونستثني المدن هنا من كلامنا، ومن نافلة القول، والكلام يجر إليه كلاما من جنسه، فإن منطقتي الجفير ودار كليب تدينا بالطفرة التي سجلتها المنطقتان على مستوى بروز اللعبة إلى السطح إلى الملاعب الشعبية الخارجية البسيطة، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، وكانت هذه الملاعب بمثابة مراكز ومدارس تدريبية بمصطلح اليوم والتي باتت منتشرة في مختلف الأصقاع، وتدار بعقلية احترافية تدر على أصحابها ذهبا. نقول ان هذه الملاعب الخارجية كانت مرتعا لمختلف الأعمار الصغير والكبير، وحتى ندلل على ما نقول ومن باب التمثيل وليس الحصر فإن المدربين يوسف خليفة مدرب منتخبنا الوطني للشباب ورضا علي المدرب الحالي للنادي الأهلي هما من خريجي هذه الملاعب الشعبية التي كانت منتشرة في منطقة الجفير آنذاك، ومن المؤكد أنهما يدينان لها بالفضل فيما وصلا إليه من ضمن أمور أخرى بدون شك، فكما يعرف المتابعون، ومن لهم صلة باللعبة التي تعد من الألعاب المهارية، وهذه المهارات لا يمكن أن ترسخ لدى صاحبها بين ليلة وضحاها، ولكن تحتاج إلى تكثيف اللعب والممارسة والاحتكاك، وهذه كلها توفرها الملاعب الخارجية المفتوحة، ولا يمكن أن توفرها ساعة ونصف أو ساعتين يوميا في صالات الأندية الحالية، وعندما اختفت الملاعب الخارجية في منطقة الجفير، اختفت المواهب، وتراجعت المهارة، وتقهقرت شعبية اللعبة. فالظهور الذي سجلته فئات النبيه صالح رغم كل التحركات الفاعلة من عمل إداري وجهد فني يقوم بهما النادي، ولكن نعتقد في قرارة النفس أن الملاعب الخارجية الشعبية في منطقة النبيه صالح لعبت ولازالت تلعب دورها في استقطاب الصغار والناشئة وحتى الكبار ، رغم أن صاحب الأسطر يشير إلى ذلك وهو غير متيقن إن كانت في المنطقة إياها ملاعب شعبية للعبة، غير أن حدسه وقراءته وتجربته السابقة كواحد من الذين تخرجوا من هذه المدرسة الشعبية، وكانت محطة مهمة لي ولجيلي، فمثل هذه الملاعب تجعل الممارسين يلعبون بكامل حريتهم، مع الاستمتاع، وإظهار كل ما يملكه اللاعب، فضلا أن الملاعب الشعبية تستقطب الممارسين وتحببهم في اللعبة ومزاولتها، والممارسة كثيرا ما تأتي عفوية وبأريحية، وهي أقرب إلى الاستمتاع وإشباع الهواية والفراغ. اهتمام إداري يولي مسؤولو النادي الذي يرأس مجلس إدارته صادق درويش اللعبة اهتماما كبيرا، رغم تواضع الميزانية، وشح الموارد، غير أن الإخلاص في العمل، ومساحة الطموح، والرغبة في خدمة شباب المنطقة وإبرازها إلى الواجهة، ودرويش منذ تسلم مسؤوليته وضع على عاتقه هذا الهدف وهو العمل على إعادة الفئات إلى الواجهة، ولولا تكاتف الجهود المشتركة لما تحقق ذلك، ومن المؤكد أن مسؤولية القائمين على النادي لم تقتصر على النادي وحده، ولكن على المنطقة نفسها، وامتداد العلاقة مع الأسر، وأولياء الأمور، وهذه معادلة ليست سهلة، غير أن القائمين عليها يتطلب أن يتسموا بكاريزما اجتماعية استثنائية، خاصة عندما يدور محور الكلام عن ناد في قرية ومنطقة أقرب إلى المحافظة من أي شيء آخر. مدربون وبصمات قلنا أن ما سجلته فئات النادي لم يأت عشوائيا، ولكنه خليط من الطموحات الإدارية والتدريبية واللاعبين، فكل مدرب مر على اللعبة في النادي سوى كان من اهل المنطقة أو خارجها، أعطى ما في جعبته، وترك شيئا من بصمته، وكل هؤلاء عمل وقدم كل ما في وسعه بحسب إمكاناته وقدراته وظروفه مع وضع بعين الاعتبار إمكانات النادي والمنطقة. سؤال لابد منه سبق وقلناها مرارا وتكرارا، بالكلام مرة، والكتابة مرات أخرى، الألقاب في الفئات العمرية إن جاءت فخير وبركة، وإن لم تأت فليس هناك أي خسارة البتة، لأن الهدف الأسمى والأبعد والمرجو من هذه الفئة هو توليد المواهب وتفريخ العناصر التي يرتجى منها مستقبلا الدفاع عن ناديها في فريق الكبار، ومتى ما خسر أي فريق لقبا على مستوى الفئات وكسب لاعبا أو أكثر للفريق الأول فهذا هو المكسب الحقيقي، واللقب الأفضل، فهناك لاعبون كثر حصلوا على ألقاب في الفئات العمرية، غير أنهم لم يجدوا مكانا لهم في صفوف فريق الرجال. وفريق النبيه صالح للرجال، يعول أكثر من عنصر في الفريق هم من خارج المنطقة، فهل فرق الفئات الحالية تمتلك عناصرها الإمكانات البدنية والفنية التي تؤهلها مستقبلا لأخذ مكانها في الفريق الأول، وتقليل عدد اللاعبين المستقطبين من الخارج؟ فإن كان نعم، فالهدف يستحق ان ترفع له القبعة، وإن كان بلا، فيتطلب من الجزيريين إعادة النظر، حتى لا يقعوا في أخطاء نفسها وقعت فيها بعض الأندية.

مشاركة :