سردت أسماء ريان، زوجة حفيد مؤسس قطر، تفاصيل مأساة أطفال العائلة المالكة في قطر، والتي تحكى أحد فصول الانتهاكات التي يمارسها «نظام تميم» الذي يتشدق ليل نهار بحقوق الإنسان والعدالة. وقالت زوجة عضو العائلة الأميرية في قطر الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن على آل ثاني، إن النظام القطري سجن وعذب أبناء العائلة المالكة؛ حيث سجن الأب وجمد أصوله وممتلكاته، وحرم أبناءه من أبسط حقوق الإنسان الأساسية من تعليم وصحة ومسكن، رغم أنهم أبناء العائلة المالكة. وقالت أسماء الريان، (ألمانية الجنسية)، المتزوجة من الابن الأكبر لأحد مؤسسي قطر والذي توفي بالمنفى بالسعودية عام 2008: «إن معاناة الأسرة، وبها 4 أبناء للشيخ طلال بدأت مع وفاة والد الزوج الشيخ طلال، الذي شغل أيضًا منصب وزير الصحة في قطر». وأشارت أسماء، أمام نادي الصحافة السويسري في جنيف اليوم الخميس، إلى أن هناك عداء قديمًا للشيخ عبدالعزيز بن حمد، نقله لنظام تميم، للشيخ طلال، الذي دخل السجن في ظل النظامين. وتابعت: «هو الآن في سجن نظام تميم بعد أن حكم عليه بالسجن 22 عامًا في العام 2013، وما زال حبيسًا حتى الآن»، مؤكدة أن النظام القطري أجبر زوجها على العودة إلى الدوحة بعد إغرائه بتسليم إرث والده له، وعادت معه إلى الدوحة؛ لتبدأ المأساة التي لم تنتهِ بعد. وأوضحت أن الانتقام من أبناء الشيخ طلال بدأ مباشرة عقب إدخاله السجن بتهمة توقيع شيكات دون رصيد ومطالبته بسداد الديون؛ حيث فرضوا ضغوطًا هائلة على العائلة، وصلت لإجبارهم على مغادرة المنزل ونقلهم إلى منزل غير مؤهل للسكن بمنطقة مهجورة في الصبخة، تُحاصره المياه الراكدة المنزل، وكذلك الحشرات، وفى ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية؛ ما عرض الأطفال الصغار للأمراض التي حصلوا بسببها على علاجات الكورتيزون لفترات طويلة. وأشارت زوجة الشيخ طلال إلى أنها وثّقت ذلك كله بالصور والفيديوهات، وطلبت من السلطات في قطر نقلها وأبناءها إلى منزل آخر، لكنهم كانوا يردون بعدم وجود سبب للنقل. وتابعت: «كانت الأسرة لا تملك مالًا لإيجاد بديل بعد أن تركنا نظام تميم معدمين ودون أية مساعدة»، مُشيرة إلى أن أبناءها الأربعة «العنود والجوهرة وعبدالله وأحمد» عانوا معاناة مروعة بعد أن تركوا في هذا الوضع، وأضيف إلى ذلك عدم قدرة الأسرة على دفع مصاريف مدارسهم، وظلوا هكذا دون الحصول على أبسط الحقوق. وأوضحت زوجة الشيخ طلال أن نظام تميم حاول إجبار زوجها على توقيع أوراق لحرمانه من أي حق مستقبلي في أن يكون أحد أعضاء الحكومة، وتضمنت أنه مختل عقليًّا، وهي منعته من القيام بذلك. وأكدت أنه لا أحد في قطر يُسمح له بأخذ القرار سوى شخص واحد وهو تميم، وهناك إهدار لحقوق الجميع بمن في ذلك أعضاء العائلة المالكة؛ لعدم وجود محاكم تنصف أحدًا. وواصلت حديثها: «النظام القطري حاول تعذيب الشيخ طلال عقليًّا ومعنويًّا واستخدم أقصى حد للضغط عليه، من خلال وضع أبنائه في معاناة لا تنتهى وبشكل ممنهج، وحتى الزيارة التي سمح بها في مرة جعلوا فيها من وسائل التخويف للأبناء؛ ما جعل من رؤيتهم لأبيهم غاية في الصعوبة، حتى إن الابن الأصغر لا يعرف والده، ولم يره مطلقًا». ولفتت زوجة الشيخ طلال إلى أنها تساءلت كثيرًا في قطر عن أسباب ما قاموا به مع الزوج، لكن لم يكن هناك سوى رد واحد، وهو أن القرار من سلطات عليا، موضحة أن سن زوجها الآن، 49 عامًا، وإن قضى فترة السجن المحكوم عليه، فلن يراه أبناؤه مرة أخرى. وأوضحت أسماء أن هذه المؤامرة دُبرت لزوجها؛ لأنه فقط طالب بالحقوق في قطر، مُطالبة «نظام تميم» بأن يُخبر المجتمع الدولي أين الدولة التي أقامها على حقوق الإنسان، وهو ينتقم من أطفال صغار بعد سجن والدهم انتقامًا منه ومن أبيه. وأشارت أسماء إلى أنها تتحدث للرأي العام عن مأساة الأسرة بعد فشل كل محاولاتها مع النظام القطري، موضحة أنها بعد منعها من ممارسة أية مهنة في قطر؛ من أجل الضغط على زوجها، وبرغم تسبب ذلك للأبناء في معاناة لا حد لها، فإن النظام القطري حاول بعد ذلك التواصل معها؛ خشية مغادرتها الدوحة. واختتمت زوجة الشيخ طلال حديثها بالتأكيد أن زوجها لن يقدم الهدية التي ينتظرها تميم، ولن يُفرط في حقوقه كعضو بالعائلة المالكة مهما كانت الضغوط عليه وعلى أبنائه الصغار.
مشاركة :