نظِّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرته رقم (655) بعنوان «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في يوبيله الفضي بين الإنجاز والإعجاز» ألقاها السفير الدكتور موفق العجلوني، أستاذ العلوم السياسية وتاريخ الحضارات، المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، وذلك مساء أمس الأول في «قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» بمقر المركز في أبوظبي. وسلط المحاضر الضوء على مسيرة مركز الإمارات الممتدة على مدى خمسة وعشرين عاماً، حقق خلالها إنجازات أصبحت اليوم بمثابة الإرث الحضاري والإشعاع العلمي لدولة الإمارات، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بفضل إدارة سعادة المدير العام الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي والفريق الذي يواصل الليل بالنهار للوصول بالمركز إلى مصاف أهم مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في العالم، وذلك استناداً إلى دعم القيادة الحكيمة والرعاية الدائمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله. كما تناول المحاضر السياقات الإقليمية والدولية التي جاء فيها تأسيس المركز، كتوقيع معاهدة ماسترخت لتأسيس الاتحاد الأوروبي في شهر ديسمبر 1991، وانضمام 12 دولة إلى الأمم المتحدة عقب تفكك الاتحاد السوفييتي، وانتشار الصراع الطائفي في منطقة البلقان، والانتشار العسكري الأميركي في منطقة الخليج العربي، وتركيز دول المنطقة على الأمنين الوطني والإقليمي، فوسط هذه الظروف المتداخلة والمعقدة –يقول المحاضر- جاء ميلاد مؤسسة تعنى بالدراسات والبحوث الاستراتيجية للبيئتين الداخلية والخارجية، إنها «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» للعمل على تحقيق مصالح دولة الإمارات، وتعظيم مكاسبها الاستراتيجية. وأضاف المحاضر، أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وضع -عبر سنواته الخمس والعشرين- أسس صناعة التميز في مجال الدراسات والبحوث الاستراتيجية ومزج بين الأصالة والمعاصرة في أداء دوره بدعم القرار الوطني وخدمة المجتمع الخليجي عامة والإماراتي خاصة، وقدم موضوعاتٍ وقضايا محلية وإقليمية ودولية متنوعة في مجال البحوث والدراسات الخليجية والعربية والعالمية، تمت تغطيتها عبر آلاف الإصدارات العلمية والفعاليات والندوات والمحاضرات والبرامج التدريبية وورش العمل، كما ساهم في تنمية المجتمع والاستثمار في الموارد البشرية الوطنية في ظل رؤية مؤسس دولة الإمارات المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله. كما أشاد المحاضر بدور المركز في إعداد الدراسات الخاصة بالعالم العربي من خلال متابعة ودراسة وتحليل القضايا السياسية والأمنية ذات التأثير المباشر في الأمن القومي لدولة الإمارات والمرتبطة بالعالم العربي بشكل عام، والشرق الأوسط بشكل خاص، وإعداد التقارير التحليلية حول الموضوعات العربية الهادفة إلى المساهمة في عملية صنع القرار في دولة الإمارات، وتغطية الشؤون العالمية، خاصة المرتبطة بالقوى الفاعلة على الساحة العالمية. ومن جهة أخرى، ثمّن المحاضر مواكبة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، للتطور الإلكتروني في العالم، وها هو يستمر في المسار نفسه، بإدخاله أحدث التطبيقات التكنولوجية المتداولة في عالم اليوم،‏ كالذكاء الاصطناعي ومنظومات الابتكار.