رفضت الدكتورة ماجدة عمارة، أستاذة الفلسفة اليونانية والإسلامية، بناء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة على ذكرى سيئة لها، معتبرة اختيار الجمعة 8 مارس، من كل عام، صياغة واقعية لمعاناة المرأة فى الحياة. وأضافت "عمارة" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن اليوم يعود لذكرى سيئة، ففي العام 1908 قامت بعض النساء فى مصنع أمريكى بالإضراب عن العمل؛ للمطالبة بزيادة أجورهن، واعتصمن داخل المصنع، فقام صاحب المصنع بإغلاقه عليهن، وبإشعال النار فى المصنع، فلقين حتفهن جميعا. وأكدت أن هذا الحدث المأساوي يمثل أمامها حياة البسطاء من بنات جنسها، اللواتى كن يقاسين مرارة العيش، حين تضطرهن الحياة إلى اكتساب قوتهن وقوت أبنائهن بأنفسهن، فى ظل مجتمعات لا تعرف الإنسانية ولا الرحمة. وتابعت، أظن الآن أن الوضع قد اختلف كثيرا، حين نالت المرأة قسطا وافرا من التعليم والتنوير، فازدادت لديها الرغبة فى الترقى والتقدم لنيل حقوقها، ولإثبات قدرتها على الحياة بعزة وكرامة، كما أرى أن المرأة لم تكن لتستطيع المضى قدما على هذا الطريق فى مجتمع يخلو من رجال يتحملون مسئولية رجولتهم، ويدركون قيمة الحياة الإنسانية فيحترمون كل البشر، هكذا تستطيع المرأة أن تتقدم على طريقها فى خطوات واثقة مطمئنة.وعن دور الرجل في حياة المرأة أشادت أستاذة الفلسفة بدور الأب قائلة: إنني على المستوى الشخصي لا أنسى فضل أبى - رحمه الله- الذى أعزنى وأكرمنى، وحثنى على السعى الدؤوب، فى طريق العلم والمعرفة، وأسعد بتشجيع أبنائى الشباب الذين يروننى أيقونة حياتهم ويذكرون مسيرتى دوما بالفخر والإعزاز، فأستمد من رجولتهم الفتية الطاقة والقدرة على الإستمرار، فلولا أبى ما كنت أنا ولولا أبنائى ما كنت هنا.واختتمت بتوجيه التحية للمرأة في يومها: كل عام وكل امرأة محبة صبورة مكافحة بخير وسعادة، وأتمنى أن تتغير ذكرى الاحتفال بالمرأة بدلا من يوم أحرقت فيه، إلى يوم أنجزت فيه فأضاءت العالم بإنجازاتها.
مشاركة :