لم يكن في تخيل أحدٍ منا أن ينجو شخص من موت محقق، وأن تندلع نيران تأكل الأخضر واليابس، ولم تأكل عُمر سيدتين رافقتهما عناية الله.. هكذا كانت قصة نجاة سيدة محطة مصر (منى)، وسيدة الدرب الأحمر (حلاوتهم).في صباح اليوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، هذا اليوم الذي شهد حادثا من أبشع الحوادث الإنسانية وأكثرهما ألمًا ووجعًا، حيث انفجر قطار بمحطة مصر وراح ضحيته أرواح بريئة، وفي مشهد مأساوي تتحرك امرأة أربعينية، حاملة في يدها أكياس وعلى وشك الخروج من باب المحطة الرئيسية لينفجر القطار وهي بجواره وتبتلع النيران كل محيط القطار.وكان للقدر كلمة آخرى، فبعد أن أصبحت السيدة حديث الجميع، وتداولت صفحات الفيس بوك، والمواقع خبر موتها، ظهرت أنباء بعد بضعة أيام تؤكد أنها لاتزال على قيد الحياة، وأصيبت فقط بحروقٍ في جسدها.أما (حلاوتهم) سيدة الدرب الأحمر، امرأة في العقد الخامس من عمرها، تقطن بشارع الكحكيين الذي شهد واقعة تفجير انتحاري لنفسه، الشهر الماضي.وكانت "حلاوتهم" في طريقها لشراء "فينو" لابنتها الصغيرة، والتقطتها كاميرات المراقبة الموجودة بالشارع أثناء حدوث الواقعة التي راح ضحيته عدد من أفراد الشرطة، لتنجو هي من الموت المحقق.