آلاف المتظاهرين في الجزائر.. واستقـالة نـواب من الحـزب الحاكم وانضمـامهم إلى المحتجيـن

  • 3/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر )وكالات الأنباء) - تحدى عشرات الآلاف من الجزائريين انتشار وحدات ضخمة من شرطة مكافحة الشغب أمس الجمعة وواصلوا مظاهراتهم الحاشدة ضد حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ما يمثل أكبر تحد لحكمه المستمر منذ عشرين عاما. وقالت قناة الشروق التلفزيونية الخاصة أمس الجمعة إن عدة نواب من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر استقالوا من عضوية الحزب لينضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وعلى غير المعتاد لم يدع أحد أكثر الأئمة شعبية للرئيس في خطبة الجمعة كما جرت العادة وقصر الدعاء على ما فيه الخير للجزائر وشعبها. وأوقفت السلطات الجزائرية خدمات القطارات والمترو في العاصمة أمس الجمعة دون تبرير قبل احتشاد الجزائريين مجددا في العاصمة ومدن عدة لمطالبة بوتفليقة 82 عاما بالتنحي. ووجه حزب مغمور دعوة إلى الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مسيرة العشرين مليون. وحمل المحتجون لافتات كتب عليها (بوتفليقة.. ارحل) في حين ردد آخرون هتافات بأن الجزائر جمهورية وليست ملكية وبأن الانتخابات لا يجب أن تجرى قبل إسقاط ما وصفوها بالعصابات. وانتشرت قوات الأمن بأعداد متزايدة في الأيام القليلة الماضية لكن الجيش لا يزال في ثكناته حتى الآن. وقال محمد وهو مدرس بالعاصمة سيكون يوم الجمعة حاسما. وبدت التعبئة التي يصعب تعدادها بالأرقام، أكبر من تظاهرات يومي الجمعة السابقين في العاصمة الجزائرية. وغصت ساحة البريد الكبرى وسط العاصمة بالحشود وكذلك أحد المحاور الرئيسية الموصلة إليها والشوارع الكبيرة المجاورة. وتزامنت الاحتجاجات مع إحياء اليوم العالمي للمرأة، وشاركت نساء كثيرات من مختلف الأعمار في التجمع الذي هتف المشاركون فيه بهدوء «نظام مجرم» و«لا عهدة خامسة يا بوتفليقة». وكتب على لافتة لوحت بها متظاهرة «لديهم الملايين (من الأموال) ونحن ملايين». ويقول الشباب إنهم يريدون وظائف وضاقوا ذرعا بما يرون أنه فساد شائع في البلاد. وأكثر من ربع الجزائريين دون الثلاثين من العمر عاطلون عن العمل. aوازداد الحشد بعد أداء صلاة الجمعة. ولم يبلغ عن أي حادث واكتفى عناصر الشرطة المنتشرون بكثافة بمراقبة الحشد وذلك قبل أن تبدأ شاحنات في الساحة بالانسحاب منها. وعند كل مرور لمروحية الأمن فوق الحشد كان المحتجون يطلقون صيحات استهجان ويصفرون ملوحين بالعلم الجزائري. وحصلت غالبية التظاهرات السابقة بشكل سلمي وبلا حوادث، باستثناء بعض المواجهات بين مجموعات صغيرة وقوات الأمن. كما نظمت تظاهرات أخرى، سلمية أيضا، في باقي أنحاء البلاد وخصوصا في وهران (شرق) وقسنطينة (غرب) ثاني وثالث أكبر مدن الجزائر، بحسب موقع «كل شيء عن الجزائر» الإخباري الذي تحدث عن تظاهرة كبيرة أيضا في بجاية في منطقة القبايل. وبدا أن الجزائريين لم يهتموا كثيرا بالرسالة التي وجهها إليهم بوتفليقة (82 عاما) الخميس، الموجود في سويسرا منذ عشرة أيام لإجراء «فحوصات دورية» من دون إعلان موعد عودته. ولا يبدو أن المحتجين ينوون التراجع عن مطالبهم رغم تحذيرات بوتفليقة الذي يعتبر أنصاره أنه الضامن للسلم الاجتماعي ومنقذ البلاد من «العشرية السوداء» (1992-2002) ومن موجة اضطرابات ما عرف بـ«الربيع العربي». وهي مخاطر ذكر بها مرارا المعسكر الرئاسي منذ أن بدأت حركة الاحتجاج التي لا سابق لها ضد بوتفليقة منذ انتخابه رئيسا في 1999. وقال سائق سيارة أجرة مساء الخميس إن القادة «لن يتراجعوا بسهولة، لكننا أيضا لن نتراجع». ويتحدث جزائريون علنا وبكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الاحتجاج وعن نفاد صبرهم. وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ «حراك_8_مارس» في الأيام الأخيرة الداعي إلى تعبئة كبيرة في كل المناطق الجزائرية. ويعالج بوتفليقة بمستشفى في جنيف ونادرا ما ظهر في أي مناسبة علنية منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 لكنه قال يوم الخميس الماضي إن الاضطرابات التي دخلت أسبوعها الثالث قد تزعزع استقرار البلاد. واحتجزت الشرطة السويسرية مرشح المعارضة الجزائرية رشيد نكاز بسبب دخوله المستشفى التي يعالج فيها بوتفليقة. وسافر نكاز إلى هناك للمطالبة برؤيته بنفسه ليرى إن كان مؤهلا صحيا للرئاسة. وقال للصحفيين قبل دخول المستشفى إن هناك أربعين مليون جزائري يريدون معرفة مكان الرئيس.

مشاركة :