أتت نتائج الجولة الآسيوية الأولى من دوري البطولة الآسيوية للأندية المحترفة 2018م منطقية بدرجة كبيرة جدًا لأنديتنا، وإن كانت خسارة النصر غير متوقعة عطفًا على مستوى الخصم، الذي لم يكن في أحسن حالاته، فالهلال وكعادته رغم الغيابات الكبيرة التي اعترت صفوفه، استطاع أن يقتنص النقاط الثلاث، وبفوز ثمين خارج أرضه بقياده نجمه المخضرم محمد الشلهوب، الذي كان في الموعد، ولم يخيب ظن من راهن عليه، والأهلي على أرضه ومن دون جمهوره حقق انتصارا مهما على فريق قوي وصعب، ويجمع نخبة من اللاعبين الأجانب والمجنسين، واستطاع أن يبرهن على أنه ما زال مصنعا للنجوم الشابة أصحاب الموهبة والثقة، كيوسف الحرب وعبد الباسط هندي، والاتحاد الذي تسامى على جراحه وآلامه، وبدعم جماهيري غفير وغير مستغرب، حقق فوزا مهما وانتصارا عريضًا، ذكر من خلاله جماهيره وكل من تابع اللقاء بالأيام الخوالي لنمور آسيا وملوكها، عندما كانت في قمة توهجها وعافيتها وصحتها، وهي تجندل خصومها من شرق القارة لغربها، غير معترفة بنظرية الأرض والجمهور، ونظرية مباريات الذهاب والإياب وفارق الأهداف. البطولة الآسيوية للأندية المحترفة قوية وصعبة، وتحتاج إلى ذخيرة متمكنة من اللاعبين المحليين، ولديها ثقة بقدراتها وإمكاناتها؛ لذا على أنديتنا المشاركة من خلالها بإعداد الخطة للمواجهات اللاحقة من البطولة، سواء كان ذلك فيما تبقى من منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان أو كأس خادم الحرمين الشريفين، بالاعتماد على اللاعبين المحليين، والاكتفاء بأربعة لاعبين أجانب، كما تنص عليه لائحة البطولة الآسيوية، وتجهيز البدلاء لهؤلاء اللاعبين المحليين، فالبطولة لن يستطيع أي فريق المواصلة بأدوارها، فضلاً عن تحقيقها إذا لم يكن لديه لاعبون محليون على درجة عالية من التمكن والتميز، وصف ثانٍ يستطيع سد النقص في حال غياب اللاعبين الأساسيين للإصابات أو الإيقافات. فاصلة: النصر قد يكون أكثر الفرق الكبيرة استفادة من قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالسماح باللعب باللاعبين الثمانية الأجانب هذا الموسم؛ لتميز لاعبيه الأجانب، وقدرة إدارته على استقطاب مثل هؤلاء اللاعبين المتميزين، وقد يكون أيضًا أكثر فرقنا المشاركة آسيويًا تضررًا لفارق الإمكانات الفنية الكبيرة بين لاعبيه الأجانب المستبعدين من المشاركة خلال هذه البطولة، كنور الدين مرابط وبيتروس وأحمد موسى وبرونو أوفيني وبدلائهم من اللاعبين المحليين، الذي ظهر جليًا خلال اللقاء الأول في البطولة الآسيوية؛ حيث شاهدنا نصرًا على الصعيد الفني والعناصري باهتًا ومختلفًا عن نصر الدوري القوي والمتمكن رغم ضعف ومحدودية قدرات فريق الوصل، الذي كان مستسلمًا ومتراجعًا بشكل كبير وغير متوقع، وهذا أمر خطير إذا لم تتنبه له إدارة النصر ومن قبلها الاتحاد السعودي لكرة القدم، فاليوم المتضرر نادٍ، وغدا سيكون المتضرر الأكبر منتخباتنا الوطنية بعد استحواذ وسيطرة اللاعبين الأجانب على أغلب التشكيلة الأساسية لكل فريق.
مشاركة :