كان هاندكه قد لفت الانتباه إليه قبل صدور روايته الأولى مطلع عام 1966، خلال اشتراكه في اجتماع لجماعة 47 في برينستون، وكان حينذاك وبعد قراءات لكتاب استمرت ساعات، تكلم هاندكه فأعرب عن اشمئزازه من كتاباتهم، وتلا كلمة مليئة بالشتائم الطويلة، تحدث فيها عن ضعف الوصف للكتاب، وكذلك تناول النقد الأدبي، فقال عنه "إنه سخيف مثل هذا الأدب السخيف". وقد كسر بتلك الكلمة "تابوها"؛ لأنه كان من المتفق عليه ألا تدبر جدالات أساسية حول الموضوعات الأدبية. فأساس الحوارات ينبغي أن يكون دائما النص المتناول لا جوهر الأدب في حد ذاته. ويظهر تسجيل صوتي أن هاندكه نجح في إثارة الضحكات والهمهمات والنداءات الجانبية، ورغم أنه كان يقصد بكلمته تلك بعض زملائه من بينهم جونتر جراس – كما تبين التعليقات اللاحقة- فإن نقده ذلك قد تمت إعادة صياغته وربما التلطيف منه بحيث ظل هاندكه عامة غير معترض على وجوده في الجماعة. فقد نقد هاندكه الأساس الأدبي ذاته، وأصبحت كلمته تلك موضوعا للنقاش في الأركان الأدبية في الصحف. وفي العام نفسه، قام المخرج كلاوس بايمان بتقديم مسرحيته الكلامية، شتم الجمهور على المسرح للمرة الأولى، ودام ارتباطه ببايمان كصديق ومخرج حتى اليوم. وقد احتفى نقاد المسرح بهذه المسرحية المثيرة الجديدة من نوعها. وحينذاك انطلقت شهرة هاندكه نهائيا ككاتب. وكذلك مسرحياته الكلامية التي كتبها من قبل وهي النبوءة وتأنيب النفس، فقد أخرجهما جونتر بيش، وعرضتا للمرة الأولى في أوبرهاوزن واستقبلهما النقاد بشكل إيجابي. وأصبح بيتر هاندكه في غضون شهور نجما شعبيا للمشهد الأدبي الألماني. وفي عام 1966، تلقت رفيقة هاندكه وزوجته اللاحقة الممثلة ليبجارت شفارتس عرضا للعمل في مسرحيات الجيب في دوسلدورف.
مشاركة :