قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الجمعة، إن رفض برلمان بلادها للاتفاق الذي أبرمته مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوروبي سيعني أن البلاد لن تغادر أبداً التكتل. وحذرت ماي، في خطاب في غريمسبي (شمال شرق إنكلترا)، النواب البريطانيين من أنه في حال رفضهم الاتفاق خلال تصويت حاسم الأسبوع المقبل، فإن بريطانيا "قد لا تغادر أبداً" الاتحاد الأوروبي. ويصوّت النواب البريطانيون الثلاثاء 12 مارس الجاري على الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع بروكسل، والذي قد يتضمن عناصر جديدة بعد جولة مفاوضات مقبلة نهاية هذا الأسبوع. وقالت ماي "الأسبوع المقبل، يواجه النواب في ويستمينستر خياراً صعباً: الموافقة على اتفاق بريكست أو رفضه". وتابعت "ادعموه وستنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أرفضوه ولا أحد يعرف ما الذي سيحصل". وأوضحت "قد لا نغادر الاتحاد الأوروبي إلا بعد عدة أشهر، وقد نغادر بدون الضمانات التي يوفرها لنا الاتفاق. وقد لا نغادر على الإطلاق". وأضافت "الجميع يريد أن ينتهي من الأمر وأن يتجاوز النقاشات ومرارة الجدل، وأن نخرج من الاتحاد الأوروبي بلداً موحداً مستعداً للنجاح في المستقبل". وإذا رفض النواب الاتفاق، "فلا شيء مضموناً"، بحسب ماي التي أضافت أن ذلك سيثير "أزمة". وفي حال خسارة ماي لتصويت الثلاثاء، يصوّت النواب الأربعاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق في 29 مارس الجاري. وفي حال رفض النواب خروجاً بدون اتفاق، يصوتون الخميس بشأن الطلب من الاتحاد الأوروبي تمديد المهلة. وقالت ماي أيضا "سيواجه النواب مباشرة بخيار آخر"، مضيفة "إما أن نغادر في 29 مارس بدون اتفاق. ولا أعتقد أن هذه أفضل نتيجة لبريطانيا أو الاتحاد الأوروبي. وإما أن نرجئ بريكست ونواصل الجدل بشأنه في ما بيننا ومع الاتحاد الأوروبي، وهذا ليس في مصلحتنا أيضاً". وتابعت "المزيد من الكلام لن يلغي واقع أن هناك أسئلة يجب الإجابة عليها". وصوت البريطانيون في استفتاء نظم في يونيو 2016 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. وطالبت رئيسة الوزراء البريطانية، الاتحاد الأوروبي بالقيام "بجهد إضافي" في المفاوضات بشان بريكست. وأعلن الاتحاد أكثر من مرة رفضه فتح إعادة التفاوض مع ماي. لكنه أعرب عن استعداده لتقديم بعض الإيضاحات خاصة حول المسألة الشائكة والحساسة المتعلقة بالحدود بين جمهورية إيرلندا (العضو في الاتحاد الأوروبي) وإيرلندا الشمالية التي هي جزء من المملكة المتحدة. وقالت ماي موجهة كلامها للاتحاد الأوروبي إن القيام "بجهد إضافي ضروري جداً". وكان مجلس العموم البريطاني رفض بأغلبية ساحقة الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي. وينص البرلمان على خطة لانسحاب بريطانيا من التكتل والعلاقات المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.