وسط حضور جماهيري لافت، انطلقت أمس الأول فعاليات مهرجان أبوظبي على مسرح «قصر الإمارات» برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، ومعالي خلدون المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية في إمارة أبوظبي، وهدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني للمهرجان. ويضيء المهرجان في دورته الـ16 على ثقافة العزم بالتزامن مع استضافة أبوظبي للأولمبياد الخاص العالمي لأصحاب الهمم. جاء حفل الافتتاح مع رائعة الباليه «جيزيل» التي قدمتها فرقة الباليه الكورية الوطنية على أنغام فرقة الأوركسترا الكورية السيمفونية احتفاء بثقافة دولة كوريا الجنوبية، ضيف شرف المهرجان هذا العام، علماً بأن قائمة الدول ضيوف الشرف السابقين في المهرجان ضمت كلّاً من الهند، السعودية، فرنسا، إيطاليا، أميركا، إسبانيا، المملكة المتحدة، بلجيكا، بولندا، لبنان، ومصر. تسامح وانفتاح تحدثت هدى كانو عن حضور المشهد الفني الكوري، لافتة إلى أنه يعكس العلاقات الراسخة بين دولتي الإمارات وكوريا الجنوبية، في جوانبها الثقافية والأدبية والفنية، إلى جانب العلاقات الدبلوماسية. وقالت إن المهرجان يرسخ دوره كمنصة التقاء بين البلدين الصديقين بما يعلي قيم التسامح والانفتاح على العالم، لاسيما أن اللوحات التي قدمتها فرقة الباليه على أنغام الأوركسترا تعكس ثراء الثقافة الكورية، وتفتح نافذة للجمهور في أبوظبي على إبداعات اثنين من أهم الفرق في آسيا، متضمنة فقرات راقصة، أنجزها مصمم الرقص الفرنسي الشهير «باتريس بارت»، في لقاء عالمي لجماليات الموسيقى والباليه والأداء. مبادرة عظيمة وأكد معالي بارك كانغ هو، سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الدولة، أن اختيار كوريا لتكون ضيف شرف مهرجان أبوظبي لهذا العام، يعد مبادرة عظيمة، خصوصاً أن العروض الفنية التي تم تقديمها أمس وأمس الأول تأتي للمرة الأولى إلى منطقة الخليج العربي لتمثيل الساحة الفنية والثقافية الكورية. وقال «آمل أن تساهم هذه المشاركة في تعزيز علاقات التعاون الثقافي بين دولتي الإمارات وكوريا». وصلات متفردة وعلى هامش العروض، تحدثت لـ«الاتحاد» المدير الفني لفرقة الباليه الوطنية الكورية «كانج سو جين»، وذكرت أنها تلبي دعوة أبوظبي بكل فخر لما سمعته عن العاصمة الإماراتية من احتضانها لأهم الأعمال الفنية على مستوى العالم. وأوضحت أن الوصلات المتفردة التي عرضت على المسرح، تم تصميمها خصيصاً لجمهور العاصمة، وروت فيها كيف ينتصر الخير على الشر في صورة معبرة، انسجاماً مع عام التسامح. وشرحت أن الفرقة التي تديرها تم تأسيسها عام 1962 كأول فرقة باليه محترفة في كوريا، واليوم تضم طيفاً متنوعاً من 90 مؤدياً من نجوم الباليه على المستوى الوطني. وحازت جوائز عدة من الولايات المتحدة وإيطاليا وروسيا والصين واليابان والهند وإندونيسيا ولاوس وكولومبيا وكندا. جسر تواصل وذكر قائد الأوركسترا السيمفونية الكورية المايسترو «تشانغ تشي يونغ»، أنه اختار 3 من أهم المعزوفات العالمية ليقدمها أمام جمهور مهرجان أبوظبي، وقال إن الموسيقى التي يحكى عنها كأهم جسور التواصل بين الشعوب، تلعب دوراً أساسياً في نقل ثقافة التسامح والتعايش. ومن هنا جاءت الزيارة إلى أبوظبي لتكلل هذا الانسجام، وتضع منصة رئيسة بين الشعبين الإماراتي والكوري لمزيد من التعارف والانفتاح من باب الثقافة والفنون. وقال يونغ إنه يقود فرقة من أهم العازفين الكوريين الذين تمرسوا على أيدي أهم الموسيقيين في العالم، ما يؤكد النهج الواعي الذي تسعى إليه بلاده في الارتقاء بمستواها الحضاري إلى أبعد الحدود، مشيراً إلى أنه سيزور قريباً جزيرة ياس للتوقف عند مدينة عالم فيراري التي سمع عن جمالياتها الكثير. سلام داخلي فيما أشار عازف البيانو «جاي هيوك تشو»، إلى أن النغمات التي تخرج مع كل معزوفة تعبر عن السلام الداخلي الذي يبحث عنه الجميع مهما اختلفت جنسياتهم. وقال إن الموسيقى دواء ساحر المفعول لا يضاهيه أي علاج آخر، لاسيما في ما يتعلق بالإقبال على الآخر، والتقرب من الثقافات الجديدة. وأبدى تشو إعجابه بالحفل الذي أحياه على مسرح «قصر الإمارات»، وبما لمسه من إصغاء لافت بين الحضور من نخبة مثقفي المجتمع، مؤكداً تقديره للإنجازات اللافتة التي تحققها الإمارات ذائعة الصيت على مختلف الصعد والمجالات، مضيفاً أنه يتطلع خلال إقامته في أبوظبي لزيارة جامع الشيخ زايد الكبير. أولمبياد ثقافي وقال بيتر ويلر، الرئيس التنفيذي للأولمبياد الخاص في أبوظبي «تتخطى الموسيقى والفنون كل الحدود، وتوفر فرصاً مميزة لأصحاب الهمم للتعبير عن أنفسهم، وتجربة الفرح، وبالتأكيد زيادة تقديرهم لأنفسهم». وذكر أن الألعاب العالمية لا تركز على الرياضة فقط، وإنما تشمل إقامة أولمبياد ثقافي للاحتفال بالدور المهم الذي يلعبه أصحاب الهمم في مختلف جوانب المجتمع. وأوضح أن مهرجان أبوظبي يعد صوتاً قوياً من أجل تشجيع المشاركة، ومن هنا جاء تمكين الموسيقيين من أصحاب الهمم لعرض مواهبهم غير العادية أمام جمهور دولة الإمارات. وتأتي رؤية مهرجان أبوظبي لتحفيز التبادل الثقافي العالمي والإبداع والابتكار في الفنون، وتعزيز سيمفونية الثقافات العالمية، وحوار الثقافات على أرض الإمارات، واحتفاءً بجمهورية كوريا ضيفة الشرف، لتضيء أمسيات المهرجان على الثقافة الكورية، وتبرز الإرث الثقافي والفني الهائل لهذا البلد. واحتفاءً بالأولمبياد الخاص للألعاب العالمية الذي سيقام في العاصمة الإماراتية، يتعاون مهرجان أبوظبي 2019 مع الألعاب الأولمبية الخاصة في كوريا لاستضافة حفل بعنوان «معاً للاندماج»، تحييه مجموعة مختارة من أصحاب الهمم من كوريا يوم 16 مارس على مسرح قصر الإمارات، تقوده مغنية السوبرانو الشهيرة سومي جو والحائزة جائزة جرامي. «ثقافة العزم» يحمل مهرجان أبوظبي 2019 شعار «ثقافة العزم» انسجاماً مع مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه «إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي.. هو القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها». جوائز المهرجان يقدم مهرجان أبوظبي جائزته سنوياً للشخصيات الأكثر إسهاماً في إثراء الثقافة والفنون حول العالم، وتُمنح الجائزة لعام 2019 إلى أسماء كبيرة وعالمية هي: الميتزو سوبرانو جويس دي دوناتو عن مسيرتها الفنية الحافلة في مجال الغناء الأوبرالي، أوريلي ديبون رئيسة الباليه في «دار أوبرا باريس» لإسهاماتها في هذا المجال، أكاديمية برينبويم لجهودها في مجال تعزيز الفنون، وللشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي، تكريماً لإسهاماتها الاستثنائية والمتميزة التي أثرت مكتبة الشعر في الإمارات. حفلات ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي يرحب عشاق فن الجاز الأميركي بالفنان وعازف البيانو جاستين كوفلين، مساء 11 مارس بمركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي. ويقام حفل «توسكا» للسير برين تيرفل ترافقه فرقة أوركسترا كامري بقيادة جاريث جونز والجوقة الويلزية الجمعة 15 مارس، وينضم له نجما الأوبرا كريستين أوبولايس وفيتوريو غريغولو.
مشاركة :