بالمسرح والموسيقى و التشكيل فنون الأحساء تستعيد (المريخي) في( ابتسامة لا تنطفي )

  • 3/9/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

( نحاصركم بمسرحيتنا وأوجاعنا .. همنا همكم .. هاجسنا هاجسكم .. غايتنا إسعادكم ) بهذه العبارة انطلق الممثل سلطان النوة من خلف المسرح مؤديدا مشهدا من مسرحية (النقيض) من تأليف المحتفى به في ليلة الوفاء لعبدالرحمن المريخي ( ابتسامة لا تنطفي ) حيث خرج النوه مع المخرج نوح الجمعان الذي جاء على لسانه من المسرحية ( نحاول الوصول إلى قلوبكم .. التوجه إلى قلوب الكل ..هاجس كل مسرحي ) و بمعية الفنانين : فهد المحسن و إبراهيم الجنوبي و بحضور وكيل محافظة الأحساء سابقا الأستاذ خالد البراك و وسط جمع غفير من محبي الفقيد وفي ليلة احتفاء برائد مسرح الطفل في المملكة والخليج تقديراً لدور المريخي الكبير في مسرح الطفل ، وعقب ذلك فيلم تعريفي بالفقيد ومسيرته الزاخرة بمحطات ثرية وتاريخية في المسرح خصوصا والكتابة عموما حيث أعد مادة الفلم سلطان النوه و مونتاج هاشم المقهوي و إرشيف يوسف الخميس و إشراف فني علي الشويفعي ، وأنصت الجمهور بشجن لأغنية ( ما أثّر عليك البرد ) في رثاء الكاتب المسرحي عبدالرحمن المريخي من كلمات الشاعر جواد الشيخ وألحان عبدالرحمن الحمد وغناء المطرب الشاب عباس بن صالح وتنافس الجميع محبة وتقديرا ووفاء لهذا الرمز الكبير الذي زرع محبته في نفوس الجميع من خلال ما قدم وأثناء إدارته لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء ، فذكر الأستاذ عبدالعزيز السماعيل عضو مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون أن المريخي من طالع نصوصه الخام و إستفاد من تجربة المريخي وآرائه النقدية ، وتحدث عن موضوع ريادة مسرح الطفل منحازا للمريخي ورابطا موضوع الريادة بالاستمرار والأثر لا البداية فحسب فقد كانت بدايات المسرح منذ فترة الخمسينيات من خلال ما كان يقدم في المدارس وتمثيل الطلاب ولكنها تجارب لم تستمر و لم تؤثر وتأسس لجيل مسرحي استمر الى غاية اليوم كما حدث مع تجربة المريخي ، وذكر الدكتور سامي الجمعان رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك فيصل ذكرياته مع الفقيد رحمه الله وبأنه تتلمذ على يديه منذ الطفولة ، ووضع الجمعان العاطفة جانبا في قضية الريادة مؤكدا أن هذا الموضوع يحتاج إلى أدوات علمية بإخضاع ذلك الى مجموعة من الباحثين ومرجحا في نفس الوقت ريادة المريخي وفق المعطيات التي يمتلكها بسبق المريخي واكتمال أدواته المسرحية فاحصا منجزه المسرحي الذي ذكر بأن لو تهيئة له نفس الظروف التي تهيئة لسعد الله ونوس لاصبح لدينا ونوس آخر وهو المريخي ،وقد كانت الامسية تحت إدارة المخرج المسرحي نوح الجمعان ، كما صاحب البرنامج وعلى خشبة المسرح رسم بورتريه للمحتفى به بابتسامته الخالدة التي أصبحت عنوانا للفعالية لتكون ( ابتسامة لا تنطفي ) حيث قدم الفنان علي العرفج لعائلة الفقيد في نهاية الحفل البورتريه بلون العرفج المعتمد على الحرف في الرسم في لمسة لما يمتلكه الفقيد من سحر على صعيد الفن والحرف ، فالمريخي لم يكن مخرجا مسرحيا فحسب بل كاتبا يمتلك لونا خاصا في الكتابة المنطلقة من توظيف الموروث والانطلاق به نحو رمزية عالية كما أوضح بذلك الدكتور سامي الجمعان معتمدا في كثير من نصوصه على السجع و النثر في بناء الحوار ما بين الشخصيات اما كمخرج فقد إنتهج منهج المدرسة البرختية وكسر الحاجز الرابع والتواصل مع الجمهور من مسرحية (ليلة النافلة) والتي شكلت البداية الحقيقية لمسرح الطفل بالمملكة والخليج و استمر نفس النهج في الكثير من العروض المسرحية مثل (الحل المفقود ) و (إحتفالية أبي تمام) و (حكاية ما جرى ) و (عّم جمل ) و (النقيض ) وغيرها الكثير من الاعمال ، ( العصافير تظل تصدح برغم قساوة القناص ، وتعانق الفراشات وهج الضوء برغم إحساسها بضراوة الاقتراب . من يزهر تحت بياض الشمس يمقت القبوع تحت عتمة الاحتضار ومن لامس أحلام الناس مرة يعشق الاقتراب من قلوبهم في كل مرة ) ولا شك أن المريخي سكن قلوب محبيه ، وأزهر وفاء وحبا ، وترك ابتسامته في المكان ترفرف كتغريد عصافيره العصي على الموت ، وكفرشاته التي تزين المكان في حصن ابتسامته المشعة دون لهب ، وفي نهاية الحفل قدمت زوجة المريخي (أم منذر) قصيدة شعرية تفيض بالذاكرة والشعور نحو عظم الفقد مقدمه شكرها لجمعية الثقافة والفنون بالاحساء على هذه اللفته الغالية والمهمة .

مشاركة :