بنبرة هادئة، وأسلوب راقٍ بعيدًا عن التكلف، ووجه تملؤه بسمة حانية، تبث فى النفس راحة وسكينة، كان يطل علينا الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوى مساء كل يوم بـ«حديث الروح» يخاطب الجميع، يشرح ويفسر فى تؤدة أحكام ديننا الحنيف.الشيخ طنطاوى الذى نالت منه سهام النقد، مرارًا نتيجة لفتاويه التى وصفها كثيرون بالمثيرة للجدل، وكانت أشهرها إصداره فتوى فى ٢٠٠٧ بإجازة جلد الصحفيين، الذين نشروا أنباء بشأن مرض الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بالإضافة إلى دعوته بعدم ارتداء طالبات الأزهر للنقاب، وغير ذلك الكثير من الفتاوى.وبعيدًا عن الفتوى كانت مصافحته لشيمون بيريز، الرئيس الإسرائيلى الأسبق، فى مؤتمر حوار الأديان بنيويورك نوفمبر ٢٠٠٨ سببًا فى الهجوم عليه.وتعود نشأة الشيخ طنطاوى إلى محافظة سوهاج، حيث ولد فى الثامن والعشرين من أكتوبر من عام ١٩٢٨، وحظى بمسيرة علمية مميزة، حيث نال شهادة «الليسانس» من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وهو فى الثلاثين من عمره، وتمكن من الحصول على الدكتوراه فى الحديث والتفسير عام ١٩٦٦.وانتقل فيما بعد للتدريس فى عدة جامعات بمصر وخارجها، حتى تولى منصب مفتى الديار المصرية فى ١٩٨٦ وبعد عشر سنوات أصبح شيخًا للأزهر.بقى فى منصب الإمام الأكبر حتى توفى فى مثل هذا اليوم العاشر من مارس ٢٠١٠ إثر نوبة قلبية داهمته بمطار الملك خالد بالسعودية، ودفن فى مقابر البقيع.
مشاركة :