نظم أنصار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان غوايدو تظاهرات اليوم السبت، في ظلّ تبادل اتهامات حول انقطاع للتيار الكهربائي شلّ البلاد. وبدأ التيار الذي انقطع الخميس، يعود الى غالبية أنحاء كراكاس وفي وسط شرقي البلاد، لكن المناطق الداخلية أمضت ليلة ثانية في الظلام. كذلك بدأت الاتصالات وشبكة الهاتف الخليوي بالعمل مجدداً، لكن المترو الذي ينقل يومياً حوالى مليوني شخص كان مغلقاً اليوم. وفي غياب الكهرباء وتوقف إمدادات المياه التي تؤمّنها المضخات الكهربائية للمباني، بات الوضع الصحي صعباً. وشهدت مستشفيات أوضاعاً يُرثى لها، لأن معظم المرافق من دون مولدات كهربائية. أما تلك التي تملكها فاحتفظت بها لحالات الطوارئ. وكان شخص يبكي أمام مستشفى في العاصمة، ابنة أخته (25 سنة) التي توفيت بعد توقف أجهزة التنفس الاصطناعي التي أبقتها حيّة. وخارج المشرحة الرئيسة في كراكاس، قال موظف: "لا نستطيع تلقي مزيد من الجثث" بسبب انقطاع التيار الكهربائي. غوايدو الذي اعترفت نحو 50 دولة بإعلانه نفسه رئيساً بالوكالة، كتب على "تويتر": "أدعو الشعب الفنزويلي الى التعبير عن رأيه بقوة في الشوارع، ضد النظام الفاسد والعاجز والمغتصب الذي أغرق بلادنا في الظلام". واضاف: "نعود الى الشوارع ولن نغادر حتى نحق هدفنا". في المقابل، حضّ مادورو مؤيّديه على المشاركة في مسيرات ضد الولايات المتحدة، وكتب على "تويتر": "الحرب الكهربائية التي أعلنتها الامبريالية وتشنّها على شعبنا، ستواجه هزيمة. لن يتمكن أحد من هزيمة شعب بوليفار وتشافيز. توحّدوا ايها المواطنون". ووصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو انقطاع التيار بأنه "عدوان متعمّد" من واشنطن، وأعلن "نشر" الجيش في مناطق لم يحددها. وذكرت الحكومة الفنزويلية أنها ستزوّد الأمم المتحدة "أدلة" على مسؤولية واشنطن عن انقطاع التيار الكهربائي. الى ذلك، أعلن المدعي العام الفيديرالي في مانهاتن اتهام وزير الصناعة الفنزويلي طارق العيسمي بالتحايل على عقوبات تفرضها وزارة الخزانة الاميركية وتتعلّق بتهريب المخدرات. واتهمت واشنطن العيسمي، الخاضع لعقوبات أميركية بعد تصنيفه ضمن لائحة للإتجار بالمخدرات عام 2017، بـ "استخدام موقعه في السلطة للانخراط في تجارة المخدرات الدولية" و"التحايل على العقوبات"، عبر استخدام طائرات خاصة تابعة لشركات أميركية، للسفر إلى روسيا وتركيا وجمهورية الدومينيكان. ووجّهت السلطات الأميركية أيضاً اتهامات جنائية إلى رجل الأعمال سامارك خوسيه لوبيز بيلو الذي فرض عليه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة عقوبات، بوصفه شريكاً للوزير، ضمن متهمين آخرين. ولفت الادعاء العام الى أن "العيسمي ولوبيز بيلو سيكونان مضطرين بدءاً من الآن الى التفكير مرتين قبل مغادرة فنزويلا، كونهما مطلوبين من العدالة في نيويورك". في غضون ذلك قال إليوت أبرامز، الموفد الأميركي المكلّف ملف فنزويلا، إن الولايات المتحدة وكولومبيا "لن تستخدما القوة" لإدخال مساعدات إنسانية إلى فنزويلا، بعدما منع الجيش الموالي لمادورو دخولها الشهر الماضي. جاء ذلك فيما اعلنت وكالة الهجرة الكولومبية أن بوغوتا ستتيح للفنزويليين عبور الحدود بجوازات سفر منتهية الصلاحية، بسبب صعوبة تجديد وثائق السفر في بلادهم.
مشاركة :