يُشكل مهرجان وادينا .. تراث واصالة ، الذي يُقام حالياً للعام الثالث على التوالي في محافظة وادي الدواسر ، بإشراف من مكتب هيئة السياحة والتراث الوطني بالمحافظة أهمية كُبرى في ترسيخ وتعميق الهوية الوطنية ، وتوثيق العرى بين ثقافتنا المعاصرة وتراثنا الاصيل . وخلال جولة قمنا بها في المهرجان شهدنا حرص أهل المحافظة على اعتزازهم بتراثهم وتوعيتهم للأجيال الناشئة بأهميته وهو ماجعلهم قادرين على صناعة مستقبلهم في كثير من الأمور ، حيث يؤكد رجل الأعمال ماجد حسن آل ناهش أن التراث يُعتبر رمزاً للهوية الإنسانية والمحافظة عليه تُعزز الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل ، وأن مثل هذا المهرجان من شأنه تعزيز التمسك بالتراث وتوعية الناس بالمحافظة عليه والعمل على مواجهة مايتعرض له من تهديدات بسبب الأمور الاجتماعية والاقتصادية والتنموية . واشار مبارك بن عوض آل مهنا وهو أحد المهتمين بالتراث الشعبي في المحافظة ، الى ان المحافظة على التراث ضرورة باعتباره شاهد أثبات على الهوية لأية أمة ، وأن التراث لايعني المباني والأبراج فقط بل يتعدى ذلك الى الفلكلور الشعبي للمحافظة والروايات والقصص والأساطير الشعبية ، ويؤكد أن من شأن مثل ذلك المهرجان ، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يًقام بالجنادرية كل عام أن ينشر مزيداً من الوعي خاصة لدى الأطفال والشباب بأهمية الحفاظ على التراث. ويرى محمد مرضي الدوسري الذي جاء بصحبة عائلته لزيارة المهرجان ، أن من شأن مثل تلك المناسبات نشر الوعي بقيمة التراث والعمل على ترسيخ قيمها في أذهان مختلف الطبقات الاجتماعية ، وإحداث لفتة نوعية للجمهور نحو التراث الوطني بإبراز قيمته التاريخية وإبراز مساهمات الآباء والأجداد وكفاحهم في تأسيسه وبنائه، وهو الأمر الذي يستدعي إعادة الاعتبار للتراث، وعدم اعتباره مجرد ترف ولهو ليس له قيمه، أو ليس له من فائدة ، ويدعو الى أهمية تنظيم المهرجانات والفعاليات التراثية، وإقامة البرامج والمشاريع التي تعنى بشرح مهن وحرف الأوائل وصناعاتهم اليدوية، وتمثيل ما مارسوه من مختلف الفنون الشعبية والسباقات والألعاب الشعبية.
مشاركة :