أكد لـ "الاقتصادية" مساعد العوهلي؛ نائب الرئيس التنفيذي للبوليمرات في شركة سابك، أن أسعار البتروكيماويات تشهد استقرارا خلال هذه الفترة، بعد الانخفاض الذي شهدته في الفترة الماضية متأثرة بانخفاض أسعار النفط، مضيفاً أن "أسعار البتروكيماويات ارتفعت مع النفط وانخفضت معه خلال فترات سابقة، ومع استقرار أسعار النفط خلال الأسابيع الماضية استقرت أسعارها". وقال العوهلي، على هامش المعرض السعودي للبلاستيك والصناعات البتروكيماوية 2015 والمعرض السعودي للطباعة والتغليف 2015، إن شركة سابك بدأت خطواتها في إنشاء مصانع لصناعة أنواع من البلاستيك المتميزة التي تدخل في صناعة الأنوار والمواسير والأجزاء الداخلية للسيارات، فيما ستبدأ العمل خلال سنة أو سنتين من الآن، مضيفا أن صناعة السيارات تتطلب عديدا من أنواع البلاستيك، حيث إن جزءا منها متوافر في المملكة وتنتجه "سابك"، وجزء آخر بما فيها المطاط ومنتجاته ستبدأ "سابك" في إنتاجه قريبا. وحول إمكانية إنشاء مصانع لتجميع السيارات في المملكة، بعدما بدأت "سابك" في إنتاج أنواع من البلاستيك تدخل في صناعة السيارات، أوضح العوهلي أن "سابك" تدخل في تصنيع البلاستيكيات التي بإمكانها أن تدخل في صناعة السيارات، لافتاً إلى أنه مع تنامي القدرة على دعم صناعة السيارات سيتمكن المستثمرون من أصحاب صناعة السيارات من الاستثمار في تجميع السيارات في المملكة. وفيما يتعلق بأسعار البتروكيماويات وانخفاضها خلال الفترة الماضية، بين أن "ما يجري في المنطقة الآن لا يعد كونه جزءا من الدورة الاقتصادية، حيث كان لأسعار النفط التأثير الأكبر في الفترة الحالية، لكن النفط دائما ما يشهد انخفاضا وارتفاعا إلى مستويات متفاوتة، وما يجري الآن ليس بغريب على أسعار النفط والدورة الاقتصادية". وأشار إلى أن "أسعار البلاستيك ترتفع وتنخفض عالميا، ولا يمكن أن نجد في منطقة معينة ارتفاعا في أسعار البتروكيماويات ومنطقة أخرى انخفاضا، إلا في حالة وجود فترة تصحيحية قصيرة، لكن من خلال النظر إلى مدى أشهر أو سنوات، دائما ما نجد الأسعار ترتفع وتنخفض جميعها على المستوى العالمي". وتابع أن "الوضع الاقتصادي نستطيع النظر له من عدة أوجه، وفي منطقة الخليج والمملكة القطاع الاقتصادي خاصة البلاستيك يعيش مرحلة متنامية ومزدهرة، حيث ينمو حجم الاستهلاك بما يعادل 6 إلى 7 في المائة سنويا"، مضيفاً أنه مقارنة ببقية دول العالم، تعد المنطقة من أعلى دول العالم في النمو، ليس تناميا في حجم المنتج والمبيعات فقط، بل كذلك من خلال التنوع في المنتجات. وأضاف العوهلي، أن الاقتصاد بشكل عام يمر بدورات اقتصادية، وتستمر الدورة من ست إلى ثماني سنوات، وخلال الدورة يتنامى الطلب ويصل إلى مستوياته، وتكون فيها الأسعار والأرباح مرتفعة، مستدركا أنه مع تنامي الطاقة الإنتاجية وتغير ديناميكية الطلب تنخفض الأسعار إلى أقل المستويات، وهنا يكون الربح والطلب ضعيفين. ولفت إلى أنه في منطقة الخليج يكون أغلب إنتاج البلاستيك من المنتجات العادية التي تفتقد التميز، مبيناً أن البلاستيك نوعان، نوع عادي يباع في تطبيقات عادية وفقاً للسعر الذي يصل إليه، ونوع آخر متميز في خواصه والقيمة المضافة إليه، ولا يباع بحسب العرض والطلب، إنما وفقاً لقيمة المنتج والخواص الفريدة فيه. وشدد العوهلي على أن "سابك" تشجع وتدعم المنتجين من أجل التوجه نحو منتجات بلاستيكية متميزة لها قيمة مضافة وتباع بأسعار أعلى، كما تتيح للمستثمرين تفادي الضرر الكامل للدورة الاقتصادية عند انخفاضها. وكان المهندس صالح السلمي، وكيل الوزارة لشؤون الصناعة، قد افتتح أمس فعاليات "المعرض السعودي للبلاستيك والصناعات البتروكيماوية 2015" و"المعرض السعودي للطباعة والتغليف 2015"، بحضور ومشاركة عدد من الشخصيات الرسمية ورجال الأعمال والمختصين، وأكثر من 300 عارض محلي ودولي من 19 دولة. وقال المهندس السلمي، إن "التسهيلات متوافرة في السعودية أكثر من أي دولة أخرى، ومنها تسهيلات الأراضي والكهرباء والخدمات والمياه وكل تسهيلات الدعم موجودة للمستثمر سواء المحلي أو العالمي". وحول مستجدات وزارة الصناعة لربط المصانع، قال إن هناك تعاونا مع وزارة الشؤون البلدية والقروية لترتيب هذه الأمور التي تخدم كل الأطراف. ويسهم المعرض السعودي للبلاستيك والصناعات البتروكيماوية 2015" و"المعرض السعودي للطباعة والتغليف 2015" في تسليط الضوء على الطفرة الصناعية والتجارية اللافتة التي تشهدها مدن المنطقة الغربية السعودية في هذه المجالات، إذ يعد هذان الحدثان الرائدان بمنزلة الوجهة المفضّلة لبناء العلاقات التجارية ومناقشة أحدث توجهات القطاع الصناعي والفرص المتاحة في المملكة وسائر دول المنطقة، في سبيل مواكبة الطلب المتنامي على أحدث المنتجات والحلول والتقنيات المتطورة في المجال. من ناحيته، قال شاكر أبو طالب، محرر المحتوى العربي للإعلام العالمي في شركة "سابك"، إن "الشركة تحرص على المساهمة في تنمية قطاع الصناعة في السعودية، من خلال مشاركتها في كل المناسبات والفعاليات التي من شأنها التطوير، ومن ضمنها المشاركة في المعرض السعودي للبلاستيك والصناعات البتروكيماوية 2015، كما نعتبر عملية التنمية والمساهمة فيها من واجبنا الوطني". وبين أن "المعرض السعودي للبلاستيك والصناعات البتروكيماوية 2015" يستعرض مجموعة من المنتجات التي تتضمن المواد الخام والكيماويات الأساسية والمركبات الأولية وأنظمة حقن البلاستيك وقوالب الصب والتشكيل ومنتجات الاستخدام الطبي والأنابيب البلاستيكية، وغيرها من المنتجات المتطورة. فيما يسلط "المعرض السعودي للطباعة والتغليف 2015" الضوء على مجموعة من أبرز المنتجات التي تشمل معدات ما قبل الطباعة وآلات التخييط وآلات التلميع وآلات القطع وبرامج ما قبل الطباعة وتقنيات الطباعة الرقمية المباشرة وتقنيات طباعة الشاشة الحريرية ومعدات التدقيق والورق ولوازم الطباعة، إضافة إلى كثير من التقنيات.