تبذل الدول الأوروبية جهوداً كبيرة لحلحلة أزمة إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا عشية لقاء يعقد اليوم في بروكسل بين موسكو وكييف في محاولة لحل النزاع حول ملف توريد الغاز. وبحسب "الفرنسية"، فقد تصاعدت اللهجة بين البلدين بعدما بدأت مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة الأسبوع الماضي مد المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين مباشرة بالغاز، لأن كييف توقفت عن ذلك. وهذا القرار أعاد الحرب على موارد الطاقة إلى الواجهة الدائرة بين البلدين منذ أن وصل إلى السلطة في كييف موالون للغرب قبل عام، ما أدى إلى وقف إمدادات الغاز لستة أشهر بين حزيران (يونيو) وكانون الأول (ديسمبر)، وأمام رفض شركة "نفتوغاز" الأوكرانية الاستمرار في دفع ثمن الكميات المطلوبة مسبقا، ألمحت غازبروم إلى أنها لن تتردد في وقف الإمدادات. ويعقد اليوم اجتماع بحضور ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، ونظيره الأوكراني فولوديمير ديمتشيشين، وماروس سيفكوفيتش نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بشؤون الطاقة في بروكسل في محاولة لتسوية هذا الخلاف. وكان وزير الطاقة الروسي هدد بأن بلاده يمكن أن تتوقف عن إمداد أوكرانيا بالغاز ما لم يتم تسديد الدفعة المقبلة المتوجبة على شركة نفتوغاز الأوكرانية، مضيفاً أنه بحسب معلومات غازبروم، فإن الجانب الأوكراني قام بتحويل 15 مليون دولار لكن هذا المبلغ لم يصل بعد إلى غازبروم. وأشار وزير الطاقة الروسي إلى أنه من المقرر أن يبحث خلال اللقاء مجمل المسائل المرتبطة بعلاقات روسيا في بروكسل، مشيرا إلى أن مسألة إمدادات الغاز الروسي للمناطق الانفصالية سيتم التطرق إليها حتما خلال الاجتماع. وكانت المفوضية الأوروبية عرضت في وقت سابق من الأسبوع المنصرم عقد اجتماع ثلاثي في بروكسل بحضور وزيري الطاقة الأوكراني والروسي، خوفا من أن تتأثر إمدادات الاتحاد الأوروبي في حال قطع الغاز الروسي عن أوكرانيا. وتصاعد التوتر حول الغاز بين روسيا وأوكرانيا بعدما باشرت مجموعة غازبروم الروسية تسليم الغاز مباشرة إلى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون بحجة أن كييف توقفت عن إمدادها. وتعتبر موسكو أن هذه الشحنات تدخل في سياق العقد، الذي أبرم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بين غازبروم ومجموعة نفتوغاز الأوكرانية إثر وساطة للمفوضية الأوروبية، ويترتب على كييف دفع ثمنها، وهو ما ترفضه الشركة الأوكرانية، مشيرة إلى أنه ليس لديها أي وسيلة للكشف عن كمية الإمدادات ووجهة استخدامها. وترفض كييف تسديد أي دفعة جديدة لشراء الغاز، إضافة إلى ما دفعته سابقا، فيما تؤكد غازبروم أن المبلغ المتبقي "غير كاف" للسماح بتسليم كميات جديدة بعد انتهاء الأسبوع. وحذر سيرجي كوبريانوف المتحدث باسم غازبروم من ذلك بقوله "نحن مستعدون لاستثناء مسألة تسليم الغاز إلى دونباس من المفاوضات الجارية مع نفوتغاز لكن إذا لم تصل الأموال في الوقت المحدد فسنوقف تسليم الغاز"، ويمر نحو 15 في المائة من إمدادات الغاز الإجمالية إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا.