الزيودي: 91 % من كوارث الـ 20 عاماً الماضية مرتبطة بتغير المناخ

  • 3/12/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: محمد علاء أكد الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن 91% من إجمالي الكوارث المسجلة في العشرين عاماً الماضية، والبالغ عددها أكثر من سبعة آلاف كارثة، مرتبطة بتغير المناخ. مضيفاً أن عام 2018، لم يكن أفضل حالاً، فقد أسفرت الكوارث التي شهدها عن وفاة أكثر من عشرة آلاف شخص، ليتجاوز بذلك المعدل السنوي للوفيات في السنوات العشرين السابقة.جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الأول لمؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات، أمس الاثنين في أبوظبي، برعاية سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، وتنظمه الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، تحت شعار «استشراف مستقبل الطوارئ والأزمات: قدرات وتحديات»، بحضور محمد أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، وعمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، والفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والفريق سيف عبدالله الشعفار، وكيل وزارة الداخلية، واللواء مكتوم الشريفي، المدير العام لشرطة أبوظبي، وسيف سلطان العرياني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والدكتور جمال الحوسني، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، وألكساندر خودولييف، النائب الأول لوزير الطوارئ - بيلاروسيا، والدكتور أنجيلو بوريللي، رئيس الدائرة الوطنية للحماية المدنية رئاسة مجلس الوزراء - إيطاليا.وأضاف الزيودي خلال كلمته، أن هذه الأرقام المُفزِعة توضح جانباً من المخاطر التي ينطوي عليها التغير المناخي، والأعباء الثقيلة التي يلقيها على كاهل الأجهزة المعنية بالطوارئ والأزمات، وتوضح في الوقت نفسه، الأرواح التي يمكن إنقاذها، والمكاسب الضخمة التي يمكن أن تنجم عن السيطرة على التغيرات المناخية وفق الأهداف الطموحة لاتفاق باريس.وأضاف: في تقريره عن «الخسائر الاقتصادية والفقر والكوارث من 1998 إلى 2017»، يُقدّر مركز أبحاث علم أوبئة الكوارث التابع للأمم المتحدة، الخسائر الاقتصادية المباشرة للكوارث بأكثر من 2900 مليار دولار، خلال الفترة التي يغطيها، ولا شك أن الحلول المبتكرة والتقنيات الحديثة، وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيكون لها دورٌ مهمٌ ومؤثرٌ في الجهود الدولية الرامية لتحقيق ذلك الهدف.وأكمل: نحن في دولة الإمارات لم نشهد الكثير من الظواهر المناخية المتطرفة، ولكننا ندرك، من واقع الدراسات التي نقوم بها، احتمالات حدوث ذلك في المستقبل، وحجم المخاطر التي يمكن أن تترتب عليها خاصة بالنسبة للمناطق الساحلية، التي تحتضن معظم السكان والأنشطة الاقتصادية والحيوية في الدولة، ولذلك فإن جانباً مهماً من جهودنا للحد من العوامل المسببة للكوارث الطبيعية، ينصبّ على التعامل مع تغير المناخ، تخفيفاً وتكيّفاً.وقال: التغير المناخي هو السبب الرئيسي فيما نشهده من كوارث كبرى، ولكنه ليس السبب الوحيد لحدوثها، ولذلك فإن جهودنا لا تقتصر على هذا الجانب، بل تمتد لتشمل كل الجوانب الأخرى كتفشي الأمراض والأوبئة، والأمن البيئي والبيولوجي والغذائي والمائي، وأمن الطاقة، وإدارة الحشود، وأمن المعلومات وغيرها، ولدينا في دولة الإمارات، خطط تغطي جميع مراحل إدارة الطوارئ والأزمات، بل يمكن القول إن تدابير التحوط والاستعداد والاستجابة والتعافي في حالات الكوارث والأزمات، تمثل جزءاً أساسياً في فلسفة إدارة المشاريع الحكومية والخاصة بدولة الإمارات.وتابع: في وزارة التغير المناخي والبيئة، لدينا الكثير من الخطط، من بينها: مكافحة الملوثات البحرية، ومكافحة الأمراض الحيوانية، والخاصة بالاستجابة للآفات الزراعية، والنظام الوطني للإنذار السريع للأغذية، وأنظمة إدارة الصحة والسلامة والبيئة، فضلاً عن خطط مراقبة البيئة البحرية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والأقمار الاصطناعية، بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي)، واستخدام التقنيات الحديثة كالطائرات من دون طيار لمراقبة الوضع البيئي في المناطق الصناعية ذات الطبيعة الخاصة، كالمحاجر والكسارات ومصانع الأسمنت. وسوف يعزز «مختبر الذكاء الاصطناعي» الذي أطلقناه في سبتمبر/‏ أيلول الماضي، قدراتنا في رصد الظواهر المناخية وجودة الهواء ونوعية مياه البحر.فيما قال الدكتور جمال الحوسني: إن العالم مضطرب، وأحداث تتسارع وظواهر تزداد حدة وقوة تهدد بدمار وإزهاق للأرواح وتشريد مدن وقرى، هذا هو عالمنا اليوم من جراء الكوارث والأزمات، ولا نتوقع لهذا الواقع أن یهدأ، بل یجب أن نجهز أنفسنا لظواهر قد تكون أشد عنفاً وأكبر تأثیراً وأسرع وتیرة.وأضاف: إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، عملیة شاملة ودقیقة تتطلب التخطیط الصحیح والجاهزیة القصوى، للحد من تداعيات الأحداث، واستشراف المستقبل هو المحرك الرئیسي لهذه العملیة، لذا فإن دراسة العوامل والمؤثرات والمتغیرات للسنوات القادمة ونمط حدوث الكوارث والأزمات خلال السنوات الماضية والتوقع الصحيح واستشراف تداعيات الأحداث، یؤدي بنا إلى التخطيط الصحيح وبناء القدرات والاستعداد الأمثل.وتابع: نحن في دولة الإمارات نرى في استشراف المستقبل، العنصر الأساسي في جمیع الاستراتيجيات والمبادرات في الإدارة الحكومیة، وكذلك في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، عبر عملیة شاملة یشارك فیها جمیع الخبراء والمهنیین والمفكرین لاستشراف التهدیدات ووضع الآلیات للمخاطر والخطط الإستراتیجیة المناسبة لمنع حدوثها والحد من تداعیاتها والتعامل الأمثل معها.وقال أليكساندر خودولييف، إن إدارة الطوارئ في بيلاروسيا، مركزية، وهي مسؤولة عن 7 أقاليم ولديهم مراكز خاصة للاستجابة لحالة الطوارئ بمختلف المستويات تشمل حماية المناطق المدنية والتعليم الذي يعتمد على تقديم العون وتقليل زمن الاستجابة.وبيّن أن تنفيذ الخطط في كل مرحلة وتنفيذ البرامج والمبادئ، توصل جميع الفرق إلى وضع خطط عمل لمجابهة هذه الأحداث وتقليل الخسائر وأعداد المصابين كما تنفذ استراتيجية دقيقة لتلقي الحالات الخطرة والطوارئ والتأكد من صحتها. مستشارون: فرصة الإمارات كبيرة لقيادة التحضر العمراني العالمي أكد مستشارون في الطوارئ، خلال الجلسة الأولى «السياسات والأطر للحد من مخاطر الكوارث»، أن دولة الإمارات لديها فرصة كبيرة للاستدامة الكبيرة وأن تقود التحضر العمراني العالمي. مضيفين أن الإمارات لديها بنية تحتية من طرق ومستشفيات، تؤهلها لذلك لكي تمنع وتقلل المخاطر المستقبلية.وقالت كيرسي مادي، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، إن الأمم المتحدة جاهزة لدعم جهود دولة الإمارات في هذا الجانب، لافتاً إلى أن تحقيق الأمن والاستعداد للمخاطر والكوارث، أمر لابد منه لا يمكن المساومة عليه، ولا يمكن أن نكون متخلفين عن هذا الركض.وأضافت أن هناك تفاعلات بين التغيير المناخي، حيث نرى هذا التوسع العمراني والزيادة السكانية وعدم الاستقرار الجيولوجي.ولفتت إلى أن الكوارث والأزمات خلّفت خسائر تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار منذ عام 1998 وأثّرت في نحو 50 مليون شخص، والرقم يتضاعف من حين لآخر.وقال جون هاميلتون مستشار بإدارة الطوارئ بنيوزيلاندا، إن هناك الكثير من المخاطر في بلده، خاصة غرب الهضبة الأسترالية التي تؤثر في الجزيرة النيوزيلاندية، مضيفاً أن نيوزيلاندا لديها عدد من الخبرات من التعامل مع الأزمات، وخصوصاً تسونامي الذي يأكل الأخضر واليابس حيثما وجد، ويؤثر في الطرق والكهرباء والصناعات.وقالت فاطمة العطار، مستشارة ومديرة مكتب اللوائح الصحية الدولية بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، إن الإمارات من الدول التي تستشرف المستقبل وتخطط لوضع خطط مستقبلية، مشيرة إلى خطر الهجمات الإلكترونية التي هاجمت بعض أجزاء من الدولة، التي تطلّب وجود بنية تحتية لحمايتها من هذا الخطر.ولفتت إلى أن المنظمات الدولية، عجزت عن توفير الأسس الصحية البسيطة التي لا غنى عنها، وقد تكون أكثر فاعلية من اللقاحات المكلفة، مثل غسل اليدين وطرق الوقاية الأخرى. وإشراك المجتمع وتدريبه على كيفية التصرف أثناء الطوارئ باعتباره أمراً مهمّاً. علي خليفة: أجهزة أمنية مؤتمتة لأول مرة في «إكسبو دبي 2020» استعرضت الجلسة الثانية والأخيرة لفعاليات اليوم الأول للمؤتمر، تجارب عالمية مهمة، ومنها التجربة الإيطالية والدروس المستفادة من استضافتها لمعرض «أكسبو ميلان 2015»، واستعدادات «إكسبو 2020» في دبي، وانسيابية الحشود في موسم الحج.وقال العقيد علي الغيص، رئيس الأمن لمكتب إكسبو 2020 في اللجنة الأمنية لفعاليات دبي، إن التجربة في دبي مرت عليها الكثير من التحديات، حيث تمت الاستفادة من التجربة الإيطالية والتجارب الأخرى. مضيفاً أنه دائماً ما نستفيد من الآخرين، فالتحديات التي تواجه الفعاليات الكبرى ليست غريبة أو جديدة علينا في الدولة، لجنة الفعاليات مستمرة منذ عملها في 2004 وفيها جميع الأعضاء الذين لهم دور إيجابي في إنجاح أي فعالية.وقال إن اللجنة بصدد إضافة أجهزة أمنية مؤتمتة بشكل كامل، لأول مرة في العالم، في المعرض. مشيراً إلى أنه من المتوقع زيارة نحو 25 مليوناً للمعرض، 70 % منهم قادمون من خارج الدولة. ويفتتح في 20 أكتوبر/‏ تشرين الأول 2020 وينتهي في 10 إبريل/‏ نيسان 2021، وتعقد 60 فعالية على مدار 173 يوماً.ولفت إلى أن العام الحالي 2019، سيشهد الانتهاء من المرحلة الرابعة للمشروع، وهناك تحديات تتعلق بتوفير الاحتياجات لهذا الكم من الأفراد الذي سيحضر يومياً، مثل الحاجة إلى تدوير 171 طناً من النفايات يومياً، وتوفير 500 ألف وجبة طعام، يومياً وتوظيف 30 ألف عامل.وبيّن أن أكبر تحدٍّ، هو مفاهيم المعرض الثلاثة، الاستدامة والتنقل والفرص. ولجنة الأمن تعمل مع 40 لجنة أخرى.وقال بييرو قالي، المدير العام لإكسبو 2015 في إيطاليا، إن أبرز التحديات التي واجهت إيطاليا عند استضافة المعرض، الهجمات الإلكترونية التي قدرت بنحو مليارين. مشيراً إلى أن المعرض استقطب نحو 25 مليون زائر من 144 دولة.وقال: التحديات تمثلت في الاستعدادات؛ حيث إن 25 مليوناً، عدد ضخم بالنسبة إلينا، وكنا نخطط الكثير والكثير لاستضافة هذا الحدث. وتأمين الطلاب والأطفال أيضاً، من أهم التحديات حيث كان يتردد على المعرض نحو 44 ألف طالب يومياً.وقال العميد هاني النابلسي، الخبير في إدارة الحشود والسلامة السعودية: إن الحشود البشرية التي تحضر في موسم الحج، من أكبر الحشود البشرية، وتزداد يوماً بعد يوم؛ حيث إن أكبر تحدٍّ، يواجهنا هو المساحة والزمن، حيث أدى مناسك الحج العام الماضي نحو مليوني حاج من 184 دولة، وكانت 37% منهم أعمارهم فوق ال60، وثلث الأعداد يحتاج إلى رعاية طبية.ولفت إلى أن من أقوى التحديات أن 36% من الحجاج أميّون، وتكون ثقافاتهم محدودة ويصعب التعامل معهم، فيتطلب الأمر وجود عنصر بشري مدرب مؤهل لمساعدتهم وتوجيههم نحو أداء المناسك بسهولة ويسر وسلامة.

مشاركة :