بدأت رئيسة الوزراء البريطانية ليل الإثنين في ستراسبورغ محادثات حاسمة مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لمحاولة إنقاذ اتفاق بريكست، عشية تصويت جديد لمجلس العموم البريطاني على الاتفاق الذي توصلت اليه تيريزا ماي مع بروكسل. وتأتي زيارة ماي لستراسبورغ بعد مساع بذلها في نهاية الأسبوع مسؤولون بريطانيون لضمان الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي على أمل إقناع النواب البريطانيين بتأييد الاتفاق. واستقبل كل من يونكر وكبير مفاوضي الاتحاد الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه ماي التي تجري آخر محاولة لتعديل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/نوفمبر.وكان مجلس العموم البريطاني رفض في كانون الثاني/يناير بغالبية كبيرة الاتفاق الذي يتوقّع ان يواجه الثلاثاء المصير نفسه ما لم يتم إدخال تعديلات كبيرة عليه. ويرفض الاتحاد الاوروبي إعادة التفاوض بشأن "شبكة الأمان"، الإجراء الوارد في اتفاق بريكست بهدف تفادي عودة الحدود فعليا بين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية، لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت إن التكتّل قدم عرضا في نهاية الأسبوع.وقال رئيس هيئة بريكست في البرلمان الأوروبي غي فيرهوفشتاد إنّ رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني سيلتقي ماي. وأعلن فيرهوفشتاد عبر تويتر "آمل في تحقيق تقدّم إذا أمكن، إذ إن بريكست من دون اتّفاق سيكون كارثيا". وتابع "سنقف بجانبإيرلندا والحاجة لحامية اتفاق الجمعة العظيمة"، في إشارة إلى اتفاق السلام في إيرلندا الشمالية الموقّع في عام 1998. وبددت بروكسل اي أمل في التوصل إلى حل وسط بشأن بريكست الاثنين، معتبرة أنها قدمت تنازلات كافية، وأن الأمر متروك الآن للبريطانيين لاتخاذ الخطوات اللازمة لكسر الجمود. وصرّح كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست الإثنين لوكالة فرانس برس أن الاوروبيين قدموا مقترحات لإخراج مباحثات بريكست من المأزق وأن المفاوضات باتت الآن بين الحكومة والبرلمان البريطانيين. وفي دبلن، أكد وزير الخارجية الايرلندي أن ماي تتوجه إلى ستراسبورغ في "محاولة لإنجاز" تسوية حول بريكست تتيح إقرار النواب البريطانيين لاتفاق الخروج من الاتحاد الاوروبي الثلاثاء.ومن برلين قالت المستشارة الألمانية إن الاتحاد الأوروبي قدّم "في نهاية الأسبوع عددا كبيرا من المقترحات" لإضفاء مزيد من الوضوح" بشأن شبكة الأمان. وقالت ميركل "لقد قدمنا لبريطانيا عرضا مهما وبالطبع بات الآن على بريطانيا أن ترد على هذه العروض". وقد أثارت الزيارة المتأخرة مخاوف لدى النواب البريطانيين الذين اشتكوا من عدم توفر الوقت الكافي للتدقيق في أي اتفاق يمكن أن توافق عليه ماي قبل التصويت الثلاثاء.
مشاركة :