السرطـان: يمكن الوقاية منه في 90 % من الحالات

  • 3/12/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

السرطان أحد أهم عوامل الوفاة إضافة إلى أمراض القلب والشرايين وحوادث السيارات. تقوم الوكالة العالمية لأبحاث السرطان بتقييم الوضع الصحي وتسجيل حالات الإصابة بالسرطان سنويا حول العالم موضحة الحالات المتوفاة منها فعلى سبيل المثال كان العدد المقدر للإصابة بالسرطان خلال عام 2018م 18078957 حالة في حين تشير التقديرات إلى أن حالات الوفاة بسبب ذلك بلغ 9555027 وفاة. الخلية هي وحدة تكوين أي عضو من أعضاء الجسم البشري. يحكم نمو هذه الخلية وتكاثرها ضوابط ومعلومات يتم بثها من الجينات والمورثات وفي حالة اختلال هذه الضوابط فإن الخلايا تبدأ في التكاثر العشوائي وغالباً لا تصل إلى مرحلة النضج بمعنى انها لا تؤدي وظيفتها الطبيعية بل على النقيض من ذلك تقوم بغزو الخلايا والأنسجة السليمة المحيطة بها لتقوم بتدميرها وفي أحيان أخرى يتم انتقال تلك الخلايا المدمرة الى مناطق أبعد في الجسم عن طريق الدم لتقوم بغزو أعضاء أخرى والتأثير سلباً عليها بنقل عدوى التكاثر العشوائي. هذا ما يعنيه مرض السرطان أو الأورام الخبيثة عكس الأورام الحميدة التي لا تغزو الأنسجة المحيطة بها ولا تنتقل الى مهاجمة أجزاء أخرى من الجسم. الأسباب تتفاوت أسباب حدوث تلك الاورام بين عوامل جينية والتي تمثل حوالي 10٪ من الحالات وبين عوامل بيئية وتشكل حوالي 90٪ من مجمل حالات السرطان ومن تلك العوامل الخارجية: السمنة 30 - 35٪، الالتهابات والعدوى 15 - 20٪، الاشعاعات، الضغط النفسي، التدخين، عدم ممارسة الرياضة. الكيميائيات تعمل بعض الادخنة على تكوين طفرة على شريط الحمض النووي DNA وبالتالي تؤثّر تلك الطفرة سلبا -تغير في ذلك الشريط- باعطاء معلومات خاطئة الى الخلايا وتحفيز نموها بشكل عشوائي ومرضي، ويشكل دخان السجائر أهم تلك المؤثرات حيث يتسبب في أكثر من 90٪ من سرطانات الرئة. عقود من الابحاث والدراسات أثبتت علاقة وطيدة بين دخان السجائر واورام الرئة، البلعوم، المثانة، المعدة، الكلى والمريء. يحتوي دخان السجائر حوالي خمسين مادة مسرطنة. وهي لا تشمل بخطورتها المدخن فقط بل ايضاً كل من يصل هذا الدخان الى رئتيه من المحيطين حوله خاصة الاطفال والنساء الحوامل.ويعتبر التبغ المسؤول عن ثلث وفيات السرطان بالدول المتقدمة. توجد بعض العوامل الأخرى والتي تدخل بمسمى المسرطنات ولكنها ليست من مسببات طفرات شريط الحمض النووي DNA ومثال ذلك الكحول التي تؤثر على انقسام الخلايا بشكل مباشر. الإشعاعات تساهم الإشعاعات التي نتعرض لها بشكل يومي في نشوء بعض انواع السرطانات وخاصة التعرض الطويل للاشعة فوق البنفسجية من خلال اشعة الشمس حيث يؤدي التعرض المستمر والمباشر لها الى التسبب في ظهور بعض انواع سرطانات الجلد أو ما يدعى «الميلانوما». كما ان التعرض لجرعات عالية ومتكررة لاشعة X وخاصة من خلال الفحص المتكرر بـCT scan او ما يسمى الاشعة المقطعية يساهم في نشوء مثل تلك الأورام. الالتهابات والعدوى قد تظهر الأورام نتيجة مضاعفات بعض الالتهابات. تتسبب الفيروسات في حوالي 20٪ من السرطانات حول العالم. أمثلة ذلك كثيرة منها «بابيلوما فايرس» والذي يتسبب في سرطان عنق الرحم وقد استحدث مؤخراً لقاح له حيث أقرت منظمة الغذاء والدواء الاميركية هذا اللقاح في عام 2006م كما نصح مركز الوقاية من العدوى بإمكان استعمال هذا اللقاح بحد أقل لمن هن في عمر التاسعة وبحد أقصى لم هن في عمر السادسة والعشرين. فيروس التهاب الكبد الوبائي «بي» و»سي» يؤدي الأول في حالة الالتهاب المزمن الى سرطان الكبد فيما نسبته 0.47٪ سنوياً من مجمل المرضى الحاملين لهذا الفيروس فيما يؤدي التهاب الكبد الوبائي من النوع «سي» الى الاورام السرطانية في الكبد بما نسبته 1.4٪ سنوياً من مجموع المرضى الحاملين لهذا الفيروس. كذلك قد يؤدي الالتهاب بفيروس «ايبيستين بار» إلى الاصابة بـ»الليمفوما»، ومثال آخر على تسبب بعض الالتهابات في الاصابة بالسرطان فيروس نقص المناعة «الايدز» والذي يؤدي الى أورام متعددة منها «كابوسي ساركوما». التهاب قرحة المعدة بالبكتيريا أو ما يعرف بـ»جرثومة المعدة» يجعل هذه القرحة المزمنة عرضة لتغيرات سرطانية. الوراثة هناك بعض الأورام التي قد تنتقل من جيل الى آخر بسبب خلل في الجينات او الجهاز المناعي ومن ذلك: سرطان الثدي: يؤدي الخلل أو الطفرة في الجين المسمى BRCA1، BRCA2 الى ارتفاع معدل ونسبة احتمالية الاصابة بأورام المبيض والثدي. سرطان القولون: يترافق مع خلل في الجين المسمى APC. متلازمة داون: هم اكثر عرضة لظهور سرطان الدم. الوقاية البعد عن العوامل المؤدية لظهور المرض والتي يمكن تجنبها مثل السمنة والتدخين كفيل بأن يحمي الجسم البشري بإذن الله بنسبة كبيرة من السرطان. ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة 30 دقيقة ولو كانت رياضة خفيفة كالمشي من العوامل المساعدة في الوقاية. من خلال دراسة أجريت في بداية هذا العام 2010م رجحت النتائج أن استهلاك الفواكه والخضار تأثيرها بسيط في الوقاية من السرطان. الغالبية العظمى من أسباب السرطان لها علاقة بعوامل خارجية وخاصة بعاداتنا اليومية وغذائنا. لذا فالسرطان مرض يمكن باذن الله الوقاية منه بنسبة كبيرة. تجنب التدخين يحمينا من سرطان الرئة والحنجرة. ممارسة الرياضة بشكل منتظم له دور في الوقاية من سرطان القولون. تجنب السمنة ايضاً يساهم في انخفاض معدلات الإصابة بسرطان الثدي والقولون. الغذاء تتفاوت الاصابة بالسرطان وبنوع المرض من بلد الى بلد، ففي اليابان تكثر الإصابة بسرطان المعدة أما في الولايات المتحدة الاميركية فيصاب كل سنة 40 ألف مريض بالسرطان ويشكل سرطان القولون النسبة الاكبر مقارنة ببلدان اخرى. وتسجل السعودية 8 آلاف اصابة جديدة ويعزى التفاوت في نوع المرض الى نوعية الغذاء المستهلك في كل بلد والعادات اليومية المتبعة. تشير الدراسات الى وجود ارتباط بين تناول اللحوم والاصابة بسرطان القولون، في حين أن تناول القهوة يترافق مع انخفاض في حدوث سرطان الكبد. إحصاءات في عام 2004م كان عدد الوفيات بسبب السرطان حول العالم حوالي 8 ملايين، ما يقرب من مليون ونصف المليون بسبب سرطان الرئة، 800 ألف بسبب سرطان المعدة، 650 ألفاً بسبب سرطان القولون، 600 ألف وفاة بسبب سرطان الكبد، حوالي 500 ألف وفاة بسبب سرطان الثدي. وكان ما يقرب من 30٪ من تلك الحالات يمكن تجنب الإصابة بها بإذن الله من خلال تجنب العوامل المسببة للسرطان والمذكورة آنفا. العلاج والأبحاث منذ بداية الحرب على السرطان وبدءاً من عام 1971م أنفقت الولايات المتحدة الأميركية ما يزيد على 200 مليار دولار على ابحاث السرطان، وبالرغم من ذلك فإنه لم يحدث انخفاض كبير في وفيات السرطان وتبقى الوقاية خير من العلاج. حمانا الله وإياكم من كل مكروه.

مشاركة :