في زيارته الأولى منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية في عام 2013، والتي ستستمر ثلاثة أيام، استقبل وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني الرئيس الإيراني، حسن روحاني، والذي عبّر عن تصميم بلاده على تعزيز العلاقات مع العراق. وكان التلفزيون الإيراني الرسمي نقل عن روحاني قوله إن طهران مهتمة جداً بتعزيز علاقاتها مع العراق، لاسيما التعاون في مجال النقل والطاقة والصناعة والزراعة، مشيراً إلى أن روحاني حمل في جعبته عدداً من المشاريع المهمة والتي سيبحثها خلال الزيارة. وفي هذا السياق بيّن الكاتب والباحث سلام البناي لـ"العربية.نت" أن زيارة روحاني لبغداد ستكون حافلة بتوقيع اتفاقيات معظمها تعسفية بالنسبة للجانب العراقي، مشيراً إلى أن توقيت الزيارة في هذا الظرف جاء كون العراق يعتبر المتنفس الوحيد للاقتصاد الإيراني في العالم الذي طبق معظمه العقوبات الاقتصادية على طهران. وأضاف البناي أن الزيارة لن تكون مثمرة بالنسبة للعراق كمثيلاتها من الاتفاقيات السابقة، مشيراً إلى أن العراق سيجني المزيد من غسيل الأموال والمخدرات. وتابع البناي أن إيران تربح من العراق بالمجان، بينما تربح الصين الملتزمة بالعقوبات من طهران مليارات الدولارات سنوياً ثمن تحويلاتها المالية غير الرسمية، كما أن بكين وافقت على اعتماد العملة المحلية بدلاً من الدولار في تعاملها مع طهران، مقابل رفع التبادل التجاري بين البلدين من 17 إلى 37 مليار دولار. ويشار إلى أن مجلس الوزراء الإيراني كان بحث في جلسة سبقت زيارة روحاني للعراق، التعاون في المجالات السیاسیة والاقتصادیة والعلمیة والثقافیة مع العراق، ووفقاً للمصادر فإن الاجتماع الوزاري أيضاً بحث تنفیذ مذكرات التعاون السابقة، والتوافقات المبرمة بین الجانبین. من جانبه، أوضح المحلل السياسي، هشام الهاشمي، أن زيارة الرئيس الإيراني للعراق جاءت تشجيعاً منه للتحايل على العقوبات الأميركية، لرفع مستوى إنعاش القطاعات السياحية والاقتصادية إلى مستوى 20 مليار دولار سنوياً. وأضاف الهاشمي، كما أن روحاني يبحث عن كسب تعاطف المكون الشيعي العراقي، من خلال لقاءات قد تتوج بلقاء محتمل مع المرجع الشيعي علي السيستاني. ويذكر أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي سبق زيارة روحاني لبغداد، عبّر خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم عن شكره للعراق لرفضه العقوبات الأميركية ضد بلاده.
مشاركة :