يعتزم المعارض الفنزويلي ورئيس البرلمان خوان غوايدو الاثنين الاستفادة من العطل الكهربائي الهائل الذي يغرق فنزويلا في الفوضى منذ ثلاثة أيام، لدعوة البرلمان إلى التصويت على إعلان حالة الطوارئ على أمل أن يسهل ذلك إدخال المساعدات الإنسانية. وأعلن غوايدو الأحد «سأطلب الاثنين من الجمعية الوطنية إعلان حالة الطوارئ لإتاحة دخول المساعدة الإنسانية للبلاد ما سيسمح بطلب مساعدة دولية». وأضاف «يجب أن نتصدى الآن لهذه الكارثة». وعاد التيار الكهربائي الأحد إلى بعض أحياء كراكاس بعد عودة قصيرة السبت والجمعة لمرتين ولفترة محدودة. من جهته، حث غوايدو الناس على النزول إلى الشوارع «لأن هذا النظام يترك الفنزويليين يموتون» ودعا القوات المسلحة إلى التوقف «عن حماية الدكتاتور» في إشارة إلى الرئيس نيكولاس مادورو. ويشلّ هذا العطل الذي وقع الخميس الحركة في البلاد المحرومة من الكهرباء والمياه ووسائل النقل والاتصال، ويواجه السكان صعوبات إضافية بالتزود بالمواد الأساسية. مساعدات عالقة لا يزال 250 طناً على الأقل من المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية غالبيتها من الولايات المتحدة مخزّنة عند حدود كولومبيا والبرازيل مع فنزويلا. وفي 23 فبراير منعت الحكومة الفنزويلية دخول المساعدات معتبرة أنها غطاء لمحاولة تدخل عسكري أميركي في البلاد. وبحسب منظمات غير حكومية، توفي بسبب انقطاع الكهرباء حتى الآن 15 مريضاً في المستشفيات التي لا تمتلك إلا قلة منها مولّدات كهرباء. لكن في غياب أرقام رسمية ووسائل تواصل، من المستحيل معرفة ما الذي يجري تحديداً. واستنكر مادورو «هجوماً إلكترونياً» جديداً في «حرب الكهرباء» التي تقودها وفق ما قال الولايات المتحدة. وأكدت الحكومة أنها ستزود الأمم المتحدة بـ»أدلة» تثبت تلك الاتهامات. ورأى غوايدو أن تلك الاتهامات هي عبارة عن سيناريو «هوليودي»، معتبرا أن السبب الحقيقي للعطل هو نقص في الصيانة والاستثمار في الشبكة الكهربائية التي أممت عام 2007. وفي بيان، رأت 11 دولة من الدول الـ14 لمجوعة ليما أن «الحكومة غير الشرعية التي يقودها مادورو هي المسؤولة حصراً عن هذا العطل في الشبكة الكهربائية في فنزويلا». وتتضمن مجموعة ليما 13 دولة من أميركا اللاتينية والكاريبي، بالإضافة إلى كندا. الدولار فقط وفي العاصمة، لا تقبل المتاجر القليلة التي فتحت أبوابها سوى الدولار، وبسبب التضخم باتت العملة المحلية الموجودة قيد التبادل غير كافية لشراء سلع أساسية أصبح سعرها يساوي رقماً بثلاثة أصفار. وللتأقلم مع هذا التضخم، درج الاعتماد على الدفع الإلكتروني الذي توقف لدى انقطاع الكهرباء. وعلقت بعض الرحلات في مطار مايكيتا الدولي، حيث جرى تسجيل المسافرين المغادرين يدوياً، فيما يبقى المئات عالقين منذ الخميس. وبحسب الأمم المتحدة، هاجر 2,7 مليون فنزويلي منذ عام 2015. وتوفر هذه الأزمة الجديدة أرضية صراع جديدة بين الزعيمين المتنازعين على السلطة. ونظم كل من غوايدو ومادورو السبت تظاهرتين في العاصمة. وكرر غوايدو حينها القول إنه جاهز لطلب تدخل عسكري أجنبي في البلاد.
مشاركة :