قصر الوطن.. تحفة معرفية تخطف الأبصار

  • 3/12/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

زخارف عربية ومُقرنصات إسلامية، امتزجت باللونين الأصفر والأحمر، لتعطي فسيفساء من الجمال الخالص، تزينت بها جدران وقاعات قصر الوطن الذي فتح أبوابه أمس أمام الجمهور، كاشفاً عن تحفة معمارية جديدة، أهدتها أبوظبي إلى العالم، لتنضم إلى سابقاتها من الشواهد الحضارية الإماراتية الكبرى التي يقصدها الملايين سنوياً من أنحاء العالم، مثل؛ جامع الشيخ زايد الكبير وبرج خليفة، وغيرهما من المعالم الثقافية والسياحية الفريدة عالمياً. تقول المرشدة أمل الظاهري التي صحبت الإعلاميين خلال الجولة: إن مبنى قصر الوطن، هو مكان مخصص لاستقبال الزيارات الرسمية والاجتماعات، حيث يقابل الزائر لدى المدخل، القاعة الكبرى، والتي تعد أكبر مساحة في القصر (100 في 100 متر مربع)، وتجري فيها مراسم استقبال كبار ضيوف الدولة، ونجد على الجناح الغربي مجموعة من الغرف، أما الجناح الشرقي فيضم مجموعة من المعارض ومكتبة قصر الوطن. والقاعة الكبرى تعلوها واحدة من أكبر القباب في العالم بارتفاع 60 متراً إلى أعلى نقطة في منتصف القبة، والتصاميم الموجودة على الجدران مستوحاة من الثقافة والحضارة العربية والإسلامية، بحيث نجد نجمة ثمانية الشكل، ثم تأخذ شكلاً متزايداً على نجمة ذات 16 بعداً، بحيث نجد هذه النجمة الأكثر انتشاراً على جدران القصر وتصاميم المبنى. أما اللونان السائدان في القصر فهما الأزرق والأصفر؛ الأول يرمز إلى المياه وارتباط أهل الإمارات بالبيئة الساحلية، فيما يرمز اللون الثاني إلى البيئة الصحراوية. إلى اليمين من القاعة الرئيسة نجد قاعة الهدايا الرئاسية، وفيها رصد لبعض مراحل تأسيس دولة الإمارات والهدايا الرئاسية التي استقبلتها الدولة، من سيوف، ودروع، وملابس تذكارية، وعملات، ومشغولات يدوية فريدة من أنحاء العالم، كذلك بعض الهدايا المستوحاة من البيئة الإماراتية، حيث جرت العادة على أن تتبادل الدول الهدايا التذكارية خلال الزيارات الرسمية، ويمكن للزائرين رؤية بعض هذه الهدايا داخل قاعة «الهدايا الرئاسية». جماليات المعمار تتجلى في كل مكان (تصوير - عبدالعظيم شوكت) جماليات المعمار تتجلى في كل مكان (تصوير - عبدالعظيم شوكت) روح التعاون وانتقالاً من الهدايا الرئيسة، إلى قاعة «روح التعاون»، يمر الزائر ببوابة تعلوها بعض المُقرنصات التي تمثل أحد أشهر أنواع الفن الإسلامي عبر العصور، والذي يتشابه إلى حد كبير مع شكل خلايا النحل، بما يتمتع به من جمال ونظام في التصميم، حيث تنتشر أشكال المُقرنصات بأحجام متفاوتة في أرجاء القصر. قاعة «روح التعاون» مخصصة للاجتماعات المهمة، سواء للمجلس الاتحادي أو قادة الدول في المناسبات والقمم الدولية المختلفة التي تستضيفها الإمارات، وفي هذه القاعة تتخذ الكثير من القرارات المهمة في الدولة. ويلاحظ الزائر أن تصميم القاعة دائري، حتى تصل رسالة مفادها بأن الجميع متساوون، ولهم الحق في المشاركة في الاجتماعات، وإبداء الرأي بحرية في القضايا المطروحة. وتتوسط قاعة روح الاتحاد في الجزء العلوي، أكبر ثريا في القصر، حيث تتكون من 3 طبقات، تضم 350 ألف قطعة كريستال، وجرى تركيبها داخل القاعة، نظراً لضخامة حجمها الذي يؤدي فائدة أخرى، وهي امتصاص صدى الصوت الذي ربما قد يحدث في القاعة، نظراً لضخامة حجمها، وشكلها الدائري. وبالتجوال في أرجاء القصر نجد أشكالاً بديعة من الرخام، والتي تم تخصيص أحد الخبراء ليقوم فقط بمواءمة الرسومات والتعرقات المختلفة التي تعكسها أشكال الرخام، بحيث تظهر في النهاية وكأنها لوحة فنية واحدة متطابقة التركيب وليس بها أي خلاف بين جزء وآخر، على الرغم من أن الرخام في الأصل خامة طبيعية ويصعب التحكم في أشكاله وتركيبها سوياً، ما يجعل من هذا العمل إنجازاً فريداً بحد ذاته. البرزة أما البرزة، فتعتبر من أفضل القاعات التي يضمها قصر الوطن، فهي تعتبر ثاني أفضل غرفة بعد القاعة الرئيسة. كما أنها تعكس أساليب تواصل الحاكم مع أبناء شعبه، حيث تعتبر البرزة هي المجلس الذي يبرز فيه الحاكم ليجلس إلى أبناء شعبه، ويناقش قضاياهم ومشاكلهم، ويعمل على حلها. وتمثل البرزة التي تحمل اسم «قاعة بني ياس» أسلوباً عصرياً فريداً ينقل الحضور إلى أجواء البرزة التقليدية، خاصة في ظل عرض فيلم قصير يروي للجمهور ماهية البرزة وأهميتها في المجتمع الإماراتي، ودورها الكبير في التأليف والتقارب بين أبناء الإمارات عبر الزمن. أما مكتبة قصر الوطن، التي تقع في القسم الشرقي منه، فتضم على أرففها نحو 40 ألف كتاب في المجالات كافة، منهم 1900 كتاب نادر يعود أقدمها إلى عام 1858 عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأفضل ما في هذه المكتبة أنها مربوطة بالمكتبات العامة في أبوظبي، وأبواب الزيارة، والاستعارة، مفتوحة أمام الجمهور، شأنها بقية المكتبات العامة في العاصمة. الزخارف العربية تعكس بهاء من ذهب الزخارف العربية تعكس بهاء من ذهب عصر التنوير وإلى جوار المكتبة، هناك قاعة «عصر التنوير» التي تعرض في مدخلها واحدة من أقدم الخرائط التي ذكر فيها اسم أبوظبي قبل مئات السنين، حيث عبرت هذه الخريطة عن أهمية الإمارات والخليج العربي كحلقة وصل بين الشرق والغرب، وتبادل الثقافات واللغات والعلوم، وهو ما جعل قاعة عصر التنوير تسلط الضوء على الإسهامات العربية في شتى العلوم الإنسانية خلال العصر الذهبي للحضارة العربية، حيث نجد كثيراً من تلك الشواهد عن علماء كثيرين من العرب برزوا في تلك الأزمنة مثل ابن سينا في الطب وكتابه الشهير «القانون في الطب»، وكذلك الزهراوي الذي اخترع مجموعة من الأدوات الجراحية تجاوزت 200 أداة، منها لا يزال مستخدماً حتى يومنا هذا. وسلطت قاعة عصر التنوير، أيضاً، الضوء على أسد البحار، وهو البحار الإماراتي الذي يعد واحداً من الملاحين المعروفين في القرن 15، وله مؤلفات عديدة في مجال الملاحة، وتجارب ثرية جعلته ينال لقب «أسد البحار». وداخل القاعة ذاتها، يتجول الزائر في عالم الأدب والفنون داخل الحضارة العربية من خلال جناح «بيت المعرفة»، عبر أشهر المؤلفات مثل ألف ليلة وليلة، ومجموعة من القصص التي ترجمت ونشرت في أنحاء العالم، وترجمت إلى أفلام سينمائية مشهورة، إضافة أيضاً إلى نماذج من الآلات الموسيقية العربية الفريدة، مثل الربابة، القانون «القيثارة»، العود (أبو الجيتار)، والتي تعود في أصولها إلى الحضارة العربية. كما يطالع زائر قاعة «عصر التنوير»، ركناً عن سمات القائد ومنهج القيادة ومدى أهمية هذه المحاور في بناء الحضارات. «طاقة الكلام» أما العمل الفني الأبرز في قصر الوطن، والذي يأخذ اللون الذهبي بشكل بديع، ويحمل اسم «طاقة الكلام»، فقد صممه الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، وهو عبارة عن مقولة تعود للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة من المال إذا لم يسخر في خدمة الشعب»، بحيث تعكس هذه الأيقونة الفنية دور الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يعد من القادة العظام في العالم الذي كان همه الأول والأخير باستمرار هو خدمة الشعب، ومتاح للجمهور الدخول إلى هذا العمل الاستثنائي، والتقاط صورة تبقى معهم، لتسجل زيارتهم هذا الصرح الفني والثقافي المهيب الذي يزين العاصمة الإماراتية، ويبقى شاهداً على الحضارة والتطور التي وصلتها الإمارات، استناداً إلى ماضي وإرث عريق من الحضارة العربية والإسلامية والتقاليد البدوية الأصيلة. يمكن للزوار الإطلاع في بيت المعرفة على مجموعة واسعة من القطع الأثرية والمخطوطات التي تستعرض تاريخ الكتب في العالم العربي والمساهمات العربية في الحضارة الإنسانية في مجالات العلوم والفنون والآداب وغيرها. ويمكن للزوار الإطلاع على مجموعة من المخطوطات القديمة التي تعود إلى عدة قرون ماضية من مختلف أنحاء العالم العربي، بما في ذلك مخطوطة برمنجهام للقرآن الكريم، ومخطوطة أطلس في علم الفلك، وشرح لامية الزقاق الخاصة بفقه القضاء وأصول المحاكمات وغيرها الكثير. ومعظم المخطوطات نادرة سواء أكان ذلك من حيث الموضوع أم الشكل أو النسخ. وتعد مجموعة المخطوطات التي يعرضها القصر سجلاً تاريخياً قيماً يسهم قصر الوطن في حفظها ومشاركتها. وتماشياً مع عام التسامح؛ يعرض قصر الوطن الكتب السماوية الثلاثة؛ القرآن الكريم والإنجيل ومزامير داوود جنباً إلى جنب. ومن بين أندر المخطوطات التي تضمها مكتبة القصر: * مخطوطة برمنجهام للقرآن الكريم؛ واحدة من أقدم النسخ الباقية للقرآن الكريم. مكتوبة بالخط الحجازي الذي يعد من أقدم الخطوط العربية. كتبت هذه المخطوطة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأولى من بزوغ فجر الإسلام، والنسخة الأصلية منها موجودة اليوم في جامعة برمنجهام. قدم الأمير تشارلز، ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، هذه النسخة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام 2016. * مخطوطة الأطلس في علم الفلك؛ تحتوي على جداول فلكية ورسومات ملونة وخراط تستعرض الجوانب الأربعة لكوكب الأرض، بالإضافة إلى خرائط للقارات القديمة. يعتقد أن هذه المخطوطة تعود إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري. * شرح لامية الزقاق الخاصة بفقه القضاء وأصول المحاكمات؛ نص من دراسات القانون والممارسات القضائية. * مخطوطة نادرة من تأليف محمد بن محمد بن عبدالله الدليمي الورزازي الدرعي الذي توفي عام 1166 هجري. معروضات قاعة الهدايا الرئاسية معروضات قاعة الهدايا الرئاسية بيت المعرفة يعرض بيت المعرفة المساهمات العربية في مجال المعرفة الإنسانية في عصر التنوير الذي يعرف بالعصر الذهبي العربي، والذي كان بمثابة الطريق نحو عصر النهضة الأوروبية. كما يعرض أول خريطة عصرية للجزيرة العربية من عام 1561، والتي رسمها الإيطالي جياكومو جاستالدي من خلال استخدام المعلومات التي جمعها المستكشفون البرتغاليون، ويعتقد بأنها أول خريطة تحمل اسم إمارة أبوظبي. بالإضافة إلى موسوعة «التاريخ الطبيعي» التي تضم ما يصل إلى 20 ألف حقيقة قام بجمعها الباحث الروماني بلينيوس الأكبر «23- 79م»، والذي يعد المصدر الأكثر أهمية للمعرفة الجغرافية والعلمية في العصور القديمة الكلاسيكية. القاعة الكبرى تقع في قلب قصر الوطن، بطول وعرض يبلغان 100 متر. ويبلغ قطر القبة الرئيسة 37 متراً، وهي واحدة من أكبر القباب في العالم. في القاعة الكبرى تم اعتماد تصميم هندسي يستند إلى تقسيم الجدران ضمن ثلاثة مستويات بهدف إظهار هيكل القاعة؛ المستوى الأول بعلو 6.1 متر، والثاني 15.5 متر، والثالث 21 متراً. يمكن لزوار القاعة الاطلاع علَى أدق التفاصيل المعمارية فيها من خلال أربعة مجسمات مكعبة تظهر هذه التفاصيل، وتنوع الأنماط والأشكال. الهدايا الرئاسية تحكي سيرة الدبلوماسية الإماراتية الهدايا الرئاسية تحكي سيرة الدبلوماسية الإماراتية الهدايا الرئاسية يمكن لزوار قصر الوطن التعرف على مجموعة خاصة من الهدايا الدبلوماسية المقدمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وتعكس الهدايا الدبلوماسية الثقافة والقيم الاقتصادية للدول التي تقدمها. ويتم اختيار الهدايا بعناية بما يراعي أهم الاعتبارات؛ مثل الدين الرسمي للبلد وخصوصيته الثقافية، وذوق متلقي الهدية. البرزة البرزة هي ثاني أكبر قاعات قصر الوطن بعد القاعة الكبرى، ويمكنها استضافة 300 ضيف. استوحيت تصاميم البرزة كافة من الإرث التاريخي الإماراتي العريق، حيث تعقد فيها اللقاءات الاجتماعية، ويتم تبادل الآراء المتعلقة بشؤون البلاد. ويمكن للزوار مشاهدة عرض فيديو لمدة خمس دقائق، يستعرض تاريخ المجلس في دولة الإمارات. مكتبة قصر الوطن.. بحر من العلوم والمعارف تعتبر مكتبة القصر الوجهة الأساسية للطلاب والباحثين؛ حيث تحتوي على مجموعة واسعة من المصادر المعرفية التي تعنى بدولة الإمارات، وتشمل المراجع المختصة بالجوانب التاريخية والجغرافية ومراحل تطور الدولة في السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية. تضم مكتبة القصر حوالي 40.000 مخطوطة وكتاب، ويصل إجمالي العناوين في المكتبة إلى 483.937. تضم مكتبة القصر وثائق تتطرق إلى عدد من المواضيع في فن العمارة والتاريخ وعلم الأحياء وعلم الأجناس البشرية. تغطي الكتب والمنشورات الموجودة في مكتبة قصر الوطن مواضيع متعددة، تشمل علم الفلك والتاريخ والثقافة والأدب، وغيرها من العلوم الإنسانية، وتم إصدارها من قبل مؤسسات ثقافية مختلفة، ومراكز بحثية، والوزارات المعنية داخل الدولة، ومجموعة من دور النشر الإماراتية. تضم مكتبة قصر الوطن أيضاً مكتبة رقمية تحتوي على 16 مليون مادة متنوعة، يمكن الوصول إليها إلكترونياً من أي مكان داخل إمارة أبوظبي. يمكن للزوار دخول المكتبة مجاناً من خلال مدخل خاص منفصل، وذلك بعد قيامهم بالتسجيل في مركز الزوار. العرض الضوئي يستمتع زوار القصر بعرض ضوئي وصوتي بعنوان «The Palace Motion»، يبرز بهاء وروعة القصر، ويستعرض مسيرة التقدم في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر رحلة مرئية من ثلاثة فصول تنتقل بالزائر من تاريخ الدولة العريق إلى حاضرها المشرق، ورؤيتها لمستقبل أكثر ازدهاراً. يتم عرض «The Palace Motion» يومياً في تمام الساعة 07:30 مساء لمدة 15 دقيقة. يمكن لزوار قصر الوطن أيضاً التجول والاستمتاع بجمال الحدائق المحيطة بالقصر. مواعيد الزيارة وأسعار التذاكر يفتح قصر الوطن لاستقبال الزوار يومياً من الساعة 10:00 صباحاً وحتى 08:00 مساءً. يمكن الحصول على التذاكر من مركز الزوار يومياً من الساعة 09:30 صباحاً وحتى 07:00 مساءً، وتتوافر على مدار الساعة عبر الموقع الإلكتروني للقصر www.QasrAlWatan.ae. الجولة الإرشادية العامة سعر التذكرة: يتعين على زوار القصر شراء تذكرة الدخول العادية «60 درهماً لزيارة القصر والحديقة»، بالإضافة إلى تذكرة الجولة الإرشادية العامة بسعر 30 درهماً، ليكون المجموع 90 درهماً للكبار، و60 درهماً لمن هم دون سن 17 عاماً، ويتم تنظيم جولة مع مرشد كل 30 دقيقة «باللغتين: العربية والإنجليزية»، ومدة الجولة نحو 60 دقيقة. جولات الزوار يتعين على زوار القصر شراء تذكرة الدخول العادية «60 درهماً لزيارة القصر والحديقة»، بالإضافة إلى 600 درهم للجولة الخاصة لمجموعة يتراوح عددها من 1 إلى 20 زائراً كحد أقصى، كما يتوافر مرشد مختص «باللغتين: العربية والإنجليزية فقط»، وتستغرق مدة الجولة نحو 60 دقيقة.

مشاركة :