قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ورد بالأثر من الكتاب العزيز والسُنة النبوية المشرفة، ظهور المهدي المنتظر كإحدى علامات قيام الساعة، كما أخبرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن حقيقة اسمه ونسبه.وأوضح «جمعة » عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن المهدي المنتظر موحد الأمة اسمه ، هو محمد أو أحمد، لما رواه أبو دواد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تذهب-أو :لا تنقضي- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي [أبو داود]، وقد يكون اسم أبيه عبد الله، وذلك لما ورد في رواية ابن أبي شيبة من زيادة على حديث أبي داود، فقد زيد في آخره “واسمُ أبيه اسمَ أبي”. وتابع: أما عن نسبه ، فهو من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم- : «المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة» [أحمد]، من ولد السيدة فاطمة عليها السلام؛ لما ورد: «المهدي من عترتي ، من ولد فاطمة»، والأرجح أنه من أبناء الحسن بن علي عليه السلام، وذلك لما رواه الذهبي : «أنه نظر إلى الحسن. فقال : سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق ، يملأ الأرض قسطًا» [ذكره الذهبي في المنتقى].واستشهد بما ورد عن حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلًا من ولدي، اسمه كإسمي، فقال: سلمان: من أي ولدك يا رسول الله؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين عليه السلام” [ذخائر العقبى، للمحب الطبري ص 136].ونوه بأنه قد أكد على ذلك المعنى ابن تيمية حيث قال : “وقول أمير المؤمنين في أنه حسني، لا حسيني صريح، ذلك لأن الحسن والحسين مشبهان من بعض بإسماعيل وإسحاق، وان لم يكونا نبيين ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- “أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة” ، ويقول : “إن إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق”، وكان إسماعيل هو الأكبر والأحلم، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وهو يخطب على المنبر، والحسن معه على المنبر : “إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين” [البخاري].وأشار إلى أنه كما أن غالب الأنبياء كانوا من ذرية إسحاق، فهكذا كان غالب السادة الأئمة من ذرية الحسين، وكما أن خاتم الأنبياء، الذي طبق أمره مشارق الأرض ومغاربها، كان من ذرية إسماعيل، فكذلك الخليفة الراشد المهدي، الذي هو آخر الخلفاء ، يكون من ذرية الحسن”. [رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم - تعليق أبي تراب الظاهري - جدة 1984 ص 47 ].وأضاف أنه رأى ابن القيم سرًا لطيفًا في كون المهدي من ولد الحسن، فقال : «وفي كونه من ولد الحسن سرٌ لطيف، وهو أن الحسن -رضي الله تعالى عنه- ترك الخلافة لله؛ فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق.. وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئًا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه» [المنار المنيف ص 139].
مشاركة :