أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أهمية التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في منطقة الجنوب اللبناني (يونيفيل) على نحو يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية الجنوبية.واستقبل الرئيس اللبناني، اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا الجمهوري، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، يرافقه رئيس بعثة القوات الدولية وقائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش.وأبلغ الرئيس اللبناني المسئول الأممي أن لبنان لا يزال يواجه معارضة إسرائيلية لترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة (مناطق حقول النفط والغاز في البحر المتوسط) على رغم الاقتراحات التي قدمت في هذا الاتجاه، لافتا إلى ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية في البر والبحر والجو.من جانبه، أكد وكيل الأمين العام جان بيير لاكروا أهمية التعاون مع الحكومة اللبنانية في مختلف المجالات لاسيما عمل قوات اليونيفيل الدولية، معربا عن تطلعه لتعزيز هذا التعاون خصوصا بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ومقدرا الدور الذي يلعبه الجيش في إطار حفظ السلام على الحدود.وأشار لاكروا إلى أن المباحثات مع رئيس اللبناني تطرقت إلى التعاون بين السلطات اللبنانية وقوات اليونيفيل، مشددا على أهميتها ومساهمتها الكبيرة في تهدئة الأوضاع رغم حصول بعض المشاكل التي يتم معالجتها بالتعاون مع السلطات اللبنانية.وشدد على التعاون الثابت مع الدولة اللبنانية والسلطات المحلية في الجنوب اللبناني ومع السكان بما يسمح باحترام وتنفيذ المهام المطلوبة من القوات الدولية وفق القرارات الدولية عبر حرية التحرك والتعاطي مع الأحداث عند حصولها، وقال: "هذا التعاون وبالأخص مع الجيش اللبناني، أفضى إلى إبقاء الوضع هادئا في الجنوب، على الرغم من وجود بعض القضايا العالقة".وأشار إلى استمرار التعاون في ظل الحكومة الجديدة، ما يشكل فرصة لإعطاء دفع لمشاريع مهمة للبنان من خلال تعزيز تواجد الجيش في المناطق التي تعمل فيها قوات اليونيفيل والعمل بشكل تدريجي على تعزيز القدرات البحرية اللبنانية بما يسمح بتحقيق مرحلة انتقالية للمهام في هذا المجال، بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية.جدير بالذكر أن قوات اليونيفيل وهي قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات تتألف من 40 دولة تقريبا، أنشئت وفقا لقرارات الأمم المتحدة المتعاقبة لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، وفرض السلام والأمن، ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها الفعلية في المنطقة.كما أوكلت إلى اليونيفيل - في أعقاب الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 - مهمة رصد وقف الأعمال العدائية، ومرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جميع أنحاء الجنوب اللبناني، بما في ذلك على طول الخط الأزرق بينما تسحب إسرائيل قواتها المسلحة من لبنان.وتقوم قوات اليونيفيل أيضا بمساعدة الحكومة اللبنانية بناء على طلبها، في تأمين حدودها وغيرها من نقاط الدخول، لمنع دخول الأسلحة والعتاد العسكري إلى لبنان دون موافقته، وضمان عدم استخدام مناطق انتشار القوات الدولية في أية "أنشطة عدائية".وتضم قوات "يونيفيل" حاليا 10 آلاف و 500 جندي حفظ سلام يقومون بنحو 14 ألف نشاط ميداني شهريا على مدار الساعة في منطقة العمليات، كما يعمل في البعثة أكثر من 800 موظف مدني، وتضم "يونيفيل" قوة بحرية تتألف من 6 سفن.
مشاركة :