اعتبر آلاف الطلاب في العاصمة الجزائرية أن صيغة إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة العدول عن الترشح "تمديداً" لحكم. دولياً حيا الرئيس الفرنسي ماكرون قرار الرئيس الجزائري، داعياً إلى "مرحلة انتقالية بمهلة معقولة". شارك الطلاب الجزائريون بكثافة في المظاهرات الإحتجاجية الحالية (من مظاهرة طلابية يوم 10 مارس الحالي) تجمع بضعة آلاف من الطلاب في ساحة البريد المركزي بوسط العاصمة الجزائرية الثلاثاء (12 آذار/مارس 2019)، رافضين صيغة إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة العدول عن الترشح معتبرين ذلك "تمديداً" لحكمه. وردّد الطلاب شعاراً واحداً "طلبة صامدون للتمديد رافضون، بينما استبدلت لافتات رفض الولاية الخامسة التي تراجع عنها بوتفليقة، لتحل محلها لافتات كتب عليها رقم "4+" وقد تم شطبه كما ظهرت لافتة كبيرة كتب عليها "يجب إنقاذ الشعب وليس النظام". وفي تظاهرتهم الأسبوعية الثالثة حمل أغلب الطلاب الأعلام الجزائرية أو توشحوا بها وهم يسيرون عبر شارع ديدوش مراد وجزء منهم يصرخ "بركات بركات من نظام العصابات" وبركات باللهجة الجزائرية تعني "كفى". وقال شهود من رويترز إن آلاف الجزائريين نزلوا إلى شوارع عدة مدن مطالبين بتغيير سياسي فوري. وقالت قناة النهار التلفزيونية إن العمال في مدينة بجاية بدأوا إضرابا أصاب الميناء في المدينة بالشلل. والاثنين أعلن الرئيس بوتفليقة غداة عودته من رحلة علاج في سويسرا عدوله عن الترشح لولاية خامسة، وفي الوقت نفسه إرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 نيسان/أبريل إلى أجل غير محدد. وبذلك مدَّد بوتفليقة ولايته بحكم الأمر الواقع. وينتظر أن تشهد ولايات أخرى تظاهرات طلابية وتجمعات في الكليات كما في عنابة (شمال شرق) التي لم تتوقف فيها الاحتجاجات منذ بدايتها. وبدأ التحضير لتظاهرة كبرى الجمعة 15 آذار/مارس بنفس حجم تظاهرات 22 شباط/فبراير والأول والثامن من آذار/مارس، وكل النداءات تصدر من مواقع التواصل الاجتماعي. وستكون هي المعيار الحقيقي للغضب الشعبي. ومنذ الإعلانات التي جاءت في خطاب بوتفليقة الذي ظهر على التلفزيون الحكومي لأول مرة منذ بداية الاحتجاجات وعودته من سويسرا، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات. وظهر وسم (هاشتاغ) جديد على عدة صفحات: "لا للتحايل على الشعب، موعدنا الجمعة" تحضيراً لتظاهرة 15 آذار/مارس. إلى ذلك قال مصدر حكومي اليوم الثلاثاء إن دبلوماسيا محنكا، هو الأخضر الإبراهيمي، الذي من المتوقع أن يرأس المؤتمر الذي سيشرف على انتقال السلطة ووضع دستور جديد وتحديد موعد الانتخابات. والإبراهيمي، هو وزير خارجية سابق ومبعوث خاص سابق لدى الأمم المتحدة. وألتقى الإبراهيمي اليوم بالرئيس بوتفليقة. وأضاف المصدر أن المؤتمر سيضم ممثلين عن المتظاهرين بالإضافة إلى شخصيات لعبت دورا بارزا في حرب الاستقلال التي استمرت من عام 1954 إلى عام 1962. وعلى المستوى الدولي حيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء من جيبوتي قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عدم الترشح لولاية خامسة، داعياً إلى "مرحلة انتقالية بمهلة معقولة". وقال ماكرون "أحيي قرار الرئيس بوتفليقة الذي يفتح صفحة جديدة" في التاريخ الجزائري، كما "أحيي تعبير الشعب الجزائري ولا سيما الشباب بكرامة عن تطلعاته ورغبته في التغيير، ومهنية قوات الأمن". خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :