عقد سامح شكري وزير الخارجية، اليوم الثلاثاء 12 مارس 2019، جلسة مباحثات مع "إين إريكسن سوريد" وزيرة خارجية مملكة النرويج، لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، فضلًا عن التشاور حول أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري استهل اللقاء بالترحيب بـ "سوريد" في زيارتها الأولى لمصر كوزيرة لخارجية مملكة النرويج، معربًا عن تطلعه لأن تمثل الزيارة قوة دفع قوية لمسار العلاقات بين مصر والنرويج، واكد على تقدير مصر للعلاقات الودية التي تجمع بين البلدين الصديقين، وما شهدته خلال الأعوام الماضية من تطور مستمر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.وأضاف حافظ، أن الوزيرين تطرقا خلال المباحثات لسبل تكثيف علاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مجالات بناء القدرات، والتدريب المهني، والطاقة الجديدة والمتجددة، وصناعة السفن والشحن البحري، والتأمين، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية، حيث اتفق الجانبان على أهمية زيادة الاستثمارات النرويجية في السوق المصرية، وكذا الارتقاء بمستوى التبادل التجارى ليعكس الفرص الهائلة للتعاون بين مؤسسات الأعمال في مصر والنرويج. وفي هذا الإطار، استعرض وزير الخارجية الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لدفع عجلة التنمية وخلق بيئة جاذبة للاستثمار في اطار خطة متكاملة لتنمية الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، لاسيما مشروع محور تنمية قناة السويس ومشروعات الطاقة المتجددة في جنوب مصر.من جانبها، أعربت الوزيرة النرويجية عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون مع مصر في شتى المجالات، مشيدة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي التي تنفذه الحكومة المصرية، وقالت أن الحكومة النرويجية تعمل بشكل وثيق مع الشركات النرويجية من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية مع مصر والاستثمار في مصر، خاصة في مجال الطاقة المتجددة. كما وجهت "سوريد" الدعوة للوزير شكري لزيارة النرويج خلال الفترة المقبلة.من ناحية أخرى، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن المحادثات بين الجانبين شهدت توافقًا فى الرؤى حول أهمية مواصلة العمل المشترك لمكافحة ظاهرة الإرهاب، والذي يمثل التحدي الأكبر لجهود تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، حيث استعرض الوزير شكري جهود مصر لمواجهة تلك الظاهرة من منظور شامل يتناول الجوانب الأمنية والاقتصادية والفكرية، مؤكدًا على أهمية تكاتف المجتمع الدولى في مواجهة أنشطة التنظيمات الإرهابية عبر جهود شاملة وطويلة الأمد تستهدف تجفيف منابع تمويلها والحد من قدرتها على استقطاب وتجنيد الشباب.وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، أوضح حافظ أن عملية السلام في الشرق الأوسط استحوذت على حيز كبير من المباحثات، خاصة وأن للنرويج دورًا تاريخيًا فى التوصل إلى اتفاق أوسلو عام 1993، إضافة إلى دورها فى مجال اللجنة الدولية للمساعدات الفلسطينية.وفي هذا السياق، استعرض الوزير شكري رؤية مصر في هذا الشأن والجهود المصرية لتوحيد الصف الفلسطيني تمهيدًا لاستئناف عملية المصالحة، مشددًا على أهمية الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين كأساس لتسوية شاملة وعادلة ونهائية للقضية الفلسطينية، ودعم مصر لمختلف الجهود الرامية لحلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات.كما تطرقت المباحثات إلى التطورات في ليبيا وسوريا ومنطقة الساحل الأفريقى وظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد شكري على مساندة مصر للجهود السياسية الرامية لتسوية النزاعات الإقليمية والحفاظ على الدولة الوطنية وسلامتها الإقليمية والحيلولة دون تفككها. كما واستعرض الوزير شكري أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي هذا العام وما تتيحه من فرص لتدشين تعاون ثلاثي بين مصر والنرويج لدفع جهود التنمية في دول القارة الأفريقية.واختتم حافظ تصريحاته، مشيرًا إلى أن الوزيرة "سوريد" أكدت على تطلع بلادها لدفع التعاون الثلاثي بين مصر والنرويج في أفريقيا، منوهة بأهمية مواصلة التشاور بين البلدين تجاه القضايا والتطورات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأعربت عن تقدير بلادها لدور مصر في رعاية جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وكذلك دورها الهام في تسوية النزاعات الإقليمية.
مشاركة :