يعتقد الكثير من الناس أن هناك ارتباطاً بين ما يجري في العالم من أحداث، وما تفرزه الانتخابات الرئاسية الأميركية من نتائج، ويستغرب الكثير منهم استمرار شعبية الرئيس الأميركي ترامب بين الناخبين الأميركيين رغم سياسته الخارجية مع دول العالم، ولكن هذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الواقع. فالنتائج الرئاسية هناك تعتمد اعتمادا كليا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، ولا يتأثر السواد الأعظم من الناخبين الأميركيين بما يجري من أحداث خارج حدود بلادهم، عندما يتوجهون للإدلاء بأصواتهم. الحالة الاقتصادية تأتي في المقام الأول والأهم للناس هناك، لما لها من تأثير مباشر في حياتهم المعيشية، وتكون وعود مرشحي الرئاسة وغيرهم من السياسيين ذات أهمية كبرى كونها معياراً لمدى مصداقية أصحابها. محطة «بي بي سي» البريطانية نشرت تحقيقاً صحافياً لها عن مدى وفاء دونالد ترامب بوعوده الانتخابية بعد توليه منصب الرئاسة، فكانت كالتالي: وعد بخفض الضرائب على الشركات والأفراد، وتم ذلك في ديسمبر 2017 مع بعض التغيرات. وعد بتعيين قضاة محافظين في المحكمة العليا وغيرها وتم ذلك. وعد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس ونفذ وعده، وهو أمر لم يفعله الرؤساء قبله رغم وعودهم المستمرة بذلك. الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، وتم ذلك بغض النظر عن مدى سلامة القرار. زيادة انتاج النفط الأميركي، والضغط على دول منظمة أوبك لزيادة الإنتاج وخفض الأسعار، وقد تم ذلك بنجاح. إلغاء الاتفاق النووي مع إيران وزيادة العقوبات عليها. ضرب مواقع «داعش» في أفغانستان والعراق وسوريا، وتخفيض أعداد الجنود الأميركيين هناك، وقد تم ذلك وجزئيا، في ما يخص أعداد الجنود. إلغاء اتفاقية «نافتا» المشتركة مع كندا والمكسيك، والعمل على توقيع اتفاقية جديدة تحمي المصالح الأميركية وقد تم ذلك. منع مسلمين من دخول أميركا وتحقق ذلك جزئيا بمنع دخول مواطني دول معينة (تشاد، إيران، ليبيا، الصومال، سوريا واليمن). مواجهة الصين تجاريا، وهذا الأمر ما زال قائما من دون تحقيق نتائج تذكر، إلا انه من الأمور التي يؤيدها الناخبون، وكذلك إقامة حائط حدودي بين أميركا والمكسيك لمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين، وهو محل ترحيب من الناخبين رغم المعارضة الشديدة له من قبل الحزب الديموقراطي واتباعه. طبعا هناك وعود أخرى لم يتم تنفيذها، وبعضها ما زال قيد المفاوضات بين الجهات التشريعية، لكن الوعود التي تهم الناخب الأميركي، والتي بسببها تم انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تم تنفيذ أغلبها، وهذا ما يفسر نسبة القبول التي يحظى بها الرئيس ترامب، رغم مرور سنتين على توليه الرئاسة، وهي فوق %40، وهي نسبة لم يحصل عليها من سبقه من الرؤساء. فيصل محمد بن سبت@binsabt33
مشاركة :