سلّم نحو ألفي شخص أنفسهم، أمس الثلاثاء، إلى قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أغلبيتهم من مقاتلي تنظيم «داعش» ممن كانوا محاصرين في جيب الباغوز شرقي سوريا، وفق ما أكد متحدث كردي، في وقت تواصلت المعارك العنيفة بين «قسد» ومسلحي التنظيم، وبينما أكدت «قسد» أنها قتلت 38 «داعشياً» وخسرت ثلاثة قتلى في المعركة الأخيرة، أكد قيادي كردي أن معركة الباغوز منتهية، أو في حكم المنتهية، ولكنها تحتاج الى بعض الوقت لحسم الوضع على الأرض، في حين أعلنت أنقرة عن محادثات تركية روسية لتسيير دوريات مشتركة حول مدينة تل رفعت، شمالي البلاد. وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، عدنان عفرين «هناك عدد كبير من المقاتلين وعائلاتهم سلموا أنفسهم أمس، عددهم نحو ألفين، وأغلبيتهم من المقاتلين»، ويتم نقلهم الى نقطة الفرز لتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم. وكان مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، قال إن المقاتلين استسلموا بشكل جماعي، واضاف: «ليس أمام مسلحي «داعش» وعائلاتهم إلا الاستسلام، وإذا عملوا بعقلهم سوف يستسلمون لقواتنا، وإذا لم يستسلموا فالقتل مصيرهم، وحتى العائلات التي توجد مع مسلحي «داعش» أعطينا فرصة نحو شهر لخروجها ومن رفض الخروج فمصيره مصير عناصر «داعش»». وتوقع بالي أن يكون «حسم المعركة خلال الساعات القادمة».وكان الناطق الرسمي باسم «قسد» كينو جبرئيل، قال لقناة الحدث التلفزيونية «عملية الباغوز منتهية، أو بحكم منتهية، ولكن تحتاج إلى قليل من الوقت من أجل إنهائها عملياً على الأرض». وأضاف أنه جرى التأكد من مقتل 25 من مقاتلي «داعش» في الاشتباكات حتى الآن، فضلاً عن عدد غير محدد من قتلى المتشددين بسبب الضربات الجوية، في حين قال مصطفى بالي إن قيادة القوات أكدت مقتل 38 من مقاتلي التنظيم. وكتب على «تويتر» يقول إن ثلاثة من أفراد القوات قتلوا، وأصيب عشرة بجروح. وأضاف أن المتشددين أطلقوا صاروخين، ما يشير إلى أن التنظيم ما زال يقاوم. وكانت مصادر في المعارضة السورية اتهمت التحالف الدولي ب«استهداف المدنيين الليلة قبل الماضية في مخيم الباغوز بالفسفور الأبيض». وأكدت «استخدام سلاح الفسفور المحرم دولياً من قبل قوات التحالف»، مشيرة إلى أن هذا الاستخدام ليس جديداً وتم استخدامه على نطاق واسع في مدينة الرقة وهجين وغيرها من المناطق التي شهدت مواجهات بين «قسد» و»داعش». في غضون ذلك، دعا تنظيم «داعش» في شريط مصور ليل الاثنين، أنصاره العالقين داخل بلدة الباغوز إلى «الثبات»، في مواجهة الحصار والقصف الذي يتعرضون له. ونشر الفيديو على حسابات إرهابية على تطبيق «تلجرام»، ومدته 14 دقيقة، وتناوب فيه أربعة أشخاص على الكلام، مؤكدين أنهم موجودون في الباغوز. الى ذلك، تجري تركيا وروسيا محادثات بشأن تسيير دوريات مشتركة في مدينة تل رفعت، شمالي سوريا التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد تعارضهم أنقرة، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤول في وزارة الدفاع التركية قوله «بهدف منع شن هجمات من تل رفعت، يتواصل التنسيق للقيام بدوريات مستقبلية مشتركة مع روسيا في هذه المنطقة». (وكالات)