متابعة: ضمياء فالحاحتفت الصحف المدريدية بعودة الفرنسي زين الدين زيدان لتدريب ريال مدريد بعدما رحل عنه في مايو/أيار الماضي، وعنونت صحيفة «ماركا»: «عودة بطل»، وأشارت إلى حقبة جديدة في النادي الملكي، وذلك مع توقعات بجلب لاعبين نجوم إلى صفوف الفريق، وقالت إن المدرب الذي أعطى «المجد للنادي ويعود إليه من أجل إخراجه من الأزمة».وأشارت إلى التغيير الذي تحدث عنه زيدان في المؤتمر الصحفي، مؤكداً أن هناك تغييرات ستحدث على صعيد الفريق، تاركاً أمر الحديث عنها إلى الصيف.واعتبرت أن هذه العودة بعد تسعة شهور من الاستقالة المفاجئة عقب الفوز باللقب الثالث توالياً في دوري أبطال أوروبا، هو «دليل واضح على أنه يعود حاملاً معه مشروعاً طويل الأمد مع الرغبة بإكمال ما تركه غير مكتمل».وعنونت صحيفة «الآس»: «زيدان يعود بقوة»، وتوقفت عند عبارة المدرب الفرنسي «أريد أن أعيد الفريق إلى مكانته الصحيحة».وحتى الصحف الكاتالونية تحدثت عن عودة زيدان، وكتبت «سبورت»: «المنقذ»، وعنونت صحيفة الموندو ديبورتيفو: «ولادة جديدة»، وقالت إن زيدان عاد لريال مدريد حتى 2022 بعد غياب 284 يوماً، وإن رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز «أخرج من قبعته أرنباً اسمه زين الدين زيدان».وتضمنت الصفحات الأولى للصحف الأخرى غير المتخصصة بالرياضة نبأ الانقلاب المفاجئ مع صورة لزيدان على غرار «إل موندو» التي اعتبرت أن المدرب الفرنسي يعود مع «إطلاق يده في تجديد تشكيلة الفريق»، بينما رأت «إل باييس» من جانبها أن مهمة الفرنسي تكمن «في انتشال فريق يعيش الساعات الأكثر ظلمة في تاريخه».ولا يخفى على أحد أن سبب عودة الفرنسي زين الدين زيدان لتدريب ريال مدريد، كون أسطورة النادي الملكي المفضل لدى جميع اللاعبين وعلى رأسهم الكابتن سيرجيو راموس الذي عارض منذ البداية عودة البرتغالي مورينيو لتدريب الفريق بل هدد بالرحيل فوراً.الرئيس فلورنتينو بيريز(72 عاماً) وصف عودة زيدان بقصة حب وقال: «قصة حب تمتد ل18 عاماً بين الريال وزيدان والجميع سعيد به وسوف يجري ما يلزم من التغييرات لكنه لن يحدث ثورة»، وغازل بيريز مشجعي «الميرينجي» وقال بعد سؤال عن كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان: «زيدان فرنسي لذا ربما يقنع مبابي بالمجيء إلينا»، وعندما سئل بيريز عن نيمار قال: «كلاهما معاً». ورد مبابي (20 عاماً) على تصريحات بيريز وقال: «سأكون في باريس العام المقبل وهذا مؤكد وتم التوافق عليه سلفاً والقلق على وضعي الشخصي لا يساعد، إجابتي واضحة ومحددة». من جانبه، نشر راموس عبر «تويتر» و«إنستجرام» مقابلة بالإسبانية والإنجليزية ولم يعرف إن كان الكابتن أجاب عن أسئلة مشجعين أو وضع الأسئلة بنفسه، واعترف راموس في المقابلة بخطئه في تعمد الحصول على بطاقة صفراء في مباراة أياكس بأمستردام والتي غاب بسببها عن الإياب وقال: «بالتأكيد كان خطأ وأنا أتحمله 200 في المئة». وعن سبب تصوير فيلمه الوثائقي أثناء مباراة الهزيمة والخروج أمام أياكس قال راموس: «كنت ملتزماً ببعض الشروط في عقد الفيلم ولم أتخيل حتى في أسوأ تخيلاتي أن نخسر بهذا الشكل ونخرج كما أن لقطات الفيلم توقفت مع مواصلة اللعب وتسجيل أياكس الأهداف». وعن شائعات شجاره مع الرئيس بيريز قال: «مشاكل غرفة الملابس تناقش وتحل في غرفة الملابس، الجميع متفق على مصلحة ريال مدريد لذا لا خلاف على هذا»، ورفض راموس نفي حدوث شجار مع زميله البرازيلي مارسيلو في جلسة تدريبات وقال: «هذا يحدث في كل جلسة، وهو جزء من العمل والضغوط، كان مزاحاً ثقيلاً ومارسيلو بمثابة شقيق بالنسبة لي». قرار إعادة زيدان لا يوافق الويلزي جاريث بيل وقد يكون غالباً مؤشراً لرحيله في الصيف دون أن يدلي اللاعب بتصريحات لكن لاعب الوسط الإسباني دانييل سيبايوس لاعب ريال بيتيس السابق علق على القرار وقال:«على زيدان أن يشرح لي سبب معاملته لي ولماذا لم يمنحني فرص لعب، تدربت وثابرت وحاولت أن أجعل قرار استبعادي صعباً عليه لكن في النهاية أدركت أن هذا مستحيل، سجلت هدفين في شباك فيتوريا وفي المباراة التالية أمام دورتموند أشركني دقيقة واحدة، من الصعب علي تحمل التجاهل عندما يمتد لأسابيع حتى عندما كنا متصدرين الدوري ومشاركين في مسابقة دوري أبطال أوروبا».وتابع سيبايوس حديثه: «عينت مدرباً خاصاً في يناير لأنني كنت لا ألعب أيام السبت والأربعاء وأردت المحافظة على تركيزي وأن أكون في قمة أدائي قبل الموسم الجديد وكان من المؤكد لو بقي زيدان مدرباً مطلع الموسم لانتقلت لفريق آخر لكن تغير الحال مع مجيء لوبيتيجي». وتابع سيبايوس: «سألت زيدان لماذا لا ألعب لأنني لم أكن أفهم السبب فقال لي إنه يثمن أداء لاعبين آخرين ويقدمهم علي في خياراته، مرت فترة في الموسم كان لوكا مودريتش وتوني كروز في حالة إصابة لكن المدرب غير طريقة اللعب ليشرك لاعبين آخرين غيري وهذا سبب لي ألماً كبيراً، كان واضحاً معي وأنا لا أشعر بالحنق عليه فقد كنت أشاهده وأنا صغير وكان نجماً حيثما لعب لذا ربما لا يشعر بما يعتري اللاعب الجالس على الدكة، ارتكاب الأخطاء جزء من حياة الناس وربما يساعده ما حصل معه في المرة الأولى بالفريق على تفاديها مستقبلاً». من جهته، أشاد الأرجنتيني خورخي فالدانو بتعيين زيدان وقال: «زيدان يمثل الوحدة للفريق، ومورينيو يشتته ولا أعتقد أن أي أحد سيشعر بعدم السعادة لعودته». وسيكون أكثر السعداء لعودة زيدان هو لاعب الوسط إيسكو الذي عانى التهميش على يد المدرب سولاري على خلاف ما حدث مع زيدان.حان وقت التغيير هنا أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي للفرنسي زين الدين زيدان:«إنه يوم خاص بالنسبة للجميع، أنا سعيد جدا، بالعودة إلى بيتي. أريد العودة للعمل وقيادة هذا النادي إلى المكانة التي يستحقها». وأضاف: «لقد تركت النادي لأنني كنت بحاجة إلى ذلك، التشكيلة كانت بحاجة إلى تغيير بعدما فزت بكل شيء، ليس معي فقط، أنا هنا لأن الرئيس (فلورنتينو بيريز) اتصل بي، وبما أنني أحب هذا الرئيس وهذا النادي، لا أنسى ما فزنا به، ولكن أيضا الأشياء التي لم نقم بها بشكل جيد. في الموسم الماضي، خرجنا بسرعة من منافسات الدوري وكأس الملك، على الرغم من أننا فزنا بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا. وعندما رحلت، كان الوقت المناسب للرحيل، كان التغيير ضروريا». وأكد «لو فكرت في مسألة وضع (سجلي) في خطر، لن أعود لتدريب النادي. لم أفكر بهذا الشكل أبدا. أفكر فيما قاله لي قلبي، إنه تحد كبير، أنا متحمس لشيء آخر، إنه مشروع ثان بالنسبة لي، بالنسبة للنادي، سأقبل التحدي، لأنني أرغب في ذلك بشدة، أريد أن أعود إلى التدريب مرة أخرى، في بعض الأحيان عليك أن تقبل التغيير».