تستعد فنزويلا لتظاهرات جديدة دعا إليها زعيم المعارضة خوان غوايدو الثلاثاء في اليوم الخامس للانقطاع الهائل في التيار الكهربائي، في حين أعلنت واشنطن سحب كافة ممثليها الدبلوماسيين المتبقين من البلاد. في الأثناء قال النائب العام الفنزويلي طارق وليام صعب إنه سيفتح تحقيقا بحق غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيسا انتقاليا واعترفت به أكثر من خمسين دولة، "للاشتباه بتورّطه في تخريب نظام الكهرباء الفنزويلي". وهو الإجراء الأول للحكومة الفنزويلية بحق غوايدو المدعوم من الولايات المتحدة منذ عودته إلى البلاد الأسبوع الماضي خارقا حظر سفر مفروض عليه لزيارة قادة دول أميركية لاتينية. ومع تدهور الأوضاع في فنزويلا أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن قررت سحب كل الموظّفين المتبقّين في السفارة الأميركية في كراكاس، بعد أن كانت قد أمرت في 24 كانون الثاني/يناير الموظّفين غير الأساسيين بالمغادرة. وكتب بومبيو على تويتر أن "هذا القرار يعكس تدهور الأوضاع في فنزويلا ووجود دبلوماسيين أميركيين في السفارة بات يشكّل عقبة أمام السياسية الأميركية". والثلاثاء أعلنت الولايات المتحدة أنها تستعد لفرض عقوبات "قاسية جدا" على المؤسسات المالية الأجنبية التي تقدم الدعم للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قال الممثل الأميركي الخاص بشأن الازمة في فنزويلا إنها ستطبق "خلال فترة قصيرة جدا". واتّهم مادورو الولايات المتحدة بـ"تخريب" المحطة الكهرومائية الأساسية في البلاد في غوري التي تؤمن 80 بالمئة من حاجة البلاد للكهرباء. ورفض غوايدو ما طرحه مادورو واعتبر أن تفسيره "سيناريو هوليوودي". ولطالما تعرّضت الحكومة الفنزويلية لانتقادات بسبب التقصير في إجراء الصيانة اللازمة لشبكة الكهرباء. وسعى غوايدو (35 عاما) للتعويل على غضب الشارع إزاء انقطاع في التيار الكهربائي فاقم معاناة الفنزويليين الذين يواجهون من سنوات أزمة اقتصادية ونقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية. وشدد غوايدو على أن "الوضع ليس طبيعياً في فنزويلا ولن نسمح لأنفسنا بالتأقلم مع هذه المأساة. وفي شرحه للتحقيق الذي يطاول غوايدو قال النائب العام الفنزويلي إن زعيم المعارضة أطلق سلسلة رسائل تشكل "تحريضا على العنف".وتابع "في الوقت الراهن يبدو (غوايدو) أحد المخططين لتخريب التيار الكهربائي وهو يدعو عمليا لحرب أهلية في خضم هذا الانقطاع في التيار". وبطلب من غوايدو أقرّ البرلمان الفنزويلي الإثنين حالة الإنذار الوطني بسبب الوضع الغذائي والصحي "السيئ جداً" بعد 100 ساعة من دون كهرباء. وبحسب الدستور الفنزويلي، فإن حالة الإنذار الوطني - وهي مرحلة تمهيدية لحالة الطوارئ- تفتح الباب نظرياً أمام إدخال 250 طناً من المساعدات الإنسانية المكدسة على حدود البلاد والتي تمنع الحكومة إدخالها وتعتبرها محاولة أميركية لتبرير تدخل عسكري في فنزويلا. لكن مع سيطرة مادورو على الجيش والأجهزة الأمنية التي تمنع حاليا دخول المساعدات الدولية، يبدو غوايدو عاجزا عن إدخالها. والثلاثاء أمر مادورو الجيش بتوزيع المواد الغذائية والمياه وغيرها من المساعدات في عدة ولايات في البلاد. وعلى الرغم من عودة الكهرباء تدريجياً إلى معظم أحياء العاصمة، إلا أن الوضع يبقى فوضوياً بالنسبة للسكان، إذ يضطر هؤلاء إلى دفع أثمان باهظة مقابل الماء والغذاء. والدولار هو العملة الوحيدة التي يجري تداولها حالياً في كل ركن من أركان البلاد. ودعا غوايدو الجيش والأجهزة الأمنية إلى "عدم منع أوإعاقة" تظاهرات الثلاثاء. بدوره أعلن مادورو في خطاب نقله التلفزيون الرسمي، "أطلق دعوة لكلّ القوى الاجتماعية والشعبية" إلى "مقاومة حية"، ذاكراً خصوصاً الـ"الكوليكتيفوس" وهي عبارة عن مجموعات من مواطنين، ينظمون خدمات اجتماعيةعلى مستوى الأحياء، بعضها عنيف ويتصرف كمجموعة مسلحة. وأعلنت الحكومة عن يوم عطلة الثلاثاء أيضاً. والبلاد التي خرجت للتو من عطلة عيد المرفع، متوقفة عن العمل منذ الجمعة صباحاً.
مشاركة :