الدوحة - الراية : كشفت التحركات القطرية المتسارعة عن تحدي الدوحة لمخططات تطبيع الأزمة الخليجية ومحاولات دول الحصار ابتزاز الدوحة للتخلي عن حلم تنظيم مونديال 2022 الذي فازت بتنظيمه بشرف ونزاهة. وشهدت الأيام الماضية حملات إعلامية مسعورة من إعلام رباعي الحصار على مونديال قطر 2022، عبر اختلاق مزاعم جديدة وإعادة تدوير ماكينة الأكاذيب القديمة والفاشلة، ووصل الأمر إلى اعتراف المتآمرين عبر تصريحات شاذة لمسؤولين وصحفيين محسوبين على السلطة في السعودية والإمارات بربط رفع الحصار عن قطر مقابل اقتسام تنظيم مباريات المونديال. وترصد الراية الاستراتيجية القطرية في مواجهة مخططات دول الحصار لتشويه قطر والسعي لتطبيع الأزمة الخليجية، من استمرار تمزيق الحصار للأسر والعائلات المشتركة وحرمان الآلاف من المواطنين والمقيمين من زيارة الأماكن المقدسة مع اقتراب موسم العمرة في شهر رمضان المقبل، وأيضاً تعميق معاناة شعوب بأكملها بحرمانهم من حرية السفر والتنقل باللجوء إلى رحلات ترانزيت مرهقة في موسم الإجازات، للعام الثالث على التوالي. وتتركز الاستراتيجية القطرية على عدة محاور رئيسية تشمل التأكيد على رفض تطبيع الأزمة مع عدم الارتهان لحلها والمضي قدماً في خطط البناء والتنمية وتعزيز الشراكات الدولية، فنجحت قطر في إبهار العالم بإنجازاتها العملاقة رغم تداعيات ومخططات دول الحصار التي سعت لتجميد الانطلاقة القطرية في مجالات التنمية والمشروعات الكبرى.. فيما تفرغ رباعي الحصار والغدر للتآمر وتمويل الحملات المشبوهة وتسول مشاركة قطر في تنظيم مونديال 2022. كما تسعى قطر للانفتاح على حوار متحضر وغير مشروط يحافظ على السيادة وقائم على الاحترام المتبادل لنسف مبررات تطبيع الأزمة عبر مناقشة كافة الهواجس والرد عليها وتفنيد المزاعم وصولاً إلى تعهدات والتزامات مشتركة. ونجحت الاستراتيجية القطرية في تفنيد مزاعم المتآمرين الذين فشلوا في إثبات ادعاءاتهم منذ أكثر من 20 شهراً على محاصرة قطر، كما تواصل قطر فضح الحملات المأجورة والمؤتمرات الوهمية التي تستهدف الهجوم على قطر.. وسريعاً ما تكشف زيف تلك الحملات التي تمولها دول الحصار بالمليارات من أموال شعوبها المقهورة. وتحرص قطر على حفظ بقاء ووحدة مجلس التعاون الخليجي باعتباره أولوية قطرية لما يمثله المجلس من ركيزة أساسية لأمن واستقرار البيت الخليجي دون إغفال الحاجة إلى تطويره وتفعيل آلياته لمنع تكرار الأزمة. وتواصل قطر توثيق انتهاكات الأزمة للحد من تهور دول الحصار ولجم طوفان التطبيع بعرضها أمام ضمير العالم. كما تراهن قطر على وعي شعوبنا المتشوقة للم شمل البيت الخليجي والتي تجسدت في أكثر من مناسبة ومنها الاحتفاء الكبير بفوز منتخبنا الوطني بكأس آسيا لعام ٢٠١٩. تحذير قطري وأثبتت مجريات الأحداث، صحة التحذيرات القطرية التي صرح بها سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في يناير ٢٠١٨ من أن دول الحصار تسعى لتطبيع الأزمة والتأكيد على أن قطر أكثر الداعمين للوساطة الكويتية بينما تتجاهلها دول الحصار وأيضا انفتاح الدوحة على الحوار أمام تعنت المحاصرين وإبراز استغلالهم السياسة والاقتصاد والرياضة والقبيلة والخطاب الديني للتحريض ونشر الكراهية ضد أهل قطر. منهجية التطبيع ويتضح في منهجية التطبيع، غياب الشعور بالذنب ووخز الضمير واعتبار الأزمة وتداعياتها فعلاً طبيعياً بإنكار وتجاهل معاناة الشعوب. وفيما يعد قطع العلاقات وسحب السفراء آلية مفهومة في الخلافات الدولية، إلا أن إغلاق الحدود والمنافذ البرية والبحرية والجوية أمام قطر، لم ولن يكون له تفسير إلا محاولة عبثية لإرهاق الشعوب لتحقيق مآرب سياسية ضد القيادة القطرية الحكيمة وهو ما ثبت فشله منذ اليوم الأول لإشعال فتيل الأزمة كما يثبت فشله في كافة محاولات التطبيع الحالية، وخاصة في محاولة عزل قطر عن محيطها الإقليمي والدولي. في السياسة والاقتصاد والاستثمار والرياضة قطر تواصل مسيرة الإنجازات والشراكات الاستراتيجية تكشف المنجزات القطرية عن عدم جدوى تطبيع الأزمة الخليجية التي تم افتعالها بغرض النيل من سيادة قطر وتحويلها إلى دولة مستأنسة ترهن قرارها وإرادة شعبها لحلف المحاصرين. وحققت الدوحة منجزات غير مسبوقة عززت سيادتها واستقلالها في كافة مناحي الحياة على عكس ما تشتهي سفن الحصار ومخططات التطبيع. ويتجسد فشل التطبيع في تعزيز قطر لحضورها الدبلوماسي وشراكاتها الاستراتيجية مع كبرى دول العالم بعقد حوار استراتيجي مستدام مع الولايات المتحدة وفرنسا على سبيل المثال بما يضمن دورية المتابعة والتنفيذ لبرامج التعاون المشتركة وأيضا تنامي الشراكة القطرية مع منظمة الأمم المتحدة بتوقيع اتفاقيات طويلة الأمد لتعزيز التعاون والتنسيق لخدمة شعوب العالم. وعلى المستوى الاقتصادي، أصدرت قطر سندات بقيمة 12 مليار دولار في أسواق المال العالمية بداية الشهر الجاري ما يعزز مكانتها الدولية في عالم المال والأعمال. وحافظ الريال القطري على سعره أمام الدولار، كما تزايد معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من 2.6% في 2018، إلى 2.9% في عام 2019، وأيضاً تم تحقيق فائض قدره 23 مليار ريال العام الماضي وغيرها من المؤشرات الاقتصادية التي يصعب حصرها في هذه السطور. ولا يكاد يمر يوم دون تحقيق قطر إنجازاً جديداً في قطاعات السياسة والاقتصاد والاستثمار والرياضة خاصة بعد فوزها بكأس آسيا لأول مرة، إضافة إلى منجزات البنية التحتية ومشروعات مونديال ٢٠٢٢، وأيضاً المنتج القطري الذي تفيض به الأسواق المحلية انتظاراً لانطلاقة التصدير للخارج، والأهم من ذلك تعزيز الانتماء ورفع الحس الوطني بالتفاف وتلاحم غير مسبوق بين القيادة والشعب. توثيق الانتهاكات يلجم تهور دول الحصار تؤكد قطر على عدم شرعية الحصار ومخالفته كافة القيم والأعراف الإنسانية في كافة المحافل الدولية. وتتزامن دعوة الدوحة للحوار مع حرصها على حقوق المتضررين من التداعيات المأساوية للأزمة الخليجية. وتجسد نجاح الدوحة فى مكافحة محاولات تطبيع الأزمة، في انتصار محكمة العدل الدولية للموقف القطري ضد أبوظبي، وإلزام الأخيرة برفع كافة الإجراءات التعسفية ضد شعوبنا الخليجية من فصل للعائلات وحرمان من التعليم والعلاج والسفر. ورغم استمرار الخروقات من جانب دول الحصار، إلا أن قطر تواصل مواجهتها لعملية التطبيع الممنهجة على المستوى الحقوقي والإنساني وتلعب اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان دوراً مهماً في توثيق كافة الانتهاكات وعرضها على ضمير العالم. وتبقى المساعي القطرية درعاً مهماً للحد من تهور دول الحصار التي لا يمكن تخيل حدود تجاوزها للقيم والمبادئ الإنسانية إذا ما غابت التحركات القطرية الفاعلة في مواجهة السيناريوهات العبثية لتطبيع الأزمة الخليجية. أثمرت عن توقيع ٢١ اتفاقية تعاون جولات صاحب السمو تعزز مكانة قطر يبرز في محاولات تطبيع الأزمة الخليجية، رهان دول الحصار الخاسر على اختبار النفس الطويل للدوحة والإصرار على الدخول معها في حرب لتكسير العظام سياسيا واقتصاديا. ويشير واقع الأحداث إلى ما سببته الأزمة من إطلاق مارد الطاقات الكامنة للشخصية القطرية على مستوى الفرد والدولة. ويتجسد ذلك في نسف مخطط عزل قطر بجولات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بعدد ٤ جولات أوروبية وأمريكية وآسيوية وإفريقية عام ٢٠١٧، أثمرت عن توقيع ٢١ اتفاقية تعاون إضافة إلى ١٥ زيارة خارجية خلال عام ٢٠١٨، فيما استهل سموه العام الجاري بزيارة إلى دولة الكويت الشقيقة ثم زيارة لبنان وإفشال مخطط عزلها بالقمة العربية الاقتصادية في بيروت وبعدها جولة آسيوية شملت كوريا والصين واليابان لتعزيز العلاقات مع عمالقة آسيا وصولا إلى زيارة النمسا منذ أيام فضلا عن استقبال الدوحة للعديد من قادة ومسؤولي الدول الصديقة خلال الأزمة. وبالأرقام، أثمرت جولات صاحب السمو عن توقيع ١٩ اتفاقية عززت العلاقات مع آسيا و٣٢ اتفاقية مع دول إفريقية صديقة وارتفاع حجم الاستثمارات القطرية في أمريكا بنحو ٤٥ مليار دولار وأيضا ١٠ مليارات يورو استثمارات إضافية في ألمانيا ووصول الاستثمارات القطرية في فرنسا إلى رقم قياسي بنحو ٤٠ مليار يورو. مجلس التعاون في غيبوبة رغم تعرض قطر للعديد من الاستفزازات بتجاهل دول الحصار الخليجية مناقشة الأزمة الراهنة على طاولة القمم الخليجية المتتالية وداخل أروقة مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها حافظت على حكمتها ومرونتها المعهودة في التعامل مع الأزمة وأعطت الأولوية للحفاظ على بقاء مجلس التعاون الخليجي ووحدته باعتباره أحد مكتسبات عقود من العمل المشترك ودون أن تغفل حاجة المجلس إلى إصلاحات جذرية تمنع تكرار مثل هذه الأزمات. وأكدت قطر هذا الموقف بالحرص على المشاركة في أعمال اللجان المشتركة للمجلس وآخرها مشاركة القوات المسلحة القطرية في تدريبات درع الجزيرة لدول مجلس التعاون. وشددت قطر أنه لا بديل لها عن مجلس التعاون ولا تحالفات أخرى تغنيها عن وحدة المصير المشترك لدول الخليج العربية. واللافت في مخطط تطبيع الأزمة الخليجية دخول دول الحصار في حالة إنكار وتجاهل تام لتداعياتها الكارثية على مستقبل مجلس التعاون الخليجي الذي ظل طريح غرفة الإنعاش منذ افتعال الأزمة، فضلا عن تجاهل ما يعكسه الصدع الخليجي من ترسيخ صورة ذهنية سيئة لدى الشركاء الدوليين عن وحدة خليجنا الذي لطالما كان نموذجا للأمن والاستقرار في منطقة تعتصرها الأزمات من كل اتجاه، وما ترتب عليه من تأجيل مشاورات حول مشروعات كبرى بين أعضائه أو مع دول وتكتلات خارجية مثل مشاورات منطقة التجارة الحرة مع الصين على سبيل المثال لا الحصر. مؤامرات التطبيع تتحطم على صخرة الوعي الخليجي يقف الوعي الخليجي حائط صد أمام قبول تطبيع الأزمة الراهنة. وأثبتت العديد من المناسبات والمواقف الفارقة تحطم مؤامرات التطبيع على صخرة الإرادة الخليجية لشعوبنا التي تترقب إنهاء الأزمة وتتشوق للم شمل البيت الخليجي. وبرزت هذه المواقف في تقارب لافت مع دولة الكويت الشقيقة على المستويين الرسمي والشعبي وما عكسته مشاركة شعبي البلدين لاحتفالاتهما بالأعياد الوطنية من نموذج فريد لما يجب أن تكون عليه علاقات الأشقاء. كما تجسد هذا الوعي في احتفالات شعوبنا الخليجية بفوز منتخبنا الوطني بكأس آسيا لعام ٢٠١٩ سواء في دولة الكويت أو سلطنة عمان الشقيقتين، وحتى داخل دول الحصار التي احتفى بعض مواطنيها بالإنجاز القطري على استيحياء خشية عقوبات الحبس والغرامة التي تفرضها دول الحصار على كل من يتعاطف مع قطر. وتبقى دول الحصار أمام اختبار وتحد حقيقيين برفع هذه العقوبات لترى حقيقة موقف شعوبنا الخليجية من هذه الأزمة التي تنهش في جسد وسمعة الأمة الخليجية ككل، بينما تصر هذه الدول على تطبيع الأزمة وتعميقها بالبعد عن بناء نقاش عقلاني واع، وتبنيها خطاباً شعبوياً ركيزته التضليل والكذب ونشر الكراهية. الانفتاح على الحوار ينسف كل المزاعم تضع الدوحة دول الحصار الخليجية أمام مسؤولياتها التاريخية عن افتعال الأزمة ومحاولة تطبيعها بانفتاحها الدائم على حوار عقلاني للوصول إلى حل يرضي كافة الأطراف. واكتسبت قطر بهذا الموقف ثقة واحترام العالم المتحضر الذي يدعم حل الخلافات بالطرق السلمية عبر الحوار والتفاوض. وتبرز قوة الموقف القطري الداعي للحوار في محاصرة محاولات تطبيع الأزمة ونسف مبرراتها وأيضا كشف تخبط وضعف حجة دول الحصار الرافضة للنقاش لحل النزاعات بين الدول المتحضرة. كما تفضح الدوحة عبثية المطالب الاستفزازية التي أدرك العالم أنه تم وضعها لترفضها قطر، ثم يبدأ سيناريو التطبيع الساذج للأزمة في حرب تكسير عظام، تربحها الدوحة يوما بعد يوم، بتحقيق منجزات غير مسبوقة تعزز أمنها واستقرارها الداخلي وترسخ مكانتها عضواً فاعلاً على الساحتين الإقليمية والدولية.
مشاركة :